الاتحاد الأوروبي يرد على التعبئة وأسلحة موسكو النووية بحزمة من العقوبات

المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (أ.ب)
المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (أ.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يرد على التعبئة وأسلحة موسكو النووية بحزمة من العقوبات

المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (أ.ب)
المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل (أ.ب)

سارع الاتحاد الأوروبي بالرد على تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتلميحه باللجوء إلى استخدام السلاح النووي، برفع سقف العقوبات المفروضة على موسكو، فأعلن المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل عن الشروع في إعداد حزمة جديدة من التدابير، مؤكداً أن الاتحاد سيواصل أيضاً تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، لكن من غير أن يعطي أي تفاصيل عن نوع الدعم أو حجمه.
وقال بوريل: «قررنا تقديم إجراءات تقييدية إضافية ضد روسيا في أقرب وقت ممكن بالتنسيق مع الشركاء». وأضاف في بيان: «اختارت روسيا طريق المواجهة من خلال الإعلان عن تعبئة جزئية، ودعم تنظيم استفتاءات غير قانونية في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا حاليا، والتهديد مجددا باستخدام أسلحة الدمار الشامل». وتابع أن «الإشارات إلى الأسلحة النووية لا تهز تصميمنا وعزمنا ووحدتنا على الوقوف إلى جانب أوكرانيا ودعمنا الشامل لقدرة أوكرانيا على الدفاع عن سلامتها الإقليمية وسيادتها مهما استغرق الأمر».
وكان وزراء خارجية الاتحاد عقدوا اجتماعاً طارئاً أمس في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يشاركون في أعمالها، حيث قرروا اتخاد مجموعة من التدابير التي تستهدف بشكل خاص تصدير معدات تكنولوجية غير عسكرية إلى روسيا، كما صرحت رئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين، التي قالت إن التعبئة التي أعلنها الرئيس الروسي وتهديده باستخدام أسلحة نووية «يعكسان ضعفه ويشيران إلى أنه يخسر الحرب».
وقالت مصادر مسؤولة في المفوضية الأوروبية في حديث مع «الشرق الأوسط» إن التصعيد الروسي الأخير استدعى مطالبة واسعة في أوساط الدول الأعضاء برد حازم على تهديدات موسكو، وإن الحزمة الجديدة من العقوبات والمساعدات العسكرية إلى أوكرانيا ستكون على جدول أعمال المجلس الذي سينعقد مطلع الشهر المقبل.
لكن أضافت المصادر أن تصعيد موسكو في «حرب الغاز»، وما نشأ عنه من ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، قد يشكّل عائقاً أمام إقرار هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان، المعروف بصلته الوثيقة مع الرئيس الروسي، كرر موقفه الرافض للعقوبات التي قال إنها تضّر بالمصالح الأوروبية أكثر من المصالح الروسية.
ويذكر أن المفوضية الأوروبية كانت قد حذّرت من ترويج معلومات خاطئة ومزيفة عن أن العقوبات على موسكو فشلت في تحقيق أهدافها وارتدت على المستهلكين في بلدان الاتحاد، ما أدّى إلى اتساع دائرة المحتجين ضدها في أوساط الرأي العام والقوى السياسية.
وتجدر الإشارة إلى أن حزمة العقوبات الأوروبية الأخيرة ضد روسيا استغرقت الموافقة عليها أكثر من أربعة أسابيع، وشملت العديد من المعدات الأساسية للصناعة الروسية، وأجهزة للطيران وتكنولوجيا لقطاعي الطاقة والفضاء، فضلاً عن وقف استيراد الفحم والصلب والخشب والإسمنت من روسيا، وحظر دخول جميع شركات الطيران الروسية المجال الجوي لبلدان الاتحاد.
إلى جانب ذلك، قال الناطق بلسان المفوضية الأوروبية أمس إنه لا بد من تحديد موقف أوروبي مشترك من طلبات المواطنين الروس الذين يرغبون في الدخول إلى بلدان الاتحاد هرباً من التعبئة التي أعلنها فلاديمير بوتين لمواجهة الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية.
وفيما توقعت المفوضية أن يزداد عدد المواطنين الروس الراغبين في مغادرة بلادهم، أفاد حرس الحدود الفنلندي عن حركة سير كثيفة للسيارات ووسائل النقل الروسية باتجاه فنلندا، فيما تحدثت الأنباء عن زحمة كبيرة على الحدود الروسية مع جورجيا وكازاخستان ومونغوليا.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

سيطرح الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز قدرته الإنتاجية للذخائر المدفعية إلى مليون قذيفة سنوياً، في الوقت الذي يندفع فيه إلى تسليح أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناته. وبعد عقد من انخفاض الاستثمار، تُكافح الصناعة الدفاعية في أوروبا للتكيّف مع زيادة الطلب، التي نتجت من الحرب الروسية على أوكرانيا الموالية للغرب. وتقترح خطّة المفوضية الأوروبية، التي سيتم الكشف عنها (الأربعاء)، استخدام 500 مليون يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الذخيرة في التكتّل. وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون: «عندما يتعلّق الأمر بالدفاع، يجب أن تتحوّل صناعتنا الآن إلى وضع اقتصاد الحرب». وأضاف: «أنا واث

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

أعطت حكومات الدول الـ27 موافقتها اليوم (الجمعة)، على تجديد تعليق جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية الصادرة إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، حسبما أعلنت الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الأوروبي. كان الاتحاد الأوروبي قد قرر في مايو (أيار) 2022، تعليق جميع الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، لدعم النشاط الاقتصادي للبلاد في مواجهة الغزو الروسي. وتبنى سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بروكسل قرار تمديد هذا الإعفاء «بالإجماع».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

البابا يندد بالفشل «المخزي» للدبلوماسية في الشرق الأوسط

البابا فرنسيس (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس (أ.ف.ب)
TT

البابا يندد بالفشل «المخزي» للدبلوماسية في الشرق الأوسط

البابا فرنسيس (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس (أ.ف.ب)

ندد البابا فرنسيس اليوم (الاثنين)، في رسالة إلى الكاثوليك بالشرق الأوسط، بفشل القوى العظمى «المخزي» في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة، وذلك في الذكرى السنوية الأولى لهجوم «حماس» غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي ردت عليه إسرائيل بهجوم عنيف على قطاع غزة.

وقال البابا: «قبل سنة أشعل فتيل الحقد، ولم ينطفئ؛ لا بل استعر واستحال دوامة عنف»، جراء «عجز الأسرة الدولية المخزي وكذلك أقوى الدول، عن إسكات الأسلحة ووضع حد لمأساة الحرب».

ودعا الحبر الأعظم الأرجنتيني إلى الصلاة والصوم يوم الاثنين المقبل، بعد عام من الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» بإسرائيل، في حين أصبح الشرق الأوسط مهدداً بالاشتعال، مع فتح جبهة جديدة ضد «حزب الله» في لبنان والهجوم الإيراني.

كما جدد البابا دعوته إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس».

وقال: «لن أتعب من التكرار والقول إن الحرب هزيمة، وإن الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمره، وإن العنف لن يجلب أبداً السلام. والتاريخ يثبت ذلك، ومع ذلك يبدو أن السنوات الكثيرة من الصراعات لم تعلمنا شيئاً».