نتنياهو يغيّر تكتيكه تجاه الناخبين العرب... للجم أصواتهم

الطيبي: كل الأحزاب العربية ستكون في المعارضة بعد الانتخابات

بنيامين نتنياهو في واحدة من إطلالاته الانتخابية (أ.ب)
بنيامين نتنياهو في واحدة من إطلالاته الانتخابية (أ.ب)
TT

نتنياهو يغيّر تكتيكه تجاه الناخبين العرب... للجم أصواتهم

بنيامين نتنياهو في واحدة من إطلالاته الانتخابية (أ.ب)
بنيامين نتنياهو في واحدة من إطلالاته الانتخابية (أ.ب)

كشفت أوساط في حزب «ليكود» المعارض، أن رئيس الحزب، بنيامين نتنياهو، قرر إحداث تغيير جوهري في تكتيكه الانتخابي، «وبدلاً من التحذير من أصوات العرب والدخول في مواجهة مع المجتمع العربي، عاد ليخاطبهم بلهجة إيجابية». وقرر مع قادة الأحزاب اليمينية في معسكره، الامتناع عن دعم مشروع أفيغدور ليبرمان الذي تقدم بطلب رسمي إلى لجنة الانتخابات المركزية لشطب اسم النائب سامي أبو شحادة، رئيس «حزب التجمع» المنشق، من القائمة المشتركة للأحزاب العربية.
وبسبب هذا التطور، سحب ليبرمان طلبه من لجنة الانتخابات. وهاجم نتنياهو وأحزاب اليمين قائلاً «أبو شحادة يرفض إسرائيل كدولة يهودية، ويطلق تصريحات معادية لأبنائنا الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ومعادٍ للصهيونية. فلماذا يجب السماح له بأن يمثل في الكنيست؟ مكانه خارج البرلمان. لكن لدينا قيادات جبانة وانتهازية تفتقر إلى المبادئ وتفضل المصالح الذاتية».
في المقابل، قال مقرب من نتنياهو، إن ليبرمان «ليس حليفاً في أي شيء؛ لذلك لن يجد من يناصره في اليمين».
وكشفت مصادر يمينية، أن نتنياهو، المعني بأن تنخفض نسبة التصويت بين العرب إلى أدنى حد ممكن، حتى تنخفض وربما تنقرض نسبة تمثيلهم في الكنيست، قرر تغيير توجهه إلى المعركة والعمل على تنويم المجتمع العربي. فهو يعرف بأن مهاجمة العرب وأحزابهم سيشعل المعركة ويدفع بهم إلى التدفق نحو صناديق الاقتراع. في حين بدأت استطلاعات الرأي تظهر انتعاشاً جديداً في قوة «ليكود»، واقترابه من أكثرية 62 مقعداً (من مجموع 120). وزيادة نسبة التصويت بين العرب، هي الوسيلة التي يمكن أن تقلص من فرصه.
وأطلق نتنياهو حملة دعائية (الثلاثاء)، يتوجه فيها إلى العرب داعياً إلى التصويت لحزبه «باعتباره الضمان لتحقيق مطالبهم في الحصول على ميزانيات». وقال، إنه أول رئيس حكومة «يمنح العرب مبلغاً كبيراً يضاهي 15 مليار شيقل» (5.5 مليار دولار). وقالت مصادر مقربة منه أن لديه استطلاعات تبين، أنه «أول وأكثر المستفيدين من الانقسام في القوائم العربية، وأنه يستطيع الحصول على مقعدين إضافيين من العرب وحدهم، لو بقيت نسبة التصويت منخفضة» (في الانتخابات الأخيرة بلغت 45 في المائة، والاستطلاعات تشير إلى احتمال انخفاضها أكثر بسبب الإحباط الذي سببه الانقسام).
وعاد نتنياهو إلى تقديم نفسه باسم «أبو يائير» وحتى «الشيخ أبو يائير» بين العرب، مع أن ابنه يائير ينشر في الشبكات الاجتماعية مقولات، تشكك بهم وتدعو الى تقييد وجودهم في الكنيست. وقد علق النائب أحمد الطيبي على ذلك بالقول، إنه خلال سنوات حكم نتنياهو الأخيرة في العقد الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 740 طفلاً فلسطينياً، وأدار الحكومات الأكثر عنصرية تجاه المواطنين العرب. ورفض الطيبي قبول الاستطلاعات التي تشير، إلى أن العرب سيصوتون لنتنياهو، وقال «ناخبو ليكود بين العرب هم أقلية ضئيلة وهامشية». ولكن الطيبي رفض أيضاً، اعتبار حكومة يائير لبيد أفضل من نتنياهو. وأشار إلى التصعيد الأخير في المناطق المحتلة، وحملات الاعتقال والقمع والتنكيل. وقال «كلهم يستهترون بحقوق العرب ويرفضون السلام». وتوقع أن تبقى الأحزاب العربية في المعارضة. وقال، إنه لا يعتقد بأن الأحزاب اليهودية معنية بوجود حزب عربي. ويرى، أن «القائمة العربية الموحدة بقيادة (الحركة الإسلامية)، التي تعرب عن رغبة جامحة في دخول الائتلاف الحكومي»، «ستجد نفسها مرغمة على البقاء في المعارضة. وتجربتها في الحكم كانت فاشلة».
من جهة ثانية، قامت منظمة صهيونية يمينية، بتعليق لافتات تحريضيّة ضخمة، فيها صور النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي يلفهما العلم الإسرائيلي كُتب عليها «هكذا ستبدو صورة النّصر». وذلك تحت حملة تحريض دمويّة ضدهما لخدمة نتنياهو ومعسكره. وجاءت هذه الحملة بمبادرة منظمة «مشروع الانتصار الإسرائيلي» اليمينية، والتي تضمّ ضباط احتلال ومستشارين وإعلاميين، وطالبت «متخذي القرار والمجتمع الإسرائيلي بالتحوّل من سياسة الاسترضاء إلى سياسة الحسم والنصر»، وفرض ما أسمته «شروط إسرائيل على أعدائها بالوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية»، وبلغة حربية تتعامل مع المواطنين العرب وقياداتهم كـ «أعداء» يجب «إخضاعهم».
واستنكرت قائمة «الجبهة العربية للتغيير» في بيان هذا «التحريض الدموي الخطير الذي يأتي في سياق تفشّي العنصرية والفاشية واستفحالهما في مراكز الحكم في إسرائيل، والتحريض ضد الجماهير الفلسطينيّة العربيّة، واعتبارهم أعداء يجب القضاء عليهم في أقرب فرصة. وذلك كله في سياق مشروع دفن القضية الفلسطينية وتحويل شعبنا إلى حطابين وسقاة ماء، وليتنازل عن نضاله في سبيل قضيته وحقوقه المدنية والقومية».
وأضاف البيان «جماهيرنا العربية متمسكة بوعيها الوطني وانتمائها للشعب الفلسطيني وقضيته، وإرادتها الكفاحية ونضالها وطموحاتها السياسية غير قابلة لا للكسر ولا للإخضاع، ولا تهاب الفاشيين ولا تحريضهم، ومصرّة أن تنتصر هي عليهم. وسيكون خروجها للتصويت والتعبير عن إرادتها الصلبة هذه، أحد مسارات الرد على هؤلاء الفاشيين».


مقالات ذات صلة

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

شؤون إقليمية الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

في الوقت الذي تدب فيه خلافات داخلية بين كل معسكر على حدة، أكدت مصادر مشاركة في الحوار الجاري بإشراف رئيس الدولة، يتسحاك هيرتسوغ، أن الطرفين المعارضة والحكومة «وصلا إلى باب مسدود». وأكد هذه الحقيقة أيضاً رئيس كتلة «المعسكر الرسمي» المعارضة، بيني غانتس، الذي يعد أكثر المتحمسين لهذا الحوار، فقال: «لا يوجد أي تقدم في المفاوضات».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

في ظل تفاقم الخلافات في معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، ما بين القوى التي تصر على دفع خطة الحكومة لإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وبين القوى التي تخشى مما تسببه الخطة من شروخ في المجتمع، توجه رئيس لجنة الدستور في الكنيست (البرلمان)، سمحا روتمان، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، (الأحد)، بالتحذير من إبداء أي نيات للتراجع عن الخطة، قائلا إن «التراجع سيؤدي إلى سقوط الحكومة وخسارة الحكم». وقال روتمان، الذي يقود الإجراءات القضائية لتطبيق الخطة، إن «تمرير خطة الإصلاح القضائي ضروري وحاسم لبقاء الائتلاف».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

أكدت مصادر أردنية، اليوم (الأحد)، اعتقال نائب حالي في إسرائيل بتهمة تهريب كميات كبيرة من السلاح والذهب بسيارته التي تحمل رقم مجلس النواب ورخصته، إلى الداخل الفلسطيني عبر الحدود، وسط تقديرات رسمية بأن تأخذ القصة أبعاداً سياسية. وفيما تحفظت المصادر عن نشر اسم النائب الأردني، إلا أنها أكدت صحة المعلومات المتداولة عن ضبط كميات من السلاح والذهب في سيارته التي كانت تتوجه إلى فلسطين عبر جسر اللنبي، وسط مخاوف من استغلال الجانب الإسرائيلي للقصة قضائياً، في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً أمام التصعيد الإسرائيلي، والانتهاكات المستمرة من قبل متطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، صباح اليوم (السبت)، لمتابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأعلن بوحبيب، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تقرر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة. ووفق الوكالة، «تتضمن الرسالة تأكيد التزام لبنان بالقرار الدولي 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جوا وبرا وبحرا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».