دراسة توضح الصلة بين مرض السكري والتهابات المسالك البولية

دراسة توضح الصلة بين مرض السكري والتهابات المسالك البولية
TT
20

دراسة توضح الصلة بين مرض السكري والتهابات المسالك البولية

دراسة توضح الصلة بين مرض السكري والتهابات المسالك البولية

يعد انخفاض المناعة والالتهابات المتكررة أمرًا شائعًا في مرض السكري من النوع 1 والنوع 2. فقد أظهر الباحثون بمعهد «كارولينسكا إنستيتيوتيت» في السويد الآن، أن أجهزة المناعة لدى مرضى السكري لديها مستويات أقل من الصدفية الببتيدية المضادة للميكروبات، ما يضر بحاجز خلايا المثانة البولية، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية، وفق دراسة جديدة (أجريت بالتعاون مع مستشفى جامعة كارولينسكا بمنطقة ستوكهولم وكابيو وجامعة أوبسالا في السويد وعيادة شليسفيغ هولشتاين بألمانيا) نُشرت بمجلة «Nature Communications»، وذلك حسبما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وحسب الدراسة، ينتج مرض السكري عن نقص الأنسولين أو انخفاض عمله (الأنسولين هو هرمون ينظم الغلوكوز (السكر) وبالتالي الطاقة للخلايا). ففي مرض السكري من النوع 1، يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين، بينما في مرض السكري من النوع 2 تصبح الخلايا أقل حساسية للأنسولين، ما يساهم في ارتفاع مستويات السكر في الدم. ومرض السكري هو مرض شائع يؤثر على الصحة من نواح كثيرة. وأحد الآثار هو أنه يضر بالجهاز المناعي الفطري، ما يترك لدى العديد من الأشخاص قابلية متزايدة للإصابة بالعدوى العادية، مثل التهابات المسالك البولية (UTI) التي تسببها بكتيريا الإشريكية القولونية. وفي الأشخاص المصابين بداء السكري، من المرجح أن تؤدي إلى تسمم الدم العام (الإنتان) الذي ينشأ في المسالك البولية.

مضاد حيوي داخلي

ولقد حقق الباحثون في «كارولينسكا إنستيتيوتيت» الآن فيما إذا كانت مستويات الغلوكوز لدى مرضى السكري (النوع 1 أو النوع 2 أو ما قبل السكري) مرتبطة بالصدفية، وهو مضاد حيوي داخلي (جزء من الجهاز المناعي الفطري).
وباستخدام البول وخلايا المثانة البولية وعينات مصل الدم من المرضى، قام الباحثون بتحليل مستويات الصدفية والببتيدات الأخرى اللازمة لضمان بقاء الغشاء المخاطي في المثانة سليمًا ويحمي من العدوى. ثم تم التحقق من النتائج في الفئران وخلايا المثانة البولية المصابة وغير المصابة بالعدوى.
وفي ذلك، تقول الدكتورة أنيليا براونر الأستاذة بقسم علم الأحياء الدقيقة وعلم الأورام والخلية في «كارولينسكا إنستيتيوتيت» التي قادت الدراسة «وجدنا أن تركيزات الغلوكوز العالية تقلل من مستويات الصدفية الببتيدية المضادة للميكروبات، في حين أن الأنسولين ليس له تأثير. ولدى مرضى السكري مستويات أقل من الصدفية، ما يضعف وظيفة الحاجز الواقي للخلايا ويزيد من خطر الإصابة بعدوى المثانة».

العلاج بالإستروجين يقلل من عدد البكتيريا

أظهرت مجموعة أبحاث البروفيسورة براونر سابقًا أن العلاج بالإستروجين يعيد الوظيفة الوقائية لخلايا المثانة لدى البشر والفئران، وبالتالي يساعد في تنظيم الاستجابة المناعية لعدوى المسالك البولية. لذلك اختبر الباحثون كيف يؤثر علاج الإستروجين على الخلايا المصابة المعرضة لتركيزات عالية من الغلوكوز. ووجدوا أن العلاج عزز مستويات الصدفية وقلل من أعداد البكتيريا، ما يشير إلى أن العلاج قد يكون له تأثير أيضًا بين مرضى السكري.
من جانبه، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة سوميترا موهانتي الباحث في نفس القسم بمعهد «كارولينسكا إنستيتيوتيت» «نخطط حاليا للتحقيق بشكل أعمق في الآليات الكامنة وراء العدوى لدى الأفراد المصابين بداء السكري. الهدف النهائي هو تقليل مخاطر العدوى في هذه المجموعة المتنامية من المرضى».


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول الأطفال للأسماك يجعلهم أكثر اجتماعية

يوميات الشرق مجموعة من الأسماك (أرشيفية - رويترز)

دراسة: تناول الأطفال للأسماك يجعلهم أكثر اجتماعية

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يتناولون الأسماك بانتظام قد يكونون أكثر اجتماعية ولطفاً من أقرانهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يمكن أن تكون لموجات الحر عواقب صحية مدمرة (رويترز)

دراسة: الطقس شديد الحرارة قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية

قد يؤثر المناخ الذي تعيش فيه على سرعة تقدمك في السن على المستوى الخلوي، أو ما يعرف بـ«الشيخوخة البيولوجية»، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الماء ضروري لحياة صحية (أرشيفية - رويترز)

ما كمية الماء الواجب شربها يومياً؟

هل 8 أكواب من الماء كافية لترطيب جسمك في فصل الصيف؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بعض الأطعمة قد تساعدك على العيش لفترة أطول (رويترز)

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

تحدثت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مع عدد من خبراء الصحة عن اقتراحاتهم لأطعمة يمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مرض باركنسون هو حالة تنكس عصبي تتضمن أعراضها التصلب والرعشة وبطء الحركة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش

كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بمرض باركنسون «الشلل الرعاش» أعلى مرتين عند الرجال منه عند النساء، لافتة إلى سبب محتمل لذلك؛ وهو بروتين حميد في المخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
TT
20

البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن تلوث الكوكب بالبلاستيك الدقيق يقلل بشكل كبير من إمدادات الغذاء ويهدد الملايين بالمجاعة، من خلال إعاقة عملية التمثيل الضوئي للنباتات.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة بفحص وتحليل 157 دراسة سابقة حول تأثير البلاستيك الدقيق على النباتات.

ووجدوا أن البلاستيك الدقيق يمكن أن يُلحق الضرر بالنباتات بطرق متعددة. حيث يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأوراق وتضر بالتربة التي تعتمد عليها النباتات. وعندما تمتصها النباتات، يمكن لهذه الجسيمات أن تسد قنوات المغذيات والمياه، وتحفز جزيئات غير مستقرة تضر بالخلايا وتطلق مواد كيميائية سامة، يمكن أن تقلل من مستوى صبغة الكلوروفيل الضوئية.

ولفتت الدراسة إلى أن ما بين 4 في المائة و14 في المائة من المحاصيل الأساسية في العالم من القمح والأرز والذرة تُفقد بسبب الجزيئات البلاستيكية المنتشرة.

وقال الباحثون إن الأمر قد يزداد سوءاً، مع تدفق مزيد من البلاستيك الدقيق إلى البيئة.

وتأثر نحو 700 مليون شخص بالجوع في عام 2022. وقدَّر الباحثون أن تلوث البلاستيك الدقيق يمكن أن يزيد من عدد المعرَّضين لخطر المجاعة بمقدار 400 مليون شخص آخر في العقدين المقبلين، واصفين ذلك بأنه «سيناريو مثير للقلق» للأمن الغذائي العالمي.

وقال الباحثون إن الخسائر السنوية للمحاصيل، والناجمة عن المواد البلاستيكية الدقيقة، قد تكون مماثلة لتلك التي تسببت فيها أزمة المناخ في العقود الأخيرة.

حقائق

700 مليون شخص

تأثروا بالجوع في عام 2022

ويواجه العالم بالفعل تحدياً لإنتاج ما يكفي من الغذاء بشكل مستدام، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 10 مليارات بحلول عام 2058.

وقال فريق الدراسة الجديدة التابع لجامعة نانجينغ في الصين: «لقد سعت البشرية إلى زيادة إنتاج الغذاء لإطعام عدد متزايد من السكان، لكنّ هذه الجهود الجارية أصبحت الآن معرَّضة للخطر بسبب التلوث البلاستيكي».

وأضاف: «تؤكد النتائج الحاجة الملحّة إلى خفض التلوث لحماية الإمدادات الغذائية العالمية في مواجهة أزمة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المتنامية».

ووصف عدد من الخبراء الدراسة الجديدة بأنها «مفيدة» و«جاءت في الوقت المناسب»، لكنهم حذَّروا من أن هذه المحاولة الأولى لقياس تأثير البلاستيك الدقيق على إنتاج الغذاء ستحتاج إلى تأكيد من خلال جمع مزيد من البيانات.