أسواق الغاز: ألمانيا تتجه للخليج والهند تشتري بأسعار قياسية

ناقلة للغاز الطبيعي المسال في عرض البحر (رويترز)
ناقلة للغاز الطبيعي المسال في عرض البحر (رويترز)
TT

أسواق الغاز: ألمانيا تتجه للخليج والهند تشتري بأسعار قياسية

ناقلة للغاز الطبيعي المسال في عرض البحر (رويترز)
ناقلة للغاز الطبيعي المسال في عرض البحر (رويترز)

في الوقت الذي توقع فيه وزير الاقتصاد الألماني توقيع عقود للغاز الطبيعي المسال خلال زيارة شولتس إلى الخليج في مطلع الأسبوع، قالت الحكومة الألمانية إن المستشار أولاف شولتس من المتوقع أن يوقع عقودا بشأن الغاز الطبيعي المسال خلال زيارته للإمارات مع تطلع ألمانيا لشركاء جدد لاستبدال واردات الطاقة الروسية.
وقال وزير الاقتصاد روبرت هابيك: «معروض الغاز ينمو ببطء. الحكومة تجري محادثات دائما مع العديد من الدول»، مشيرا إلى رحلته لقطر والإمارات في مارس (آذار).
وتستحوذ ألمانيا على محطات غاز طبيعي مسال في إطار جهودها لتنويع وارداتها بعيدا عن الغاز الروسي. وكان هابيك يتحدث في لوبمين بشمال ألمانيا، حيث تأمل الحكومة في تشغيل وحدة عائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله إلى حالته الغازية بنهاية عام 2023 على أقرب تقدير.
وقال هابيك: «يجب أن نُظهر في مثل هذه الأوقات أننا يمكننا التخطيط والترخيص والبناء بشكل أسرع من المعتاد في ألمانيا»، مضيفا أن مشروعات الغاز الطبيعي المسال في فيلهلمسهافن وبرونسبويتيل مثال على ذلك.
وتابع «هناك فرصة جيدة وواقعية... أن تتمكن سفينتان للغاز الطبيعي المسال من تغذية شبكة الغاز الألمانية بدءا من نهاية العام».
وفي إطار زيادة الطلب العالمي على الغاز، حافظ إنتاج الصين من الغاز الطبيعي على زيادة مطردة الشهر الماضي، حسبما أظهرت بيانات رسمية. وأظهرت بيانات أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء أن إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد بلغ 17 مليار متر مكعب في أغسطس (آب)، بزيادة 3.‏6 في المائة على أساس سنوي، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وفي الأشهر الثمانية الأولى، بلغ إنتاج الصين من الغاز الطبيعي 7.‏143 مليار متر مكعب، بزيادة قدرها 5.‏5 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
كما أظهرت البيانات أن البلاد استوردت 05.‏71 مليون طن من الغاز الطبيعي في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس، بانخفاض بنسبة 2.‏10 في المائة على أساس سنوي.
وأثر الارتفاع العالمي في أسعار الغاز الطبيعي، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، بشدة على الاقتصادات الناشئة الحساسة تجاه الأسعار، وهو ما يجبرهم على دفع أسعار السوق الفورية المرتفعة أو مواجهة انقطاع التيار الكهربائي والإغلاق الصناعي. وفي هذا الصدد، اشترت الهند شحنات من الغاز الطبيعي المسال، بأسعار تعد بين الأعلى التي تدفعها البلاد على الإطلاق، بسبب إلغاء عمليات التسليم الروسية الحيوية. وذكرت وكالة بلومبرغ أمس، أن شركة «جيل الهندية المحدودة اشترت العديد من شحنات الغاز الطبيعي المسال للتسليم في الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بأكثر من ضعف السعر الذي دفعته خلال هذه الفترة من العام الماضي.
وتبذل الشركة، التي تتخذ من نيودلهي مقرا لها، جهودا لتعويض الإمدادات من الذراع التجارية لشركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم»، التي أممتها ألمانيا في وقت سابق هذا العام، وتدفع غرامات تعاقدية بدلا من تسليم الوقود.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».