بلينكن يشيد بالعليمي وجهوده لتوسيع الهدنة

الزبيدي يؤكد أن العمل من خارج عدن غير مقبول

بلينكن لدى لقائه العليمي في نيويورك أمس (رويترز)
بلينكن لدى لقائه العليمي في نيويورك أمس (رويترز)
TT

بلينكن يشيد بالعليمي وجهوده لتوسيع الهدنة

بلينكن لدى لقائه العليمي في نيويورك أمس (رويترز)
بلينكن لدى لقائه العليمي في نيويورك أمس (رويترز)

أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وجهوده لصون الهدنة التي «أحدثت فرقاً عميقاً وكبيراً» في تحسين حياة اليمنيين، آملاً في مواصلة العمل لتوسيعها من خلال جهود الأمم المتحدة وتحقيق سلام دائم للشعب اليمني.
واجتمع بلينكن مع العليمي الاثنين عشية بدء الخطابات الرئيسية للزعماء الثلاثاء في سياق الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقبيل الاجتماع، عبر العليمي عن سعادته بالاجتماع الجديد مع بلينكن والوفد المرافق، علما بأن لقاءهما في المرة الأولى بجدة «كان مثمراً وإيجابياً للغاية». وأضاف «نتطلع إلى أن يؤدي هذا الاجتماع أيضاً إلى نتائج إيجابية وتعزيز العلاقات الأميركية - اليمنية، وهي علاقات تاريخية واستراتيجية على كل المستويات».
ورد بلينكن أنه «يقدر كثيراً اجتماعنا في جدة»، معبراً عن اعتقاده أن «الهدنة، التي تم الشعور بآثارها في كل أنحاء اليمن، أحدثت فرقاً عميقاً في تحسين حياة الناس». وخاطب الرئيس العليمي قائلاً: «أحدثت قيادتك في العمل للحفاظ على تلك الهدنة فرقاً كبيراً. وآمل أن نواصل العمل عليها، لتوسيعها من خلال جهود الأمم المتحدة وتحقيق سلام دائم لجميع الشعب اليمني»، مضيفاً «في كل هذه الجهود، كانت قيادتك حيوية، ونحن نشيد بها». وأشار أيضاً إلى أن «أحد الأمور التي ننفق الكثير من التركيز والوقت عليها هنا في الأسبوع الرفيع المستوى في الأمم المتحدة هو التحدي المتمثل في انعدام الأمن الغذائي»، بالإضافة إلى عواقب فيروس «كورونا» وتغير المناخ والنزاع، ولا سيما العدوان الروسي على أوكرانيا، مركزاً خصوصاً على «أثر انعدام الأمن الغذائي العميق على أكثر من 200 مليون شخص على هذا الكوكب، بما في ذلك، بالطبع، في اليمن». واستدرك أن إحدى الإيجابيات تتمثل في الاتفاق على السماح بتصدير الحبوب والأغذية من أوديسا في أوكرانيا فيما يعد «تحسيناً لوصول الغذاء إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، ومنها إحدى السفن الآتية من البحر الأسود والمتجهة إلى اليمن». وقال: «لذلك من الضروري أن نحافظ على هذا الاتفاق، وأن تستمر السفن في التدفق، حتى أثناء عملنا، بالطبع، لإنهاء العدوان الروسي على أوكرانيا». وأضاف «نركز بشدة اليوم على الجهود التي بذلتها، والتي نبذلها جميعاً، للحفاظ على الهدنة»، على أمل في أن «نوسعها في الأيام المقبلة».
ومن المتوقع أن يلتقي العليمي عددا من قادة الدول على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتكثف الإدارة الأميركية عبر مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ، جهودها مع الحكومة وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، من أجل الوصول لاتفاق جديد لتمديد وتوسيع الهدنة التي تنتهي مطلع الشهر المقبل. كما عقد المبعوث الأميركي لقاءات مع قيادات رفيعة في سلطنة عُمان التي تحتضن وفد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران للدفع بالجهود الرامية لتعزيز الهدنة.
ومن المقرر أن يلقي العليمي - بحسب بيان رسمي - أول كلمة له منذ تسلمه قيادة مجلس الحكم في اليمن أمام قادة وممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيتطرق خلالها «إلى تطورات الوضع اليمني، وفرص تحقيق السلام في ظل تعنت الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا إزاء كافة الجهود والمساعي الحميدة على هذا المسار».
وطبقا لوكالة «سبأ» سيجري على هامش الاجتماع الأممي، مناقشات رفيعة المستوى بشأن الأوضاع الإنسانية والخدمية والاقتصادية، والدور المعول على المجتمع الدولي لدعم الإصلاحات الجارية التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة في مختلف المجالات.
كما سيبحث من خلال اللقاءات الثنائية الضغوط اللازمة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية، وبخاصة القرار 2216، وفرص تمديد الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي وفق ما ذكره البيان الرسمي.
في الأثناء، شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي على تفعيل أداء الوزارات من مقارها الرسمية في عدن. وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن الزبيدي ترأس «الأحد» بالقصر الرئاسي في معاشيق اجتماعا استثنائيا لمجلس الوزراء بحضور رئيس الحكومة معين عبد الملك لمناقشة عدد من القضايا العاجلة وفي مقدمتها تفعيل عمل الوزارات وفتح مقراتها الرئيسية في العاصمة عدن للقيام بالمهام المنوطة بها تجاه المواطنين وسبل وآليات مضاعفة موازنتها ورفدها بالكوادر الشبابية المدربة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن الزبيدي أنه شدد على ضرورة فتح مقرات الوزارات في عدن ومزاولة جميع وزراء الحكومة لمهامهم من المقرات الرئيسية لوزاراتهم، وأكد أن «العمل من خارج العاصمة المؤقتة عدن أمر غير مقبول».
وبحسب ما أوردته الوكالة الرسمية اليمنية «شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي على ضرورة بذل المزيد من الجهود للارتقاء بأداء الوزارات، وتفعيل نشاطها والانضباط الوظيفي فيها وتأهيل المنشآت التابعة لكل وزارة للاستفادة القصوى منها، ورفد الوزارات بالكوادر الشبابية المدربة القادرة على مواكبة التطورات في مختلف المجالات».
واستمع الزبيدي - بحسب المصادر نفسها - من رئيس وأعضاء مجلس الوزراء إلى مجمل الصعوبات التي تواجهها وزاراتهم، والجهود المبذولة لتفعيل عملها وتكثيف نشاطها في العاصمة المؤقتة عدن وعموم المحافظات المحررة، والجهود التي يبذلها الوزراء للتغلب على تلك الصعوبات.
من جهته أشار رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إلى ما حققته حكومته خلال الفترة الماضية في مختلف الجوانب ورؤيتها للتعامل مع التحديات والتغلب عليها بتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي، كما أشار إلى أولوية العمل على تعزيز الأمن والاستقرار ودعم وتعزيز مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن. وأكد «عزم الحكومة وتصميمها المضي في مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية والإدارية».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.