مع اقتراب الانتخابات... نتنياهو يلملم أطراف معسكره ولبيد يفقد السيطرة

المنافس على رئاسة «الليكود» يطالب بشطب كل قائمة «غير صهيونية»

لبيد في برلين الأسبوع الماضي حيث التقى المستشار أولاف شولتز (أ.ف.ب)
لبيد في برلين الأسبوع الماضي حيث التقى المستشار أولاف شولتز (أ.ف.ب)
TT

مع اقتراب الانتخابات... نتنياهو يلملم أطراف معسكره ولبيد يفقد السيطرة

لبيد في برلين الأسبوع الماضي حيث التقى المستشار أولاف شولتز (أ.ف.ب)
لبيد في برلين الأسبوع الماضي حيث التقى المستشار أولاف شولتز (أ.ف.ب)

في الوقت الذي نجح فيه رئيس «الليكود»، بنيامين نتنياهو، في لملمة كل أطياف معسكر اليمين تحت كنفه، فقد رئيس الوزراء، يائير لبيد، السيطرة على معسكره. وانضم اثنان من قادة هذا المعسكر الأبرز، وزير المالية أفيغدور ليبرمان، ووزير القضاء غدعون ساعر، إلى الحملة اليمينية المتطرفة ضد نواب «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، وما تطلقه من مواقف منفرة للعرب.
فعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معسكر لبيد لن يستطيع تشكيل حكومة، إلا إذا حظي بتأييد ما من الكتل العربية، سواء من داخل الائتلاف (كما فعلت القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية، بقيادة النائب منصور عباس)، أو من خارج الائتلاف (كما فعلت القائمة المشتركة)، فقد أعلن ليبرمان وساعر عدم استعدادهما لتشكيل حكومة بمشاركة أي من حزبي: أيمن عودة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، وأحمد الطيبي (الحركة العربية للتغيير). وزايدا بذلك على القائد في «الليكود»، نير بركات، رئيس بلدية القدس السابق الذي أعلن أنه سينافس على رئاسة «الليكود» بعد عهد نتنياهو، والذي صرح (الاثنين) بأن «لا مكان في (الكنيست) لأي حزب غير صهيوني. ولذلك فهو يؤيد أن يتم شطب جميع القوائم العربية التي تخوض الانتخابات القادمة».
وكان آخر استطلاع للرأي نشرته القناة الرسمية للتلفزيون (كان 11)، قد أشار إلى أن الانقسام الجديد في صفوف الأحزاب العربية سيؤدي إلى سقوط جميع أحزاب «القائمة المشتركة» (الجبهة، والعربية للتغيير، والتجمع الوطني)، وارتفاع معسكر نتنياهو إلى 62 مقعداً، وبذلك يشكل حكومة. ولكنه أشار أيضاً إلى أنه في حال ارتفاع نسبة التصويت بين العرب، فإن أحد الحزبين سيتجاوز نسبة الحسم، ويصبح للعرب 8 مقاعد، بينما يتساوى المعسكران الإسرائيليان، بقيادة نتنياهو ولبيد، ويكون الحسم بأيدي العرب.
وصرح ليبرمان، في أعقاب ذلك، بأن حزبه لن يشارك أي حزب من «القائمة المشتركة» في حكومة واحدة، وسيتحالف فقط مع «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، بقيادة النائب منصور عباس: «التي أثبتت جدارتها في الائتلاف الحالي». وسئل: «لكن العرب انقسموا وقدموا بذلك هدية لليمين. وبصفتك تقود حزباً يمينياً لبرالياً، ألا تجد كلمة طيبة تقولها لمن يقدم لك هدية؟»، فأجاب: «انقسام العرب لا يهمني، ولن أقبل شراكة مع أيمن عودة والطيبي».
وقال ليبرمان إن كارثة ستحل على إسرائيل في حال عودة نتنياهو إلى الحكم، وإنه مؤمن بأن الانتخابات القادمة في أول نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، ستسفر عن تشكيل حكومة برئاسة لبيد يكون فيها أحد الأحزاب المتحالفة حالياً مع نتنياهو. وأضاف: «حتى في (الليكود)، بدأنا نلمس تمرداً على نتنياهو. باتوا يشعرون بأنه يضعهم في قفص صدئ، ولن يسمحوا له هذه المرة بدفع إسرائيل إلى انتخابات إضافية».
ورد رئيس حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، أريه درعي، على ليبرمان، قائلاً: «هذا الرجل يعيش في أوهام. لا يوجد حزب في معسكر نتنياهو يقبل التحالف معه. إنه كسر كل القوالب معنا. نحن نرى فيه عنواناً لنشر الكراهية بين اليهود عموماً وضد المتدينين بشكل خاص. السياسيون الذين بلا كرامة ومعدومو الأخلاق فقط، يمكن أن يقبلوا مسامحة ليبرمان على جرائمه بحقنا. أما نحن فلا نغفر له ولا نسامحه».
يذكر أن الخبراء السياسيين في إسرائيل يشيرون إلى أن توازن القوى السياسية، قد بدأ لأول مرة في السنوات الأربع الأخيرة لمصلحة بنيامين نتنياهو. ويقولون إن نتنياهو نجح في لملمة أطراف معسكره بشكل مثير، والحفاظ على هذا المعسكر قوياً ومتماسكاً، طيلة خمس معارك انتخابية، وفي المعركة الأخيرة بدأ يقطف الثمار ويعزز قوة المعسكر. بينما في المقابل يفقد لبيد السيطرة ويتردد في التعامل الإيجابي مع حلفائه العرب، خوفاً من انتقادات اليمين، ويترك أحزاب معسكره تخوض الانتخابات بقوائم مستقلة ومفتتة، بحيث يوجد خطر سقوط عديد منها. ويؤكدون أن لبيد يركز نشاطاته خارج البلاد رئيساً للحكومة ويهمل الساحة الداخلية، وهذه ليست صفات ملائمة لمن يريد أن يفوز في معركة شرسة على رئاسة الحكومة.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».