هالاند يسجل مجدداً ويقود مانشستر سيتي إلى صدارة الدوري الإنجليزي

سون يعود بكل قوة ويسجل ثلاثية في فوز ساحق لتوتنهام على ليستر... وإيزاك يهدي التعادل لنيوكاسل

غريليش (الثاني من اليمين) يفتتح ثلاثية مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
غريليش (الثاني من اليمين) يفتتح ثلاثية مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
TT

هالاند يسجل مجدداً ويقود مانشستر سيتي إلى صدارة الدوري الإنجليزي

غريليش (الثاني من اليمين) يفتتح ثلاثية مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
غريليش (الثاني من اليمين) يفتتح ثلاثية مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

تفنن المهاجم النرويجي العملاق إرلينغ هالاند مجدداً بهز شباك الخصوم، وقاد مانشستر سيتي حامل اللقب إلى فوز صريح على مضيفه ولفرهامبتون واندررز 3 - صفر وتصدر ترتيب الدوري الإنجليزي لكرة القدم أمس. وسجل هالاند (22 عاماً) هدف «سيتيزنس» الثاني بعد ربع ساعة على انطلاق المواجهة، بعد هدف أول مبكر لجاك غريليش في الدقيقة الأولى، رفع رصيده في صدارة الهدافين إلى 11 في أول سبع مباريات في الدوري بعد قدومه هذا الصيف من بوروسيا دورتموند الألماني، ومجمل 14 هدفاً في 10 مباريات للفريق المملوك إماراتياً. وأصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الممتاز «بريميرليغ» يسجل في أول أربع مباريات له خارج قواعد فريقه.
وجاء هدف هالاند بعد أخير رائع في مرمى فريقه السابق دورتموند (2 - 1) الأربعاء، عندما قلب عليه الطاولة في دوري أبطال أوروبا، مسجلاً من كرة أكروباتية رائعة. ومنذ رحيله عن سالزبورغ النمساوي في يناير (كانون الثاني)/ كانون الثاني 2020 سجل هالاند 100 هدف في 99 مباراة ضمن مختلف المسابقات. واستعاد سيتي، حامل اللقب أربع مرات في آخر خمس سنوات، توازنه بعد التعادل على أرض أستون فيلا (1 - 1)، رافعاً رصيده إلى 17 نقطة في الصدارة، بفارق نقطتين عن آرسنال الذي يحل على برنتفورد اليوم، علما بأن هذه المرحلة شهدت تأجيل ثلاث مباريات بسبب وفاة الملكة إليزابيث الثانية وإضراب عمال السكك الحديد، أبرزها موقعة تشيلسي مع ليفربول.


ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل يحتفل بهز شباك  بورنموث (رويترز)

على ملعب مولينو، مُنيت سلسلة من ثلاث مباريات دون خسارة لولفرهامبتون بصفعة مبكرة، عندما رد الدولي جاك غريليش على انتقادات عدم فرض نفسه مع الفريق الأزرق السماوي، مفتتحاً التسجيل بعد 56 ثانية، إثر متابعة من قلب المنطقة لعرضية جميلة من القائد البلجيكي كيفن دي بروين، ليسجل أول أهدافه هذا الموسم. وتلاعب هالاند مجددا بالدفاعات مطلقاً بيمناه «الضعيفة» أرضية من حدود المنطقة مرت أرضية إلى يمين الحارس البرتغالي جوزيه سا في الدقيقة 16. وزادت محن المضيف، بعد بطاقة حمراء مباشرة لقلب الدفاع الآيرلندي الشاب نايثن كولينز، إثر تدخل عنيف وأرعن على غريليش موجهاً ركلة مباشرة «على الطاير» في جنبه في الدقيقة 33.
ومن جملة فنية جماعية في الشوط الثاني، تبادل دي بروين وهالاند الكرة لكن اللمسة الأخيرة بحرفنة كانت للمهاجم الشاب فيل فودن قاضياً على أي أمل منطقي للمضيف في الدقيقة 69. وتوقفت المباراة في الدقيقة 70 على وقع تصفيق الجماهير، في إشارة إلى مرور 70 عاماً على تربع الملكة الراحلة على العرش.
وأشاد جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي بجاك غريليش. وافتتح غريليش التسجيل بعد أن تعرض لانتقادات بسبب الأداء الباهت في الفوز على بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، فضلا عن افتقاره إلى تسجيل الأهداف والتمريرات الحاسمة منذ انتقاله إلى سيتي العام الماضي من أستون فيلا مقابل مائة مليون جنيه إسترليني (114 مليون دولار). وكان غوارديولا سريعا في الدفاع عن لاعبه قبل المباراة وشعر بالثقة بعد أداء حيوي خلال المباراة.
وقال غوارديولا لشبكة بي تي سبورت عن غريليش: «لقد لعب بشكل جيد حقا، وكان قويا وسجل هدفا جيدا. إنه لا يفقد الكرة. كان أداء جيدا منه». واعترف غوارديولا بأن فريقه عانى في بعض الأحيان، خاصة في أول 25 دقيقة من الشوط الثاني عندما استحوذ ولفرهامبتون على الكرة. وقال المدرب الإسباني: «بدأت المباراة بشكل جيد بالنسبة لنا بتسجيل أول هدفين والطرد. لكن من الصعب المجيء إلى هنا ضد هذا الفريق بالجودة التي يتمتعون بها للاحتفاظ بالكرة. عانينا كثيرا في الشوط الثاني حتى أحرزنا الهدف الثالث عن طريق فيل (فودن). لم نتمكن من الحصول على الكرة وهذا تقدير كبير لولفرهامبتون. في لحظات كنا جيدين، عانينا بعض الشيء في لحظات أخرى، لكن من أجل ذلك أعطي الفضل للمنافس». وستشارك مجموعة من لاعبي مانشستر سيتي الدوليين مع منتخبات بلادهم في فترة التوقف الدولية، ويأمل غوارديولا في عودتهم دون إصابات قبل مباراة فريقه المقبلة ضد منافسه التقليدي مانشستر يونايتد في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال: «أتمنى عودة اللاعبين بكامل لياقتهم. دوري الأمم مهم بالنسبة لهم وكذلك لإقناع مدربيهم بأنهم يستحقون المشاركة في كأس العالم. لذلك أنا أفهم مدى أهمية ذلك بالنسبة لهم».
من جانبه، قال غريليش لشبكة بي تي: «كان من الجيد تسجيل هدف والحصول على الثلاث نقاط في ملعب صعب وأمام فريق كبير. تم التقليل من شأن ولفرهامبتون وأظهر ذلك في الشوط الثاني لذلك فهذه نتيجة رائعة لنا. يتعين علي تسجيل الأهداف وصنع المزيد من الفرص. سيكون هناك دائما أشخاص يتحدثون عن المبلغ الذي تم دفعه مقابل انتقالي إلى سيتي. لكن حتى في أستون فيلا لم أكن أسجل بقدر ما يجب أن أحرزه من أهداف. إنه شيء أريد إضافته لطريقة أدائي».
وفي مواجهة أخرى، أنهى سون هيونغ - مين صيامه عن تسجيل الأهداف وسجل ثلاثية بعد المشاركة كبديل في فوز ساحق لتوتنهام هوتسبير 6 - 2 على ليستر سيتي ليتقاسم صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز. ومنح أول هدف لرودريغو بنتانكور مع توتنهام التقدم 3 - 2 للفريق اللندني بعد الاستراحة لكن سون، الذي بدأ المباراة على مقاعد البدلاء، استعاد مستواه المميز وسجل ثلاثة أهداف في 13 دقيقة. ولم يكن سون، الذي تقاسم صدارة هدافي الدوري الموسم الماضي، قد سجل أي هدف مع توتنهام في أول ثماني مباريات. وتقدم ليستر بهدف مبكر من ركلة جزاء نفذها يوري تيليمانس، وأهدرها في البداية قبل إعادتها، وأدرك هاري كين التعادل سريعا بضربة رأس لأصحاب الأرض.
وتقدم توتنهام بهدف في الدقيقة 21 بضربة رأس من المدافع إيريك داير، لكن ليستر صاحب المركز الأخير تعادل قبل الاستراحة بتسديدة مميزة من جيمس ماديسون. واستغل بنتانكور خطأ دفاعيا وتقدم لأصحاب الأرض في الدقيقة 47 لكن سون خطف الأضواء من الجميع. وشارك اللاعب الكوري الجنوبي في الدقيقة 59 وسجل هدفه الأول بتسديدة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 73، ثم أضاف هدفا بتسديدة رائعة بقدمه اليسرى بعد 11 دقيقة، وأكمل سون الثلاثية بعد تمريرة من بيير - إميل هويبرغ، حيث انفرد بالمرمى وهز الشباك. وبات رصيد توتنهام 17 نقطة من سبع مباريات، ويتأخر فقط بفارق الأهداف عن مانشستر سيتي المتصدر، مقابل نقطة واحدة لفريق ليستر.
وفي مباراة أخرى، أحرز المهاجم ألكسندر إيزاك هدفا من ركلة جزاء، ليهدي نيوكاسل يونايتد التعادل 1 - 1 مع ضيفه بورنموث في ملعب سانت جيمس بارك أمس. وسيطر نيوكاسل على الشوط الأول وسدد في إطار المرمى مرتين، كما أنقذ الحارس نيتو عدة فرص وسط تكتل دفاعي بوجود خمسة لاعبين في الخط الخلفي للفريق الزائر. لكن معاناة نيوكاسل زادت عندما سجل فيليب بيلينغ هدف التقدم للفريق الزائر بتسديدة قوية بقدمه اليسرى.
لكن هذا التقدم لم يستمر طويلا، حيث ارتكب جيفرسون ليرما خطأ ضد كيران تريبيير واحتسب ركلة جزاء بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد، ونفذ إيزاك الركلة بنجاح في شباك الحارس نيتو. وهذا أول هدف للمهاجم إيزاك في ملعب نيوكاسل منذ الانضمام من ريال سوسيداد في أغسطس (آب) في صفقة قياسية للنادي الإنجليزي مقابل 59 مليون جنيه إسترليني (67 مليون دولار). وتقدم نيوكاسل، الذي تعادل للمرة الخامسة في ثماني مباريات بالدوري، إلى المركز العاشر برصيد ثماني نقاط، بينما تقدم بورنموث خطوتين وأصبح في المركز 12.


مقالات ذات صلة

حراسة مرمى ليفربول «مشكلة رفاهية» الموسم المقبل

رياضة عالمية أليسون بيكر من المتوقع أن يبقى الحارس الأول لليفربول في الموسم المقبل (أ.ف.ب)

حراسة مرمى ليفربول «مشكلة رفاهية» الموسم المقبل

يقول ساندر ويسترفيلد إن ليفربول سيواجه «مشكلة رفاهية» في حراسة المرمى هذا الصيف، حيث سيبقى أليسون بيكر الحارس الأول للنادي.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية الألماني توماس توخيل مدرب منتخب إنجلترا (رويترز)

توخيل: سأجري تعديلات على تشكيل إنجلترا أمام لاتفيا

أكد توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا، أنه ينوي إجراء بعض التعديلات على التشكيل الأساسي في مباراة لاتفيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توخيل خلال تحضيرات إنجلترا الأخيرة (د.ب.أ)

توخيل يحث لاعبي إنجلترا على محاكاة النزعة الهجومية لأندية البريميرليغ

بعدما استهل مهمته، بصفته ثالث مدرب أجنبي في تاريخ المنتخب الإنجليزي، بشكل إيجابي بالفوز على ألبانيا 2 - 0، يطمح توخيل إلى «الأفضل» في مواجهة لاتفيا، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هاري كين لاعب بايرن ميونيخ والهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي (أ.ف.ب)

كين متعطش لتسجيل مزيد من الأهداف مع إنجلترا

ما زال هاري كين متعطشاً لتسجيل مزيد من الأهداف بعدما سجل الهدف رقم 70 الجمعة في المباراة التي فاز بها المنتخب الإنجليزي على نظيره الألباني 2 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتوني جوردون أُصيب في مواجهة ألبانيا وتلقى العلاج بالملعب (رويترز)

توخيل: جوردون لا يبدو بخير

أكد توماس توخيل أن إصابة أنتوني جوردون في الفخذ، التي تعرَّض لها خلال فوز إنجلترا على ألبانيا، يوم الجمعة، «لا تبدو جيدة».

«الشرق الأوسط» (لندن)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.