«الفاو» تدعو للتأهب لمواجهة مخاطر فيضانات متوقعة في اليمن

زيادة الغطاء النباتي جراء هطول الأمطار بنسبة 60%

مسؤولون سعوديون يبحثون خلال لقاء سابق مع منظمة الفاو سبل دعم العمل الإنساني في اليمن (واس)
مسؤولون سعوديون يبحثون خلال لقاء سابق مع منظمة الفاو سبل دعم العمل الإنساني في اليمن (واس)
TT

«الفاو» تدعو للتأهب لمواجهة مخاطر فيضانات متوقعة في اليمن

مسؤولون سعوديون يبحثون خلال لقاء سابق مع منظمة الفاو سبل دعم العمل الإنساني في اليمن (واس)
مسؤولون سعوديون يبحثون خلال لقاء سابق مع منظمة الفاو سبل دعم العمل الإنساني في اليمن (واس)

دعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى التأهب لمواجهة مخاطر الفيضانات في اليمن، مع استمرار ويلات تغير المناخ في التأثير على المجتمعات الزراعية، وقالت إن التوقعات خلال شهر سبتمبر (أيلول) الجاري تظهر انخفاضاً في تأثير الفيضانات، لكنها رجحت هطول الأمطار على نطاق واسع، وزيادة الإصابات بالأمراض المنقولة بالمياه والبعوض مثل الكوليرا وحمى الضنك، وظهور الجراد الصحراوي وديدان الحشد الخريفية.
وذكرت نشرة المناخ الزراعي التي تصدر عن المنظمة أنه لا يزال من المرجح في بعض المناطق هطول الأمطار على نطاق واسع مع هطول أمطار غزيرة معزولة، وزيادة حدوث الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المنقولة بالنواقل مثل الكوليرا وحمى الضنك، بسبب الظروف الرطبة، التي تسببت في عودة ظهور الآفات والأمراض للمحاصيل الزراعية خصوصاً ديدان الحشد الخريفية والجراد الصحراوي.
وتشير توقعات الطقس لشهر سبتمبر إلى أنه رغم انتهاء أسوأ حوادث الفيضانات، فإن هطول الأمطار على نطاق واسع مع هطول أمطار غزيرة معزولة لا يزال مرجحاً، خصوصاً في محافظات إب وتعز والضالع وذمار، إذ لا تزال المناطق التي غمرتها المياه في هذه المحافظات من الأشهر السابقة من الأمطار الغزيرة معرضة لخطر المزيد من الفيضانات، ومن المحتمل وفقاً للفاو أن يتفاقم هذا بسبب احتمال نشاط الأعاصير في الشمال الشرقي لبحر العرب، ودعت إلى «التأهب بلا هوادة لمخاطر الفيضانات».
وقالت المنظمة الأممية إنه ومع استمرار ويلات تغير المناخ في التأثير على المجتمعات الزراعية في اليمن، ينصح بشدة باعتماد أنظمة زراعية متكاملة وأن يتم تشجيع النظم الزراعية التي تدمج المحاصيل والثروة الحيوانية والغابات بشكل خاص لأن هذه الأنظمة، في المتوسط، لديها قدرة أكبر على التكيف مع المناخ، في حين تشير التوقعات لشهر سبتمبر إلى استمرار أنشطة هطول الأمطار، وإن كانت منخفضة الشدة والتكرار والانتشار المكاني.
ومن المحتمل - بحسب المنظمة - أن تشجع هذه الظروف المناخية على انتشار دودة الحشد الخريفية، كما من المتوقع زيادة نشاط الجراد الصحراوي عبر مناطق تكاثر العنب اعتباراً من بداية أكتوبر (تشرين الأول) ولهذا فإن الوضع يتطلب الرصد المستمر.
ووفق ما جاء في نشرة المناخ فقد استمرت الأمطار الغزيرة خلال أغسطس (آب) في تمزيق البنية التحتية الحرجة وسبل العيش، حيث بلغ إجمالي عدد القتلى في الأيام العشرة الأولى من الشهر تسعين قتيلاً.
وفيما توجد تقارير عن زيادة حدوث الأمراض المنقولة بالمياه وبالنواقل مثل الكوليرا وحمى الضنك الناجمة عن التشبع بالمياه، جرفت الفيضانات المدمرة مئات الماشية، وأثرت على سبل العيش ودفعت الأسر إلى الفقر، ومن المرجح أن يؤدي هذا أيضاً إلى نقص إمدادات الحليب واللحوم وبالتالي يؤثر على التغذية، بحسب النشرة الأممية.
وفي ذمار وتعز وأجزاء من صنعاء، قالت النشرة إن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرد دمرت المحاصيل النقدية، بما في ذلك البن والعنب وأشجار الفاكهة الأخرى، ما سيؤثر على دخل معظم الأسر، كما لوحظ عودة ظهور ديدان الحشد الخريفية في صعدة والحديدة وإب وعمران وأجزاء من المناطق الشمالية من صنعاء، ما يهدد محاصيل الحبوب مثل الذرة الرفيعة والذرة والدخن والشعير والقمح.
وعلى الجانب الإيجابي، في المناطق الزراعية الرعوية، تتوفر المراعي والأعلاف والمياه للماشية، ما يؤدي إلى تحسين حالة الجسم رغم زيادة الآفات والأمراض.
وتشير التقارير الميدانية أيضاً إلى حصاد الطماطم والفلفل والذرة الخضراء في المرتفعات الوسطى، وفي معظم مناطق المرتفعات، تكون محاصيل الحبوب (الذرة الرفيعة والذرة والقمح والشعير) في فترة النمو، ويتوقع الحصاد من منتصف وأواخر سبتمبر وحتى نوفمبر (تشرين الثاني)، ومع ذلك، من المتوقع أن تكون الغلات منخفضة بسبب المناخ القاسي الذي ساد حتى الآن.
وبينت النشرة المناخية أنه وخلال الفترة من 1 إلى 31 أغسطس، شهد أكثر من 80 في المائة من اليمن هطول أمطار غزيرة، مع غمر أجزاء كبيرة بسبب الفيضانات التي اجتاحت البلاد، وبلغت كمية الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد نحو 2500 ملم، وهو ما يزيد بنسبة 45 في المائة على هطول الأمطار في نفس الفترة خلال العام الماضي، وقد سجلت أعلى الكميات في منطقة الكدن التابعة لمحافظة الحديدة غرب البلاد، (306 ملم) تلتها منطقة السدة في محافظة إب، (263 ملم) ثم حي بغداد في العاصمة صنعاء (241 ملم).
وتقول النشرة إن البلاد شهدت تحسناً في هطول الأمطار من حيث البعد المكاني (في جميع المحافظات) والبعد الزمني (أكثر من 26 يوماً ممطراً)، ما أدى إلى زيادة رطوبة التربة بما يقرب من 150 في المائة فوق المعدل الطبيعي، وهذا أدى إلى زيادة نمو الغطاء النباتي بأكثر من 60 في المائة، خصوصاً في الأجزاء الغربية من اليمن.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.