استعراضات الحوثيين العسكرية تثير سخط اليمنيين في صنعاء

جانب من الاستعراض الحوثي العسكري الذي نظمته الميليشيات الخميس الماضي في صنعاء لإرهاب السكان (تويتر)
جانب من الاستعراض الحوثي العسكري الذي نظمته الميليشيات الخميس الماضي في صنعاء لإرهاب السكان (تويتر)
TT

استعراضات الحوثيين العسكرية تثير سخط اليمنيين في صنعاء

جانب من الاستعراض الحوثي العسكري الذي نظمته الميليشيات الخميس الماضي في صنعاء لإرهاب السكان (تويتر)
جانب من الاستعراض الحوثي العسكري الذي نظمته الميليشيات الخميس الماضي في صنعاء لإرهاب السكان (تويتر)

أثار العرض العسكري الحوثي الواسع الخميس الماضي سخطاً واسعاً في الشارع اليمني، حيث تحاول الميليشيات استعراض قوتها وتخويف السكان بعد أن حشدت مجنديها من أكثر من أربع محافظات خاضعة لها، في وقت يعاني السكان من أزمات خانقة في الخدمات بالتوازي مع اتساع رقعة الفقر وانعدام سبل المعيشة.
وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن العرض الذي أقامته الميليشيات أخيراً في ميدان السبعين بالعاصمة المختطفة صنعاء بذكرى انقلابها المشؤوم على الشرعية في اليمن، كان قد سبقه بأيام شن حملات استقطاب وتحشيد واستقدام غير مسبوقة طالت شباناً ومراهقين من صنعاء وريفها ومدن إب وذمار وعمران.
وإلى جانب تعمد اختلاق الميليشيات أزمة مشتقات نفطية بهدف بيع مخزونها المكدس في السوق السوداء بأسعار خيالية لتغطية نفقات الاستعراض، أدت التدابير التي فرضتها الجماعة إلى تضييق الخناق على السكان من خلال إغلاق كافة الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين ما تسبب في إعاقة حركة السير وقطع عديد من الطرقات المؤدية إليه.
وقوبل إغلاق الجماعة لميدان السبعين بحالة من الاستياء والسخط، حيث أفاد مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الميليشيات قامت ودون إشعار مسبق بإغلاق الشوارع الأربعة المؤدية إلى الميدان، الأمر الذي أحدث ازدحاماً شديداً وأعاقهم عن الذهاب إلى أعمالهم وقضاء حوائجهم.
وبحسب مصادر مطلعة في صنعاء، مارست الميليشيات قبل الاستعراض ضغوطاً كبيرة ضد وجهاء قبليين ومشرفين ومسؤولين محليين في العاصمة وريفها لإجبارهم على جمع أكبر عدد من المواطنين للمشاركة في عرضها العسكري. وأكدت المصادر أن الميليشيات استمرت منذ نحو أسبوع ونصف بتحشيد الشبان والمراهقين وغيرهم من مختلف القرى والأحياء في مدن عدة واقعة تحت سيطرتها.
ولفتت المصادر إلى أن قادة الانقلاب كانوا قد حضوا أتباعهم في أحياء صنعاء وغيرها على إقناع السكان بتقييد أسمائهم ضمن الكشوف للمشاركة ليوم واحد في العرض مقابل حصولهم على امتيازات ومكافآت مالية.
وقال شهود في صنعاء بأنهم لاحظوا خلال الأيام الماضية مرور عشرات الشاحنات الكبيرة عبر شوارع عدة في صنعاء أهمها شارع السيتين الرئيسي وهي تقل أفراداً وعناصر حوثيين يرتدون زي الوحدات الأمنية.
وكان سكان في أحياء دارس والجراف وجدر وبير زيد والحصبة والروضة (ذات الوجود الحوثي المكثف) في شمال العاصمة، قد كشفوا بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن نقل الميليشيات تباعاً منذ مطلع الأسبوع الجاري عشرات المواطنين من مختلف الأعمار من أحياء وحارات متفرقة بمديريتي الثورة وبني الحارث بنطاق صنعاء العاصمة عبر دوريات وعربات إلى وجهات وأماكن سرية استعداداً لإخضاعهم لدورات طائفية وتدريبية ومن ثم إلحاقهم للمشاركة بالعرض العسكري.وتواصل الجماعة الموالية لإيران استغلال الهدنة الأممية بالتحشيد وإقامة العروض العسكرية والإعداد لمرحلة جديدة من الحرب في محاولة منها استعادة معنويات عناصرها جراء الخسائر البشرية التي تكبدتها على مدى السنوات الماضية.
وكان القيادي في الميليشيات المدعو محمد الخيواني، قد قال بمنشور على حسابه على «فيسبوك»: «إن جماعته بصدد القيام بعرض عسكري لم يسبق له مثيل في الجزيرة العربية».
ونظمت الميليشيات على مدى الأسابيع الماضية في محافظات متفرقة تحت سيطرتها احتفالات تخرج دفعات من مقاتليها وسط عروض عسكرية جرى خلالها الاستعراض بالآليات والمعدات العسكرية المنهوبة من معسكرات الدولة. ووصف سياسيون في صنعاء التصعيد الحالي للجماعة بأنه «عدائي» ويبعث برسائل للمجتمع الدولي أنه لا نية لديهم للسلام، في الوقت الذي تواصل الحكومة الشرعية دعواتها للمبعوث الأممي إلى اليمن من أجل مصارحة العالم بالحقائق وبتعنت الميليشيات المدعومة من طهران ورفضها أكثر من مرة تحقيق أي فرصة سلام.
ولوحت الميليشيات الحوثية في وقت سابق باستئناف الأعمال القتالية، وتوعدت على لسان القيادي الموالي لها جلال الرويشان المعين نائباً لرئيس الوزراء بحكومة الانقلابيين غير الشرعية باستئناف التصعيد العسكري مع استمرار عمليات التحشيد والتجنيد رغم المساعي الأممية والدولية لتمديد الهدنة وتوسيعها.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.