تتمسك «نضال الأشقر» كعادتها في كل سنة في افتتاح الموسم الفني لـ«مسرح المدينة بملتقى الشباب» «مشكال». وهو عبارة عن مهرجان فني متعدد الوجوه يلقي الضوء على أعمال مسرحية وغنائية، كما تواكبه ورشات عمل. فرائدة المسرح اللبناني نضال الأشقر، مؤمنة بأن الناس اليوم هم في أمس الحاجة إلى مساحة فنية ترفه عنهم وتخفف من همومهم. وفي النسخة العاشرة من هذا الحدث تركيز ضمن برنامج غني ومفيد، على إزاحة غباشة الانحطاط السائدة في البلاد. وتقول الأشقر لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعمل عكس هذه الموجة السلبية الطاغية على حياة اللبناني. نريد تحقيق فسحة من الفرح والضوء من خلال المسرح ومعه».
«مشكال 2022» يتضمن هذا العام نشاطات تحمل في طياتها عروضاً سينمائية ومسرحية وحفلات غنائية ومحترفات تعليمية، تضفي جواً من الأمل، وتحفّز هواة الفن على التزود بخلفية فنية على المستوى المطلوب.
وتتابع الأشقر في سياق حديثها: «نحن في مسرح المدينة هدفنا أن نبقي أبوابنا مفتوحة للتواصل مع الناس على اختلاف مشاربهم. لم نتقاعس عن تحقيقنا هذا الهدف حتى في أحلك الظروف وأقساها. فهذا المسرح أسسته لكي يكون منصة حرة ومفتوحة أمام الجميع ليعبروا من خلاله عن أحوالهم من خلال الفن. وهذا العام ارتأينا أن يحمل هذا الملتقى نوعية خاصة من المحترفات بأعلى المستويات».
ويفتتح «مشكال 2022» في 21 سبتمبر (أيلول) الحالي بحفل يحمل عنوان «همروجة فرح». وتشارك فيه باقة من العازفين اللبنانيين أمثال أسامة الخطيب ورمزي بو كامل ووليد ناصر وغيرهم. كما يطل فيه الفنان خالد العبد الله وسيرينا الشوفي وحنين وآية جوني، فيقدمون حفلاً غنائياً يستمر من الثامنة مساء لغاية العاشرة ليلاً، والدخول إليه مجاني.
وفي 22 الجاري وابتداءً من الحادية عشرة صباحاً لغاية الثامنة مساء، يشهد مسرح المدينة ورش عمل منوعة، تفتتحها الفنانة الأوبرالية غادة غانم، ويتبعها ورشة أخرى مع الفنانة أماني، لتختتم مع عرض فيلم «مدينتان» لعمر نعيم ومدته 60 دقيقة.
وتشير الأشقر إلى أن «غانم» هي «سوبرانو» محترفة ورغم إنجازاتها الكثيرة، فإنها لا تزال تميل إلى التواصل مع هواة الفن من الشباب اللبناني. وتحت عنوان «اكتشف صوتك» تحاول غانم وأمام الحضور مباشرة، إلقاء الضوء على قواعد الغناء وكيفية التفاعل والتعامل مع الصوت. فالتعرف إلى إمكانيات وقدرات صوت جميل يلزمه قواعد وأصول، سيطلع الجمهور عليها. أما الفنانة أماني الملقبة بـ«سيدة الرقص الشرقي» فتقدم في اليوم نفسه ورشة عمل خاصة بالرقص الشرقي انطلاقاً من انتمائه إلى التراث الفني العريق. فأماني الباحثة والمتعمقة بهذا الفن من خلال شهاداتها الجامعية ودروسها العليا، استطاعت أن تكتشف أهمية هذا الفن عبر التاريخ. وهي الرسالة التي ستحملها لطلاب صفوفها في هذه الورشة.
وفي ختام هذا اليوم الطويل يجري عرض فيلم «مدينتان» لعمر نعيم الذي يحكي فيه عن بلده لبنان من خلال والديه فؤاد نعيم ونضال الأشقر.
في اليوم الثاني لملتقى «مشكال» يوم 23 سبتمبر تطل زينة دكاش في ورشة عمل تحاكي واقعنا الحالي في زمن الضغوطات والصدمات التي نعيشها. وتتناول مدى تأثير هذا الواقع على الصحة النفسية عند اللبناني، فتقدم تمارين خاصة لمعالجتها. وتكشف عن مهارات التعبير لدى المشاركين من باب العلاج الدرامي الذي تجيده.
أما اليوم الثالث فيلتقي «آرثر ليسترانج» مع رواد ورشة عمله التي يقيمها تحت عنوان «مقتطفات شكسبيرية جديدة». فيقوم المشاركون بتأليف اثنين إلى أربعة مقاطع شكسبيرية جديدة من خلال اتباع عملية منهجية دقيقة. فيستخدمون مواد من مسرحيات ثلاث لشكسبير ويحدثونها. «هي ورشة ممتعة» تقول الأشقر التي تتابع: «سيتعلم الحضور فيها من هواة مؤلفات شكسبير ميزات هذا المؤلف المسرحي العريق في التمثيل والكتابة. فيكون ليسترانج بمثابة الحكواتي الذي يروي عن شكسبير كل ما يهم قراؤه عن خصائص مؤلفاته وحركته المسرحية».
وفي ختام «مشكال» يقيم ليسترانج في يوم 25 سبتمبر ورشة عمل جديدة بعنوان «أحلام الجوقة هيرميون وايموجين» في مقدمة لمناهج المسرح المبتكر ضمن معايير العالم الشكسبيري. وفي الثامنة مساء تعتلي خشبة مسرح المدينة فرقة المسرح القومي في دمشق، فتقدم عرض «تجربة أداء» من تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل وتمثيل عامر العلي دلع نادر ومجد نعيم. وتحكي المسرحية عن مخرج يحاول اختيار بطلة لفيلمه الموعود. وبعد فقدانه الأمل من إيجاد ضالته تظهر جوليا التي سوف تغير مجرى الأحداث.
وعن اختيار البرنامج وضيوفه، تقول نضال الأشقر: «عادة ما يشاركنا طلاب الجامعات في وضع عناوينه وضيوفه. ولكن في ظل هذه اللخبطة التي شهدها التدريس الجامعي هذا العام، قمت شخصياً بهذه المهمة. وارتأيت اختيار الأفضل من المحترفات الفنية كي تنعكس إيجاباً على روادها».
وكما في الأمسية الأولى من افتتاح المهرجان «همروجة فرح»، كذلك في ختامه مع مسرحية «تجربة أداء»، سيكون الدخول إليهما مجانياً، فيما صفوف ورشات العمل سيدفع طلابها كلفة اشتراكهم فيها إلى الأساتذة الذين سيديرونها.
وتختتم الأشقر: «الجميع كان متحمساً للمشاركة في هذا الحدث بحيث لم ألق أي رفض من أي شخص اتصلت به. وهي إشارة حيوية وأكيدة، تدل عن مدى حماس اللبنانيين لتغيير واقع أليم يعيشونه من خلال الفنون على أنواعها».
«مشكال»... حفنة من الفرح ينثرها «مسرح المدينة» على بيروت
يتضمن ورشات عمل فنية وعروضاً مسرحية
«مشكال»... حفنة من الفرح ينثرها «مسرح المدينة» على بيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة