ولد الشيخ أحمد: مشاورات جنيف انتهت بالفشل.. ولا موعد لمشاورات أخرى

رياض ياسين يحمّل الحوثيين فشل المفاوضات والمبعوث الأممي يقدم إحاطته لمجلس الأمن مطلع الأسبوع المقبل

المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أثناء لقائه وفد الحكومة اليمنية لمؤتمر جنيف أمس (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أثناء لقائه وفد الحكومة اليمنية لمؤتمر جنيف أمس (أ.ف.ب)
TT

ولد الشيخ أحمد: مشاورات جنيف انتهت بالفشل.. ولا موعد لمشاورات أخرى

المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أثناء لقائه وفد الحكومة اليمنية لمؤتمر جنيف أمس (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أثناء لقائه وفد الحكومة اليمنية لمؤتمر جنيف أمس (أ.ف.ب)

أعلن مبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن فشل مشاورات جنيف التي استمرت خمسة أيام في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية وانتهاء المشاورات «غير المباشرة» دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلن وزير الخارجية اليمنية رياض ياسين أن السبب وراء فشل المشاورات في جنيف دون التوصل إلى اتفاق يرجع إلى تعنت الحوثيين وقيامهم بإعاقة كل الجهود التي تهدف إلى إحراز تقدم. وقال ياسين للصحافيين: «للأسف لم يتح لنا الوفد الحوثي تحقيق تقدم حقيقي كما كنا نأمل، لكن انتهاء جولة مشاورات جنيف دون التوصل إلى اتفاق لا يعني الفشل، وإنما هي بداية لعمل طويل، وما زلنا متفائلون أننا سنذهب إلى حل سلمي لليمن تحت مظلة الأمم المتحدة». فيما أكد وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي أنه لم يتم الاتفاق على أي هدنة في اليمن ولم يتم الاتفاق على موعد جديد لجولة مشاورات جديدة.
وقال المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مؤتمر صحافي بجنيف أمس (الجمعة): «علينا أن نكون واضحين أننا لم نصل إلى اتفاق ولم نصل إلى توقيع ورقة، لكن المشاورات كانت جيدة وكان هناك تقارب حول مبادئ يمكن البناء عليها».
ونفى المبعوث الأممي تحديد موعد آخر لمشاورات جنيف، مشيرا إلى أنه سيقدم تقريره لأعضاء مجلس الأمن في نيويورك حول تفاصيل المشاورات بين وفد الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين والخطوات المقبلة التي ستقوم بها الأمم المتحدة كوسيط للسلام. وأعلن ولد الشيخ أحمد عودته إلى المنطقة بعد إحاطة مجلس الأمن لاستئناف المشاورات مع الأطراف اليمنية.
وأشار المبعوث الأممي إلى قيامه بإبلاغ المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة اليمنية بما كان يجري في قاعات المشاورات، وقال: «كنت أقوم يوميا بإبلاغ المجتمع الدولي والدول المعنية بما يجري في القاعات ومن المهم استشارة الجميع وقد قمت بزيارة طهران والرياض وصنعاء والإمارات للتشاور ومصممون على نقطة أساسية هي أن يكون الحوار يمني - يمني».
وشدد ولد الشيخ أحمد على أن إعلان الهدنة لن يأتي من مجلس الأمن أو من الأمم المتحدة، وإنما من الأطراف اليمنية التي تحارب على الأرض وبإمكانها وقف القتال، مشيرا إلى أنه سيحث أعضاء مجلس الأمن على المطالبة بوقف إطلاق النار في اليمن، لكن الأمر بالنهاية يبقى بموافقة الأطراف اليمنية.
جاهد ولد الشيخ أحمد لإبداء تفاؤله رغم الفشل المتوقع لنتائج المشاورات التي واجهها الكثير من العقبات منذ بدايتها. وقال المبعوث الأممي: «مشاورات جنيف بحد ذاتها ليست النهاية، بل هي بداية لمسار طويل وشاق لإعادة اليمن إلى المسار السياسي الذي حدده اليمنيون في محادثاتهم السابقة، والباب مفتوح للاستمرار في التشاور والحوار وهو ما لمسته من كل المشاركين».
وأضاف: «ما وصلنا إليه خلال المشاورات مع كل طرف على حدة كانت إيجابية، ونرى أنها مناقشات مبدئية ونعتقد أنه بإجراء المزيد من المشاورات سنصل إلى انسحاب مصاحب لإعلان الهدنة، لكننا بحاجة إلى مزيد من المشاورات وأنا متفائل».
وبرر المبعوث الأممي فشل المشاورات في التوصل إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كمرجعية أساسية للمشاورات إلى المآسي والآلام والوفيات خلال الحرب التي تؤدي إلى صعوبة الموقف وتشدد كل طرف، مشيرا إلى أن تلك الأمور تتطلب الكثير من الوقت، وقال: «الوضع معقد والدراما شديدة والوفيات كثيرة وخلال الأيام الماضية شعرنا خلال المفاوضات مع الحوثيين برغبة من الأطراف لتحقيق هدنة إنسانية والانسحاب وفق قرارات مجلس الأمن». وأضاف: «لم نتوقع أن تتراجع كل تلك الصعوبات في اجتماع واحد خاصة مع الأزمات وخسائر الأرواح وكثير من الأمور التي لم تجعل المشاورات سهلة، لكن ما زالت هناك بوادر جيدة حول وقف إطلاق النار مصاحب لإعلان هدنة إنسانية».
وأضاف: «رغم التعاطي الإيجابي كان هناك تحديات كبرى منها تشدد المواقف وصعوبة تحقيق تقارير وإيجاد أرضية مشتركة خلال اجتماع أول أو اجتماع ثانٍ أو ثالث ومجرد قبول فكرة الحوار وتقبل التعاطي مع قرار مجلس الأمن هو أمر جيد وأمور يمكن البناء عليها تظل الهدنة الإنسانية هي الأولوية».
ودون أن يوضح تفاصيل مشاوراته مع الانقلابيين قال ولد الشيخ أحمد: «وجدنا تعاملا إيجابيا من الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي حول قرار مجلس الأمن 2216 وتقدموا باقتراح يشير إلى تعامل إيجابي مع القرار 2216 ووقف إطلاق نار مصحوب بانسحاب بما يعني أننا نقترب، لكننا لم تصل إلى هذه النقطة».
وأشار ولد الشيخ أحمد إلى أن الأطراف اليمنية في المشاورات كانت متباعدة في مواقفها، لكنه ظل متفائلا بإمكانية البناء على مشاورات جنيف، وقال: «أرى أنه من خلال مشاوراتي أن هناك انفتاحا على قرارات الأمم المتحدة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وهي أمور يمكن البناء عليها خلال الأيام المقبلة».
وفي إجابته عن أسئلة الصحافيين أشار المبعوث الأممي إلى الخلاف حول عدد الممثلين من كل طرف خلال المشاورات، وقال: «الأمم المتحدة دعت أن يكون عدد الممثلين سبعة أشخاص إضافة إلى ثلاثة مستشارين وحاولنا تجاوز قضية عدد الممثلين لمناقشة القضايا الجوهرية والوضع الإنساني المتدهور». وشدد على الأولوية الملحة التي تبديها الأمم المتحدة والأمين العام للوضع الإنساني المتدهور، مشيرا إلى اتفاق حول توصيل بعض المساعدات الإنسانية والمواد التجارية إلى داخل اليمن مع وجود فريق (17 عامل إغاثة) من المنظمات الإنسانية على أرض الواقع في اليمن لتسهيل إيصال المساعدات.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن لديه أفكارا مبدئية حول خطط لمراقبة الهدنة ووقف إطلاق النار والانسحاب من خلال خبراء عسكريين لديهم خبرة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه لم يناقش تفاصيل هذه القضية بعمق لأنه لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار والانسحاب، لكن لم يكن هناك اعتراض على وجود مراقبين.
على صعيد متصل، ناشدت الأمم المتحدة يوم الأحد المجتمع الدولي تقديم 1.6 مليار دولار لدعم 21 مليون شخص في حاجة إلى المساعدات في اليمن الذي مزقه الحرب والذي تنذر الأوضاع فيه بكارثة.
وقال ينز لاركة المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، الأمم المتحدة للصحافيين في جنيف، إن تلك الأموال مطلوبة لمواجهة «الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن». وقال: «نحو 21 مليون إنسان أو 80 في المائة من الشعب اليمني يحتاج إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية».
وقال ستيفن أوبراين منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة لديها 200 مليون دولار فقط ولديها عجز 1.4 مليار دولار، مشيرا إلى أن أكثر من 80 في المائة من اليمنيين يعانون من نقص الغذاء والوقود والرعاية الصحية، محذرا من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في اليمن.
وقال أوبراين إن هناك 11.7 مليون يمني متأثرون بالصراع ويكافحون من أجل إطعام أسرهم فيما تنهار جميع الخدمات الأساسية والبني التحتية في اليمن في جميع المناطق وتعاني الملايين من الأسر من صعوبة الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الصحية مع مخاطر تفشي أمراض فتاكة مثل حمي الضنك والملاريا.
وقال أوبراين للصحافيين إن الإمدادات والمساعدات الإنسانية اللازمة لليمنيين تشهد تراجعا كبيرا بشكل خطيرا بسبب الصراع، مشيرا إلى مقتل أكثر من ألف مدني وفرار مليون يمني من منازلهم.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.