تراس تعقد لقاءات ثنائية مع قادة يشاركون في جنازة الملكة

حشود ويلز حيّت الملك تشارلز... و«طابور الوداع» يستغرق 24 ساعة

تشارلز يحيّي حشوداً خارج كاتدرائية في كارديف أمس (أ.ف.ب)
تشارلز يحيّي حشوداً خارج كاتدرائية في كارديف أمس (أ.ف.ب)
TT

تراس تعقد لقاءات ثنائية مع قادة يشاركون في جنازة الملكة

تشارلز يحيّي حشوداً خارج كاتدرائية في كارديف أمس (أ.ف.ب)
تشارلز يحيّي حشوداً خارج كاتدرائية في كارديف أمس (أ.ف.ب)

مع تدفق عشرات الآلاف إلى لندن قبل إقامة جنازة الملكة إليزابيث، اضطرت السلطات إلى تعليق طابور المعزّين الذي امتدّ أميالاً لعدة ساعات، قبل استئنافه مساءً، مع التحذير من أن فترة الانتظار لرؤية نعش الملكة قد تصل إلى 24 ساعة.
في غضون ذلك، بدأ قادة الدول في التوافد إلى العاصمة البريطانية لحضور جنازة الملكة الاثنين. وتعتزم رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس عقد لقاءات ثنائية مع عدد منهم اليوم وغداً، وفي مقدّمتهم الرئيس الأميركي جو بايدن والآيرلندي مايكل مارتن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وأعلن مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت»، أمس، تفاصيل اللقاءات المباشرة التي تم تأكيدها حتى الآن، لافتاً إلى أن هذه اللقاءات الثنائية لن تكون رسمية، وذلك امتثالاً لفترة الحداد الوطني.

أمير وأميرة ويلز يلتقيان جنوداً في قاعدة بيربرايت أمس (رويترز)

وقالت المتحدثة باسم المقر، إن تراس ستجتمع بشكل منفرد مع نظيريها من أستراليا ونيوزيلندا، أنتوني ألبانيز وجاسيندا أرديرن، في مقر إقامة الحكومة الريفي في تشيفنينغ اليوم. كما ستجتمع، الأحد، مع كل من مارتن وترودو والرئيس البولندي أندريه دودا وجو بايدن في «داونينغ ستريت».
والتقت تراس مع بايدن عندما كانت وزيرة للخارجية، لكن هذا اللقاء سيكون أول اجتماع بينهما منذ أن أصبحت رئيسة للوزراء. وسيأتي اللقاء على خلفية خلافات حول بروتوكول آيرلندا الشمالية المرافق لـ«بريكست»، وصعوبات في العمل من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري مع البيت الأبيض. ومن المرجح أيضاً أن تجري مناقشة البروتوكول عندما تتحدث تراس إلى مارتن وسط العلاقات المتوترة بين البلدين بشأن ترتيبات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومن شأن اللقاء المباشر مع بايدن، الذي سيحضر جنازة الملكة مع السيدة الأولى جيل بايدن، أن يخفف الضغط على زيارة تراس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، رغم أن «داونينغ ستريت» لم يستبعد عقد لقاء ثنائي آخر في نيويورك.
وكانت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن بين المعزين في قاعة وستمنستر أمس، وانحنت احتراماً وهي تمر أمام نعش الملكة.
وتقود شرطة لندن أكبر عملية أمنية في تاريخها الاثنين، إذ يشارك في الجنازة نحو 500 رئيس دولة ومسؤول وأفراد من عائلات مالكة.
- انتظار لـ24 ساعة
انضم أشخاص من جميع الأعمار ومختلف الأطياف إلى طابور إلقاء نظرة الوداع على الملكة الراحلة، الذي يمتد بطول الضفة الجنوبية لنهر التايمز ثم يعبر فوق النهر إلى قاعة وستمنستر بالبرلمان. لكن بحلول ظهر أمس، أصبح الطابور طويلاً جداً، في مظهر ينمّ عن حب واحترام الشعب للملكة الراحلة التي توفيت في اسكوتلندا في الثامن من سبتمبر (أيلول) عن 96 عاماً وامتد جلوسها على العرش 70 عاماً. وقالت وزارة الثقافة البريطانية: «سيتوقف الدخول لمدة ست ساعات على الأقل»، داعية العموم إلى عدم «الانضمام إلى الطابور إلى أن يُعاد فتحه». وأعيد فتح الطابور مساءً، لكن السلطات حذّرت المعزين من أن فترة الانتظار قد تتجاوز 24 ساعة.
ومن المتوقع أن يمر نحو 750 ألف شخص بنعش الملكة حتى فجر الاثنين، كما ذكرت وكالة «رويترز».

آلاف الأشخاص انتظروا في «طابور الوداع» لإلقاء نظرة على نعش الملكة أمس (رويترز)

وانضم الملك تشارلز، بعد عودته من ويلز أمس، وشقيقته الأميرة آن وشقيقاه الأميران آندرو وإدوارد إلى حرس الشرف في وقفة صامتة حول النعش لمدة 15 دقيقة.
والنعش مسجى في قاعة وستمنستر القديمة، حيث يقف جنود ومسؤولون آخرون في صمت حوله، بينما يمر بجانبه معزون في طابور لتوديع الملكة. واغرورقت كثير من الأعين بالدموع وقدم البعض التحية أو أحنى رأسه.
- زيارة ويلز
زار الملك تشارلز ويلز، أمس، وهي المحطة الأخيرة في جولته بالمملكة المتحدة حضر خلالها مراسم للاعتراف بتنصيبه ملكاً جديداً ورئيساً للدولة، ولتحية المعزين في وفاة والدته.
وحضر تشارلز وزوجته كاميلا، التي باتت تحمل لقب عقيلة الملك، قداساً في كاتدرائية لانداف في كارديف، ثم قاما بتحية المعزين في الخارج.
ولدى ويلز أهمية خاصة لدى الملك الجديد، الذي ظل على مدى خمسة عقود سابقة قبل توليه العرش الأسبوع الماضي، يحمل لقب أمير ويلز. وقال متحدثاً أمام برلمان ويلز: «طيلة كل سنوات جلوسها على العرش، كانت أرض ويلز أقرب ما يكون إلى قلب والدتي. أعلم أنها كانت تشعر بالفخر البالغ بإنجازاتكم العظيمة الكثيرة، وقد شعرت أيضاً بأنها معكم بقوة في أوقات المِحن».
وتابع متحدثاً بلغة ويلز وباللغة الإنجليزية: «أنهض بمهامي الجديدة، وأنا أشعر بعرفان بالغ لشرف أني خدمت هنا بصفتي أميراً لويلز. ذلك اللقب الذي حملته طويلاً... أنقله الآن لابني وليام».
وتجمع بضعة محتجين مناهضين للملكية أمام قلعة كارديف، حيث التقى تشارلز بالوزير الأول في ويلز مارك دراكفورد، كما نقلت «رويترز».
- أجواء صمت
قال متحدث باسم العائلة المالكة إن أمير ويلز الجديد، الأمير وليام، وشقيقه الأمير هاري وأحفاد الملكة إليزابيث الستة الآخرين سيقفون صمتاً أمام نعشها مساء السبت. وفي تعديل للبروتوكول، سيُسمح لكل من الأمير هاري وعمه الأمير آندرو بارتداء الزي العسكري في أثناء الوقفة الصامتة أمام نعش الملكة، حسبما قال مسؤولون بالعائلة المالكة.
وعلى الرغم من كونهما من قدامى المحاربين، ظهر الاثنان في زي رسمي مدني خلال المراسم، إذ فقدا ألقابهما العسكرية الفخرية عند التخلي عن واجباتهما الملكية العامة. وستكون الجنازة أحد أكبر المراسم التي تشهدها العاصمة البريطانية على الإطلاق، وسيشارك فيها آلاف العسكريين.
وتفقد وليام، نجل تشارلز وأمير ويلز الجديد، أمس، القوات المقبلة من نيوزيلندا وكندا وأستراليا إلى بريطانيا للمشاركة في فعاليات الجنازة الرسمية. ورافقته زوجته كيت، أميرة ويلز الجديدة. وسبق أن حملت اللقب الأميرة ديانا، والدة وليام التي رحلت في حادث سيارة عام 1997.
وكانت وفاة ديانا قد فجّرت هي الأخرى مشاعر حزن جارفة في البلاد. وتحدث وليام، الخميس، كيف أن الأحداث الحزينة في الأيام الماضية أحيت ذكرى جنازة والدته.
وسار وليام، يوم الأربعاء، جنباً إلى جنب مع أبيه تشارلز وشقيقه الأصغر هاري في موكب خلف عربة مدفع تحمل نعش الملكة من قصر باكنغهام إلى قصر وستمنستر، في مشهد يعيد إلى الأذهان سير الأخوين خلف نعش الأميرة ديانا قبل 25 عاماً حينما كانا في سنوات الصبا. وفي حديثه هو وزوجته كيت مع المعزين، قال وليام: «مسيرة أمس كانت تحدياً... أحيت بعض الذكريات».


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.