«ذا ويكند» يستعد لإطلاق مسلسله الأول إنتاجاً وبطولة

المغني العالمي الإثيوبي الأصل يحقق أحلامه واحداً تلو الآخر

المغنّي العالمي ذا ويكند  في إحدى أحدث حفلاته (رويترز)
المغنّي العالمي ذا ويكند في إحدى أحدث حفلاته (رويترز)
TT

«ذا ويكند» يستعد لإطلاق مسلسله الأول إنتاجاً وبطولة

المغنّي العالمي ذا ويكند  في إحدى أحدث حفلاته (رويترز)
المغنّي العالمي ذا ويكند في إحدى أحدث حفلاته (رويترز)

كان أبيل تسفاي (ذا ويكند) في الرابعة من عمره يوم بدأ يراوده حلم السينما. اصطحبته أمه حينها لمشاهدة فيلم «ذا ماسك» من بطولة جيم كاري. خرج من الصالة المعتمة منبهراً، مصاباً إلى الأبد بسَهم الأفلام.
مع مرور السنوات، سلكَ الحلم اتّجاهاً آخر، فصال أبيل وجال في عالم الموسيقى وصار نجماً، يعرفه الناس مغنياً حاصداً مئات ملايين الاستماعات وعشرات الجوائز العالمية. لكن بين كل أغنية وألبوم، ومن حفلة إلى تكريم، ظلّ الحلم يزور مخيّلته وبقي يردّد أمام الجميع «أريد أن أصنع الأفلام».

* «محبوب الجماهير»
حانت لحظة التنفيذ عام 2021، حيث أعلن ذا ويكند عن مشروعه الجديد. لم يكن ألبوماً ولا جولة غنائية تلك المرة، بل مسلسلاً من بطولته تحت عنوان «ذي آيدول»The Idol أي «محبوب الجماهير». إلا أن عثرات إنتاجيّة وإخراجيّة أخّرت التصوير وحالت دون عرض العمل حتى الساعة، لكن من المتوقع أن يبدأ بث الحلقات الست من موسمه الأول على منصة HBO قبل نهاية العام.
يكثّف النجم العالمي الترويج للمسلسل عبر صفحته على «إنستغرام»، وهو سيتقمّص فيه شخصية «تيدروس»، الرجل النافذ الذي يقع في غرام نجمة غناء صاعدة. وتشاركه ليلي روز ديب البطولة بدور «جوسلين»، وإلى جانبهما عددٌ من نجوم التمثيل والغناء.
وحسب القليل الذي يفصح عنه الفيديوهان الترويجيان، تدور أحداث المسلسل خلف ديكورات هوليوود البرّاقة وتحت أرضها المزروعة نجوماً.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by The Weeknd (@theweeknd)

لم يكتفِ ذا ويكند بالبطولة، بل هو شارك في وضع الفكرة وكتابتها وفي إنتاج العمل بالتعاون مع المخرج سام ليفنسون والمنتجَين وسيم «سال» صليبي ورضا فهيم. أمسكَ بزمام الأمور في «ذي آيدول» بعد أن حلّ ضيفاً خلال السنوات الماضية على مجموعة من الأفلام والمسلسلات. أدّى دوراً صغيراً في فيلم Uncut Gems إلى جانب الممثل آدم ساندلر، كما وضع صوته على شخصياتٍ كرتونية جسّدته في مسلسلي «ذا سيمبسونز» و«أميريكان داد».
حتى في فيديوهاته وعروضه الموسيقية، أَفرد ذا ويكند مساحة للسينما والتمثيل. هو العاشق لأفلام الرعب، بنى الحملة الترويجية لألبومه After Hours الصادر عام 2020، على شخصية خيالية. تقمّص على مدى أكثر من سنة شخصاً يرتدي سترة حمراء، ويلفّ وجهه بضمادات بيضاء كأنه خارجٌ للتوّ من غرفة عمليات التجميل. أراد تسفاي من خلال تلك الشخصية، البوح بالكثير عن خفايا هوليوود والأقنعة التي يفرضها عالم النجوميّة.
شكّل ذاك الألبوم كذلك فرصة لـذا ويكند كي يترجم من خلاله هوسَه بالسينما، فاستوحى بعض فيديوهاته الموسيقية من أفلام كلاسيكية من بينها Chinatown، وFear And Loathing in Las Vegas، وDressed to Kill. وهو لم يُخفِ يوماً تأثّره بالمخرجين دايفيد لينش، وستانلي كيوبريك، ومارتن سكورسيزي.
أما الحملة الترويجية لألبومه الأخير Dawn FM، فكانت أشبه بفيلم دعائي لعملٍ سينمائي، لِما حملته من مؤثرات خاصة وعناصر تشويقية.

* لم يرجع إلى أمه فارغ اليدَين...
حالت أوضاع والدته المادية دون تحقيق حلم الطفولة. لم يدخل أبيل إلى معهد السينما، بل خرج من البيت في تورونتو، كندا في سن الـ17. «كان من الصعب أن أكبُر بشكلٍ طبيعي في المكان الذي أتيت منه. أقحمت نفسي في متاعب كثيرة، طُردت من المدرسة وفي النهاية تخلّيت عن الدراسة»، يقول ذا ويكند في إحدى مقابلاته النادرة جداً.
لم تمضِ أسابيع على ولادته عام 1990، حتى انفصل والداه. لا يعرف أبيل الكثير عن أبيه سوى أنه «لم يكن يعنّفه، ولا يتعاطى الكحول... لكنه لم يكن موجوداً». فقدَ صورة الأب وعاش مع جدته وأمه التي اضطرّت إلى العمل كثيراً من أجل إعالته. في حديثٍ لصحيفة «ذا غارديان» يقول «بعد أن جرحتُ أمي بسبب سلوكي السيّئ وتعاطي المخدّرات ودخولي السجن، تحمّستُ كي أصنع شيئاً من نفسي. لم يكن باستطاعتي أن أعود إلى البيت فارغ اليدَين وقبل أن أكون قد أصبحتُ أحداً ما».
عام 2009، بدأ ابنُ المهاجرَين الإثيوبيين الذي لم يسافر يوماً خارج تورونتو قبل سن الـ21، يؤلّف الموسيقى وينشرها عبر «يوتيوب». لم يظهر له اسم ولا وجه، فهو اختار التخفّي تحت ألقابٍ مستعارة وألحانٍ سرعان ما استرعت انتباه الناس وإعجابهم. كان يوضّب الملابس في المتجر حيث وجد وظيفة، يوم سمع إحدى أغانيه تبثّ عبر الراديو.
عثر أبيل في الموسيقى على ضالته، بعدما أمضى عمراً يحلم بالعمل في مجال السينما. «لم أتمكّن من صناعة فيلم حتى أشعر بتحسّن، فكانت الموسيقى علاجي. لقد أنقذَت حياتي». الشاب الذي قضى طفولته يخزّن أغاني مايكل جاكسون وبرينس والفنانة الإثيوبية استير أويكي، لم يشكّك في موسيقاه بل كان فخوراً بكلامه وألحانه. لكنه كان يخجل بمظهره الخارجي، لم يثق بشكله واعتبره حجر عثرة أمام مشروعه الموسيقي. حتى أنه تخلّى عن اسمه لأنه لم يكن يعجبه، فأطلق على نفسه «ذا ويكند» وهو كان عنوان أحد أوّل ألبوماته.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by The Weeknd (@theweeknd)


مع تزايد الاهتمام بموسيقاه، لا سيّما من قِبَل أسماء كبيرة في المجال، تَشجّع ذا ويكند على الكشف عن وجهه. أغنية تلو أغنية، وألبوم تلو آخر، تحوّل إلى رقمٍ صعب عالمياً على مستوى الاستماعات والمبيعات والجوائز والملايين. تفوق ثروته 300 مليون دولار، يتبرّع بجزءٍ منها للأعمال الخيرية، لا سيّما المشاريع التربوية في بلده الأم إثيوبيا.
الفنان الذي لم ينسَ جذوره، لم ينجح تماماً في اقتلاع ذكرياته الأليمة، وهذا ما تعكسه أغنياته بين الحين والآخر. ومع أنه رفع القناع عن وجهه، إلا أنه لم يتخلّص من خجله ولا من غموضه. باختصار، لم يخرج أبيل من تحت جلد ذا ويكند. يقول عن هذا الموضوع «نحاول أحياناً أن نهرب من أنفسِنا، لكننا نعود دائماً إلى ذاك المكان».
رغم كوابيس الماضي، يجتهد ذا ويكند في تحقيق أحلامه واحدا تلو الآخر، وأحدثُها المسلسل الذي سيبصر النور قريباً. أما جيم كاري، بطل أحلام الطفولة، فتحوّل اليوم إلى أحد أقرب أصدقاء أبيل.


مقالات ذات صلة

«هاري بوتر»... مسلسل تلفزيوني عبر خدمة «ماكس»

يوميات الشرق «هاري بوتر»... مسلسل تلفزيوني عبر خدمة «ماكس»

«هاري بوتر»... مسلسل تلفزيوني عبر خدمة «ماكس»

من المقرر عرض حلقات مسلسل «هاري بوتر» عبر خدمة «ماكس» للبث المباشر، المعروفة سابقاً باسم «إتش بي أو ماكس». أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «وارنر بروس ديسكفري»، ديفيد زاسلاف، إطلاق خدمة جديدة، تجمع قنوات «إتش بي أو ماكس» و«ديسكفري»، و«سلسلة تينتبول» المستوحاة من قصص جي كي رولينغ، وذلك خلال عرض تقديمي جرى الأربعاء، وفقاً لمجلة «هوليود ريبورتر» الرقمية، وفق موقع صحيفة «الغارديان» البريطانية. استغرق إنتاج سلسلة الأفلام الحية المستوحاة من الكتب السبعة التي نُشرت خلال الفترة ما بين عامي 1997 و2007، «عقداً كاملاً أنتجت خلاله بالحرفية الملحمية نفسها، وعاطفة الحب والاهتمام التي اشتهر بها هذا العمل الحصري ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دراما رمضان تُعيد الاهتمام بأحياء القاهرة القديمة

دراما رمضان تُعيد الاهتمام بأحياء القاهرة القديمة

ظهرت أحياء القاهرة القديمة والتاريخية بشكل «لافت» خلال موسم دراما رمضان، حيث استعان بها صُناع الدراما داخل سياقات أعمالهم المكانية والتاريخية، وتم تسليط الضوء على ملامحها التراثية الجمالية. وتُطل مدينة الفسطاط كخلفية لأحداث مسلسل «رسالة الإمام» للفنان خالد النبوي، وهي المدينة التي استقر بها الإمام الشافعي في مصر، وتعد أقدم العواصم الإسلامية.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق تترات مسلسلات رمضان في صدارة الاستماعات

تترات مسلسلات رمضان في صدارة الاستماعات

لكل مسلسل أغنيته. هذا هو التقليد المتعارف عليه والمرافق للإنتاجات التلفزيونية خلال الشهر الكريم. ورغم أن هذه السنة شهدت انكفاء لأسماء كبيرة عُرفت بتقديم شارات المسلسلات، إلا أن التترات الجديدة تصدّرت الاستماعات في مختلف الدول العربية، بأصوات فنانين بعضهم يخوض التجربة للمرة الأولى. وإلى جانب تترات المسلسلات، تميّز هذا الشهر كذلك عدد من الأعمال الموسيقية التي قدّمها كبار نجوم الأغنية في إطار إعلاني. * «أنا قادر» أحمد سعد وهشام الجخ يمكن اعتبار الفنان المصري أحمد سعد الصوت الرسمي لمسلسل «جعفر العمدة» من بطولة محمد رمضان.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة رهان دراما رمضان 2023 في مصر

المسلسلات القصيرة رهان دراما رمضان 2023 في مصر

تراهن الدراما المصرية في موسم رمضان 2023 على المسلسلات القصيرة المكونة من 15 حلقة و10 حلقات، من بينها «حرب» لأحمد السقا، و«جت سليمة» لدنيا سمير غانم، و«مذكرات زوج»، و«تحت الوصاية» لمنى زكي، و«كامل العدد» لدينا الشربيني، و«علاقة مشروعة» لياسر جلال، و«تغيير جو» لمنة شلبي، ووفق متابعين فإن هذه الأعمال باتت تجتذب النجوم والمخرجين والمنتجين، باعتبارها الأسهل تسويقاً وإنتاجاً وتكلفة. ولا يقتصر التنوع في موسم دراما رمضان هذا العام على عدد الحلقات، بل يمتد إلى القضايا التي تطرحها المسلسلات بين الموضوعات الوطنية والسياسية والاجتماعية والكوميدية والدينية وقضايا المرأة، في وجبة درامية دسمة تستحوذ الشركة

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق فنانون مصريون يتخلّون عن الكوميديا لأول مرة في دراما رمضان

فنانون مصريون يتخلّون عن الكوميديا لأول مرة في دراما رمضان

تخلّى فنانون مصريون عن الكوميديا لأول مرة في موسم دراما رمضان، أبرزهم أحمد عيد، وأحمد فهمي، وأحمد رزق. يبتعد الفنان المصري أحمد عيد، خلال دوره بمسلسل «عملة نادرة» مع الفنانة نيللي كريم، عن الكوميديا.

داليا ماهر (القاهرة)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.