تأجيل الاحتفال بمئوية فنان مصري لصعوبة تحديد تاريخ ميلاده

«الإسكندرية السينمائي» أكد عدم إلغاء تكريم منير مراد

منير مراد مع المخرج فطين عبد الوهاب
منير مراد مع المخرج فطين عبد الوهاب
TT

تأجيل الاحتفال بمئوية فنان مصري لصعوبة تحديد تاريخ ميلاده

منير مراد مع المخرج فطين عبد الوهاب
منير مراد مع المخرج فطين عبد الوهاب

بينما كان جمهور مهرجان الإسكندرية السينمائي يتطلع لمتابعة الاحتفال بمئوية الفنان المصري الراحل منير مراد، صاحب المواهب المتعددة في الإخراج والتمثيل والتلحين والغناء، الشهر المقبل، فوجئوا بتأجيل الاحتفالية لصعوبة تحديد تاريخ ميلاد متفق عليه لمنير مراد، بحسب إدارة المهرجان التي قالت في بيان لها الثلاثاء: «لا توجد بيانات خاصة بمراد في نقابة المهن الموسيقية، أو في جمعية المؤلفين والملحنين».
الناقد أشرف غريب الذي أسندت إليه إدارة المهرجان مهمة تأليف كتاب مئوية منير مراد، هو الذي بادر بطلب تأجيل الاحتفالية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «طلبت التأجيل وليس الإلغاء، فأنا أعمل في هذا المجال منذ 35 عاماً، وعملي كله قائم على التدقيق، فلا أكتب معلومة واحدة دون أن أكون قادراً على الدفاع عنها، ولدي ما يدعمها من مستندات، ودلائل، من هنا لا أكتب إلا ما أراه منضبطاً ومتفقاً عليها، وله ما يستند إليه من حقائق، وحينما بحثت في تاريخ ميلاد الفنان منير مراد وجدت أن هناك مَن يقول إنه مولود سنة 1920 من القرن الماضي، وهناك من يزيد على ذلك عامين، وآخرون يذكرون أنه ولد عام 24 وهكذا، وفي هذه الحالة كان يجب أن أتوقف لأعرف الحقيقة؛ خصوصاً أن منير مراد نفسه لديه حوارات إذاعية متضاربة عن تاريخ ميلاده، وقد حاولت التواصل مع حفيده موريس زكي منير مراد، في أميركا، عن طريق صفحة أحبائه على (فيسبوك)، واكتشفت أنه هو نفسه لا يعرف تاريخ ميلاد جده، وقد أخبرني أنه سوف يبذل جهده ليتأكد من ذلك».

وذكر أنه «يمكنه أن يصدر كتاب منير مراد في أي وقت، ويكتب في مقدمته ما وجده في تاريخ ميلاده من معلومات ملتبسة، لكنه لا يمكن أن يصدر هذا الكتاب مصاحباً للاحتفال بمئوية مراد، فليس من المعقول أن نحتفل بمئوية لسنا على ثقة من تاريخها الحقيقي، ومن هنا كان الاتفاق مع إدارة المهرجان على إرجاء الاحتفال وليس على إلغائه، فأنا الذي قمت بالاتفاق معهم على تكريم منير مراد وليس من المنطقي أن أتراجع عن ذلك، خصوصاً أننا أمام فنان مهم له دور بارز في السينما المصرية، وهذا هو بالضبط ما كنت سوف أركز عليه في الكتاب».
موريس زكي مراد، الشهير باسم منير مراد، من مواليد القاهرة، ووالده هو الملحن زكي مراد، وقد عمل مساعد مخرج في 150 فيلماً، أما عن بدايته الموسيقية فقد كانت من خلال موسيقى الجاز التي كانت رائجة وقتها في الغرب، ولكنه واجه صعوبات في إقناع المنتجين بها، وقد كانت بدايته الحقيقية بأغنية «واحد.. اتنين» للمطربة شادية، بعدها توالت ألحانه التي وصلت إلى 3000 لحن، قدّم الكثير منها في أفلام سينمائية كان أبرزها لشادية وعبد الحليم حافظ، والموسيقى الراقصة والاستعراضية التي وضعها للفنانات تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف.

ولم يقدم منير مراد بطولة أعمال سينمائية كثيرة، فليس له سوى فيلمين هما (أنا وحبيبي) 1953 أمام «شادية»، و(نهارك سعيد) 1955، فضلاً عن دور صغير في فيلم (موعد مع إبليس) أمام زكي رستم ومحمود المليجي، واستعراض في فيلم «بنت الحتة» الذي أخرجه حسن الصيفي عام 1964.
من جهته قال الناقد السينمائي الأمير أباظة، رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يفرض أحد عليهم فكرة الاحتفال بالمئوية، وإنهم هم الذين اتخذوا قرار إقامتها، وقد كلف بنفسه الكاتب أشرف غريب بعمل الكتاب الذي كان من المقرر توزيعه خلالها، لكنهم فوجئوا بما اكتشفه غريب وهو يبحث عن معلومات تخص حياة مراد، ولأنه يتحرى الحقيقة ويتحلى بالأمانة عاد وأخبرني أن سنة 1922، لا تتوافق مع تاريخ مولد منير مراد، وبالتالي قررنا تأجيل المئوية».
وأشار أباظة إلى أنه لا بد من وجود مناسبة حتى يقوم المهرجان بتكريم أحد الفنانين الراحلين، سواء بمرور مائة أو خمسين عاماً، وإذا صادف وحدثت وفاة قبيل انعقاد أي دورة لا نتأخر أبداً عن الاحتفاء باسمه وتاريخه ودوره، وهذه قواعد نلتزم بها، ونعمل عليها، قد تجعل البعض غاضبين منا، لكنها مقنعة ونراها منطقية، فليس هناك مبرر لإقامة الاحتفالات من دون مناسبة، ولا توجد أسرار وراء إلغاء الاحتفالية، والحقيقة أننا لم نتأكد من تاريخ ميلاد منير مراد ونسعى لتوثيقه.



ذعر في اليابان... الدببة تتقدَّم نحو أشهر الوجهات السياحية

اليابان في مواجهة غير مألوفة (رويترز)
اليابان في مواجهة غير مألوفة (رويترز)
TT

ذعر في اليابان... الدببة تتقدَّم نحو أشهر الوجهات السياحية

اليابان في مواجهة غير مألوفة (رويترز)
اليابان في مواجهة غير مألوفة (رويترز)

منذ أن هاجم أحد أشبال الدببة زائراً إسبانياً في قرية شيراكاوا الجبلية اليابانية الشهر الماضي، باتت حماية السكان ومجموعات السائحين الذين يتدفّقون إليها لمشاهدة أكواخها المُدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) على رأس الأولويات.

وتنقل «رويترز» عن شيروكي ميتسوناري (40 عاماً)، وهو مسؤول محلّي يُشرف على الجهود المبذولة لردع الدببة في القرية، قوله إنه لا يتذكر رؤيته لدببة عندما كان طفلاً في القرية الخلابة المعروفة بأكواخها ذات الأسقف المصنوعة من القشّ.

ويضيف ميتسوناري عن القرية الواقعة في وادٍ بعيد بوسط اليابان، في منتصف الطريق تقريباً بين طوكيو وأوساكا: «هناك كثير من الدببة في الطريق». ويعزو هذه الزيادة إلى تزايد أعداد الدببة ونقص موارد الغذاء الطبيعية لها.

الدببة تخرج من الغابات إلى قلب المواقع السياحية (رويترز)

ويشير إلى أنه بعدما نجا السائح بإصابات طفيفة، أمسكت السلطات بستة دببة بالقرب من موقع شيراكاوا جو التاريخي باستخدام فخاخ حتى الآن، موضحاً أنّ عدد مشاهدات الدببة هذا العام تجاوز المائة، مقارنة بنحو 35 في العام الماضي.

وعلى مستوى اليابان، أُصيب 220 شخصاً في هجمات للدببة منذ أبريل (نيسان)، وفق هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، في حين لقي 13 شخصاً حتفهم، بينهم 7 الشهر الماضي، وهو الوقت الذي تبحث فيه الدببة عن الطعام بشكل مُكثّف قبل دخولها في فترة السبات.

ووقعت هجمات كثيرة في بلدات نائية نادراً ما يزورها الأجانب، لكن حادث شيراكاوا ومشاهدات الدببة بالقرب من الأماكن السياحية الشهيرة مثل بستان الخيزران في كيوتو بمنطقة أراشيياما، يُبيّنان أن هذا الخطر لم يعد بإمكان الزوار تجاهله.

اليابان تستنفر لإنقاذ سكانها وزوّارها (رويترز)

وقد أصدرت الولايات المتحدة والصين وبريطانيا الأسبوع الماضي تحذيرات من السفر إلى اليابان بسبب مخاطر هجمات الدببة.

بالإضافة إلى الفخاخ، عمدت السلطات في شيراكاوا إلى قطع أشجار الفاكهة التي قد تجذب الدببة الجائعة، وأصدرت تحذيرات للزوار بالسير في مجموعات وتجنّب مناطق معيّنة.

ويقول الخبراء إن التغيّر المناخي أدّى إلى انخفاض محاصيل الغذاء الطبيعي للدببة مثل الجوز وجوز الزان، في حين أنّ انخفاض عدد السكان في المناطق الريفية وانتشار الأراضي الزراعية المهجورة شجَّع الدببة على البحث عن الطعام بالقرب من المستوطنات البشرية.

وقد بلغ الوضع حدّاً خطيراً في المناطق الشمالية الوعرة إلى درجة أنّ اليابان أرسلت قوات من الجيش هذا الشهر لمساعدة السلطات في إعدام الدببة.


بلجيكيان يعلقان عملاً فنياً خاصاً بهما قرب الموناليزا في اللوفر

ضباط مكافحة شغب فرنسيون يقفون بالقرب من الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر في باريس 27 أكتوبر 2025 (رويترز)
ضباط مكافحة شغب فرنسيون يقفون بالقرب من الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر في باريس 27 أكتوبر 2025 (رويترز)
TT

بلجيكيان يعلقان عملاً فنياً خاصاً بهما قرب الموناليزا في اللوفر

ضباط مكافحة شغب فرنسيون يقفون بالقرب من الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر في باريس 27 أكتوبر 2025 (رويترز)
ضباط مكافحة شغب فرنسيون يقفون بالقرب من الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر في باريس 27 أكتوبر 2025 (رويترز)

علق اثنان من صانعي المحتوى على منصة «تيك توك» عملاً فنياً خاصاً بهما على أحد جدران متحف اللوفر في باريس، بالقرب من لوحة الموناليزا الشهيرة لليوناردو دافنشي، بحسب ما أفاد به المتحف، الاثنين.

وقالت متحدثة باسم اللوفر لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن موظفي المتحف رصدوا القطعة غير المصرح بها خلال أقل من 3 دقائق، وقاموا بإزالتها على الفور، مؤكدة أنه لم يتم تسجيل أي أضرار.

الفناء الداخلي مع الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر في باريس (د.ب.أ)

وأضافت أن المتحف يعتزم اتخاذ إجراء قانوني ضد الشابين اللذين غادرا المكان بسرعة بعد تنفيذ فعلتهما.

وفي مقطع فيديو تم نشره، أواخر الأسبوع الماضي، أوضح صانعا المحتوى البلجيكيان أنهما أدخلا إطاراً مفككاً مصنوعاً من قطع «ليغو» إلى داخل المتحف، وبعد اجتيازهما الأمن، قاما بإعادة تجميع الإطار، ووضعا بداخله صورة شخصية لهما.

وأشارت المتحدثة إلى أن قطع الليغو والورق والشريط اللاصق مزدوج الجانب، ليست من بين المواد المحظور إدخالها إلى المتحف.


«ثلاث آيات في الوحدة»... عرض أدائي يتأمل وجوه العزلة

مشهد يجمع أبطال المسرحية (فريق المسرحية)
مشهد يجمع أبطال المسرحية (فريق المسرحية)
TT

«ثلاث آيات في الوحدة»... عرض أدائي يتأمل وجوه العزلة

مشهد يجمع أبطال المسرحية (فريق المسرحية)
مشهد يجمع أبطال المسرحية (فريق المسرحية)

يلعب العرض المسرحي «ثلاث آيات في الوحدة» على وتر العزلة. فهي حالة منتشرة، وساهمت الحروب والتطورات التقنية في تفاقمها. صار الناس، حتى عندما يجتمعون، يشعرون بنوع من العزلة. وتقوم مخرجة العمل مايا زبيب بمحاولة كسر هذا الجمود، فتستحدث مكاناً دافئاً للتأمل وللصمت الذي يشبه الصلوات الداخلية، حيث يتردد في داخلنا صدى التجارب الأليمة التي شهدناها منذ 5 سنوات حتى اليوم. يشكل العمل دعوة إلى الإصغاء لما وراء الكلمات. ويخلق عالماً خيالياً ممزوجاً بالواقع، كما يطرح السؤال التالي: «في ظل الفقد، كيف يمكن أن نكون وحدنا ونحن معاً؟».

تتناول المسرحية موضوع الوحدة (فريق المسرحية)

توضح المخرجة في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إنها دعوة لنتأمل الوحدة ووقعها علينا. فآخر 5 سنوات فُرضت علينا العزلة بسبب الجائحة، وانفجار مرفأ بيروت، والثورة، والحرب في الجنوب. الخشبة ستشكّل مساحة تأمل بأبعاد مختلفة».

الآيات الثلاث التي تتحدث عنها المسرحية تختصرها زبيب: «يمكننا أن نفهمها من خلال حضور حوارات فنية ثلاثية بين التمثيل والرقص والمسرح، وكذلك من خلال 3 ممثلين، كما أن العرض يتألف من 3 فصول».

قد يخيّل لك أن العرض يرتكز على موضوع فلسفي، ولكنْ لمايا زبيب رأي آخر: «إنه بعيد كل البعد عن الفلسفة، بل يتعلّق أكثر بخيالنا، ويتيح لنا التفكير بأفق متسع وعلى مزاجنا. نتذكّر أنه في استطاعتنا أن نحزن ونفرح مع الآخر. فالعرض لا يتبع أسلوب الوعظ، بل يحثّ على استبطان خبرات شخصية».

يشارك في العرض مايا زبيب ولمياء أبي عازار وجنيد سري الدين. وهو من كتابة زبيب بمشاركة عمر أبي عازار، ومن تنظيم «مسرح زقاق». ويُقدَّم على خشبة «مسرح المدينة» ابتداءً من 20 حتى 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتشير زبيب إلى أن فكرة العمل تنبع من موضوع الوحدة؛ كونها مساحة حقيقية للخلق. وتضيف: «الرسالة التي يحملها العرض محورها الفن. فأن نوجد في عمل فني، حتى لو لم يجرِ التواصل بيننا، فنحن معاً. الفن يشفي ويحملنا على التحليق خارج واقعنا. فعلى مدى ساعة من الوقت نعيش عزلة مختلفة ومتقطعة».

«ثلاث آيات في الوحدة» إخراج مايا زبيب (فريق المسرحية)

وتتابع موضحة أن الفكرة وُلدت عندها من خلال يومياتها: «تجارب عدة مررت بها مع الوحدة استوقفتني خلال الجائحة، خصوصاً عندما صرت أماً ونحن محجورون في منازلنا. في العرض نتناول موضوعات كثيرة، من بينها المراحل التي ذكرتها سابقاً، والحروب التي شهدناها، وعلاقتي مع ابنتي. فصمت اللحظات التي تخفي في طياتها ما لا يقال يجعلنا نغوص وراء الكلمات لنلتقط الحركات الصغيرة التي تنبض في الفراغ».

وفي مشاهد من المسرحية يواجه الحضور وحدتهم تلك، وترجعهم إلى احتمالية الحرب والموت وأفكار أخرى. تتشابك الموضوعات مع بعضها كما عاشها الفرد في واقع مجتمعه، فيعثر مُشاهدها على دفء في البعد، وعلى جمال بمجرد الإصغاء، وتتحول العزلة إلى ممارسة إبداعية تنبض بالجرأة والفرح.

تؤكد زبيب في سياق حديثها: «إنها دعوة للحفاظ على الوحدة، فهي مساحة خلق تزودنا بالإبداع. وعندما نتشارك، مثلاً، في مشاهدة عمل فني في صالة واحدة، نعيش وحدة من نوع آخر. وهو ما نحاول إيصالَه في هذه المسرحية. فنفكّر بالعمل ونستوعبه، كلٌّ منا على طريقته».

تستعين زبيب بفنانين أجانب لتنفيذ عرض «ثلاث آيات في الوحدة»: «إنهم زملاء سبق أن تعاونت معهم في عروض مسرحية خارج لبنان. مصمم الرقص هو الأسترالي لي سيرل، وكذلك الموسيقي المشارك في العمل بن فروست، في حين مصمم الإضاءة الأميركي جايمس إينغالز. أما الأزياء والديكورات فيوقعها المصمم الألماني غاسبار بيشنر».