صعدت المنبر لأول مرة في رمضان

د. نصر فريد واصل
د. نصر فريد واصل
TT

صعدت المنبر لأول مرة في رمضان

د. نصر فريد واصل
د. نصر فريد واصل

ارتبط شهر رمضان في ذهني بصعودي إلى المنبر لأخطب الجمعة وذلك كان في سن مبكرة من عمري. وأتذكر أول مرة قمت بإلقاء الخطبة وكانت في شهر رمضان عندما تعذر حضور خطيب المسجد وقام المصلون بطلبي لإلقاء الخطبة، فصعدت المنبر بالفعل وكان توفيقي من عند الله، حيث إنني بمجرد أن بدأت في الحديث للمصلين، ذهبت الرهبة شيئا فشيئا، وكان عنوان الخطبة وقتها «ربط الجوانب الأخلاقية بالسلوك.. وارتباط الإنسان بالله»، وفوجئت بعدها أنها لاقت قبولا كبيرا جدا من قبل المصلين وبعد تلك الخطبة لم يكن لدي أي رهبة للصعود للمنبر في أي وقت.
ووقتها تعجب المصلون من أنه كيف لفتى صغير في عمري أن يخطب ويكون مفوها؟، والإجابة كانت بسبب التعليم الأزهري الذي كان يساعدنا على أن نحفظ القرآن الكريم جيدا، وكان لدي طلاب الأزهر حصيلة معلوماتية كبيرة تتعلق بمواد الفقه والحديث والتوحيد والسيرة، وكان كل طالب أزهري مؤهل للصعود للمنبر.
وفي شهر رمضان أحرص على الإفطار مع أولادي وأحفادي بصفة مستمرة.. ونقضي غالبا الشهر الكريم معا؛ إلا بعض الأيام التي أكون فيها خارج البلاد في مؤتمرات أو لقاءات دينية.
فرمضان.. هو شهر الخير والبركة والسلام والأمن النفسي والاجتماعي، والبشر جميعا ينتظرون هذا الشهر من أجل الرجوع إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة والتوبة منه، والله سبحانه وتعالي يقول: «ورحمتي وسعت كل شيء».. فهو شهر ليس للإرهاب فيه مجال، لأن ليله قيام ونهاره صيام، والصيام تهذيب للنفس، والقيام هو قراءة القرآن والصلاة والعمل فيه عبادة، فهو شهر وحيد ينتظره العباد كل سنة من أجل المغفرة والرحمة.
* عضو هيئة كبار العلماء بمصر



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.