لم تنته متاعب رئيس شركة أورانج الفرنسية للاتصالات مع إسرائيل بعد التصريحات التي أدلى بها في القاهرة يوم 3 يونيو (حزيران)، حين أكد استعداده للانسحاب من الشراكة التي تجمعه بشركة الاتصالات الإسرائيلية «بارتنر كومينيكيشنز». فبعد الحملة الإعلامية العنيفة التي تعرض لها في إسرائيل وفرنسا، وبلدان أخرى منها الولايات المتحدة الأميركية، التي اتهمته بالمشاركة في مقاطعة إسرائيل، وبعد الضغوط الدبلوماسية على الحكومة الفرنسية التي تمتلك 25 في المائة من رأسمال «أورانج»، ذهب ستيفان ريشار نهاية الأسبوع الماضي، إلى إسرائيل، لـ«تقديم الطاعة» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليعلن أنه «نادم» على تصريحاته في القاهرة وراغب في «توثيق العلاقات» مع إسرائيل التي «لن تغادرها شركته أبدا»، علما بأن المآخذ على «أورانج»، أن اسمها وصورتها يستخدمان في المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما أراد ريشار وضع حد له، وليس الانسحاب تماما من إسرائيل.
بيد أن الندم ونفي ما كان قد أكده، لم يكن كافيا على ما يبدو بوجه مناصري إسرائيل. وآخر المستجدات ما كشفته مصادر قضائية فرنسية أمس، وفحواه أن ستيفان ريشار تقدم بشكوى في باريس «ضد مجهول»، بسبب تلقيه تهديدات بالموت. كما أن المعطيات الشخصية لرئيس «أورانج» ومحيطه المباشر، نشرت على شبكة الإنترنت. وبنتيجة ذلك فتح تحقيق قضائي أسند إلى شعبة تقصي الإجرام ضد الأشخاص. وعلى الرغم من أن ريشار التزم الصمت، وكذلك فعلت «أورانج»، إلا أن المعلومات المتوافرة تفيد بأنه تلقى «مئات الاتصالات» بينها تهديدات بالقتل، إضافة إلى نشر أرقام هواتف عائلته والمقربين منه مع عناوينهم وتفاصيل أخرى شخصية.
حتى مساء أمس، لم توزع الشرطة أو القضاء أي معلومات رسمية بخصوص الجهة التي تهدد رئيس «أورانج». بيد أن إذاعة «فرانس أنتير» التابعة لمجموعة «راديو فرانس»، الممولة حكوميا، كشفت أن المسوؤلية تقع على مواطن فرنسي إسرائيلي اسمه غريغوري شيلي، ويلقب بـ«أولكان»، ويقدم نفسه على أنه «مناضل صهيوني». وبحسب الإذاعة المذكورة، فإن «أولكان» مستهدف بتحقيقين قضائيين منذ العام الماضي لأعمال تتناول القرصنة المعلوماتية.
وتبين معلومات متقاطعة، أن «أولكان» المولود في باريس في عام 1982، انضم في عام 2008 إلى رابطة الدفاع اليهودية، وهي تنظيم أشبه بالميليشيا وظيفته «الدفاع عن اليهود وعن مؤسساتهم». ومن إنجازات «أولكان» إشعال دراجة نارية لرئيس حزب صغير داعم للفلسطينيين اسمه حزب التضامن الفرنسي. وبسبب هذه الحادثة، حكم على «أولكان» بالسجن 18 شهرا مع وقف التنفيذ. وعاود غريغوري شيلي الكرة في عام 2009، عندما هاجم، مع آخرين من رابطة الدفاع اليهودية، مكتبة بسبب اعتبارها «مروجة للفلسطينيين». وقد حكم عليه بالسجن أربعة أشهر مع وقف التنفيذ. بعدها ترك فرنسا واستقر في إسرائيل في مدينة أشدود. وطيلة عام 2014، أطلق «أولكان» حملة إلكترونية ضد من يعتبرهم «معادين» لإسرائيل، خصوصا خلال الحرب الأخيرة التي شنتها على غزة. ومن ضحاياه مجموعة من المواقع التابعة لوسائل إعلامية فرنسية. وتعتبر باريس أن إسرائيل «لا تتعاون» مع القضاء الفرنسي في هذه المسألة، وترد الأخيرة أنه لا اتفاق قائما بين الطرفين من أجل التعاون القضائي بين البلدين.
رئيس شركة أورانج يتلقى تهديدات بالقتل على خلفية تصريحاته بالرغبة بالانسحاب من إسرائيل
الأنظار تتجه إلى قرصان معلومات فرنسي إسرائيلي سبق أن حكم بالسجن مع وقف التنفيذ
رئيس شركة أورانج يتلقى تهديدات بالقتل على خلفية تصريحاته بالرغبة بالانسحاب من إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة