فلاح الجواهري يسرد سيرة أبيه... روائياً

عن دار «سطور» ببغداد، صدرت للكاتب د. فلاح الجواهري روايتان دفعة واحدة. الرواية الأولى هي «أخو الطير»، وهي رواية ضخمة تقع في 690 صفحة ومهداة إلى والده الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري» الذي أثرى حياتي بوجوده، وبوجوده بعد رحيله»، كما جاء في الإهداء.
والعنوان مأخوذ من قصيدة للجواهري يقول فيها:
ويا أخا الطير في ورد وفي صدر
في كل يوم له عش على شجر
عريان يحمل منقاراً وأجنحة
أخف ما لم من زاد أخو سفر
خفض جناحيك لا تهزأ بعاصفة
طوى لها النسر كشحيه فلم يطر
والرواية هي سيرة للجواهري الأب، الذي يظهر بشخصية الحمد - المهدي، أو كليهما، كما يقول الروائي علي بدر في تذييله للرواية:
«هذه الرواية الفريدة من نوعها في تاريخ الثقافة العربية، هي ليست سيرة ذاتية، إنما هي سيرة درامية مؤثرة للشعر والشاعر معاً. هي سيرة درامية للشعر على مدى واتساع قرن كامل، أما الشاعر فهو شاعر كبير عظيم يظهر بشخصية الحمد المهدي أو كليهما.
هي رؤيا العالم التي تشكل ملحمة حقيقية نادرة جداً لفرع أو لجنس أدبي مع شخصية أسطورية عاش حياته كشاعر ربما لا تنتجه الأمم في التاريخ إلا مرة واحدة. لقد حافظ فلاح الجواهري على عين بريئة عين مخلوق بري - تصوير الأحداث - تصویر مظاهر المدينة الحياة السياسية الحب العميق، الوحشية والانحطاط، الأمنيات العظيمة والرغبات الفجة والتافهة. إنها الحياة بكل اعتلائها وجمالها وثرائها التي عاشها وهو مسكون بصوت الشاعر الكبير، وهو يستكشف حياته التي عاشها، واختبرها من خلال صوته النقي والمثير.
وقد كتبت الرواية، كما يضيف، «بالاعتماد على الوثائق الشخصية المباشرة، ولم تستغن أبداً عن البنى الحيالية... هي نتاج الواقع والخيال معاً... وتستند القصة كما يرويها المؤلف إلى مشاهداته نفسه، هي شهادته على التاريخ، لكنها لا تظهر كشهادة أبداً، إنما كفعل فني متقن، كل قطعة فيه تتشكل من موزاييك ملون تبدأ في بداية الفصل وتنتهي بقصيدة من قصائد الشاعر لتتم المعنى وتنقله بصورة بارعة إلى حدث آخر...».
أما الرواية الثانية، فهي «حلم طائر غريب»، وتقع في 195 صفحة من القطع المتوسط. وهي مهداة إلى خالد أحمد زكي، الذي ترك دراسته في لندن ليقود حركة الكفاح المسلح في الأهوار العراقية ضد السلطة القائمة آنذاك، وقتل عام 1968.
ومن أجوائها: «حلم جميل يا طائري الغرد... حلم شاعري صامت... ثورة أعماقك الصاخبة الخفية الصامتة... أردت أن تطلق دواخلك صرخة ثائرة مجلجلة، لكنك يا طائري لا تجيد إلا الشدو العذب».