مذكرات المانع بين ما نشرته « الشرق الأوسط» وإصدار دار «الرافدين»

للكاتب والناشر محمد السيف، صدر عن دار «جداول» للنشر كتابان: الأول بعنوان «نجيب المانع... حياته وآثاره» في 735 صفحة، و«نجيب المانع... ذكريات عمر أكلته الحروف (النص الأصلي)» في 296 صفحة.
وفيما يخص مذكرات المانع (1926 ـ 1991)، يرى السيف، أنها جاءت منقوصة ومشوّهة في كتابين، أولهما صدر عن دار «الانتشار العربي» 1999. والآخر صدر عن دار «الرافدين» 2019، و«إن كان الأول أفضل حالاً من الأخير، رغم ما اعتراه من نقص وتشويه، كما يذكر السيف. ويقول عن إصدار «الرافدين»: «وجدت أنه لا يليق بنجيب المانع، خاصة أنه أحد ألمع كتاب (الشرق الأوسط). فقمت بالبحث عن جميع مذكراته التي كُتِبَت في صحيفة (الشرق الأوسط). وكانت أولى حلقاته نُشِرَت بتاريخ 24 مايو (أيار) 1988... وكانت هذه المذكرات نُشِرَت في مرحلة عاشها نجيب في لندن، واستمرت قرابة عشرين عاماً.
واصلت قراءة الحلقات المنشورة في جريدة «الشرق الأوسط» وقارنتها بالموجودة في الكتاب، ووجدت العجب العجاب من تغييرات، وحذف غالبية ما ذُكِرَ في حلقات السيرة المنشورة في الصحيفة. ولاحظت عدم ترتيب المذكرات وتداخل عدة مقالات مع بعضها بعضاً، إضافة إلى استبدال كلمات بكلماتٍ أخرى لم يكتبها المانع في مذكراته». ويضيف «أكثر ما فاجأني هو إسقاط مناسبة كتابة المذكرات، وأنها لم تكن لتُكتَب إلا بعد إلحاح من الأستاذ عثمان العمير رئيس تحرير (الشرق الأوسط) حينذاك، الذي أصرّ عليه لنشر هذه الذكريات الأدبية، في الصحيفة نفسها. وثمة نقطة أخرى أثارت استغرابي، وهي حذف بعض العبارات العديدة مثلاً: عبارة (أنا السعودي) التي استهل بها نجيب المانع ذكرياته قائلاً (أنا السعودي ترعرعت في العراق)، وفي الكتاب المذكور كانت البداية (ترعرعت في العراق)». ونأتي لنقطة أخرى مثيرة للدهشة، وهي ما يتعلق بالمقدمة التي تصدرت طبعة «الرافدين»، وهي للأديبة مي مظفر، واتضح أنها عبارة عن مقال لها تم نشره في صحيفة «الحياة» اللندنية في 2017، أي قبل نشر الكتاب بعامين!