«الفضاء».. محطة جديدة للتعاون السعودي ـ الروسي بعد «مذكرة نيات مشتركة»

بالتزامن مع الذكرى الـ30 لدخول السعودية الفضاء وتصنيعها 13 قمرًا صناعيًا

«الفضاء».. محطة جديدة للتعاون السعودي ـ الروسي بعد «مذكرة نيات مشتركة»
TT

«الفضاء».. محطة جديدة للتعاون السعودي ـ الروسي بعد «مذكرة نيات مشتركة»

«الفضاء».. محطة جديدة للتعاون السعودي ـ الروسي بعد «مذكرة نيات مشتركة»

جاء على رأس قوائم الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تم توقيعها بين الجانبين السعودي والروسي ضمن الزيارة الرسمية التي يجريها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، مذكرة النيات المشتركة في مجال الفضاء. وتأتي هذه المذكرة بعد خطوات عدة تؤسس لتعاون الطرفين في هذا المجال، خصوصا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام عام 2007 بزيارة إلى السعودية جرى خلالها التوقيع على اتفاقية ثنائية في مجال الاتصالات الجوية والتكنولوجيا الذرية لغزو الفضاء في الأغراض السلمية.
وجرى توقيع مذكرة النيات المشتركة في مجال الفضاء بين الجانبين السعودي والروسي، يمثلها كل من رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد، ووكالة الفضاء الروسية، ويمثلها مدير وكالة الفضاء إيغور كمروف، أحد أقطاب تكنولوجيا الفضاء في مجال تكنولوجيا علوم الفضاء.
وقطعت السعودية شوطًا كبيرًا من النواحي الفنية المتعلقة في المجال الفضائي، سواء عبر إطلاق الأقمار الصناعية المحلية الصنع أو إرسال علمائها إلى الفضاء، في الوقت الذي يصادف اليوم الجمعة الذكرى الثلاثين لدخول السعودية مجال الفضاء والطيران، التي بدأت هذا المشوار عام 1985 بمشاركة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في رحلة المكوك الفضائي «ديسكفري» كأول رائد فضاء عربي مسلم، التي كان لها تأثير إيجابي في مسار الاهتمام بتطوير السعودية للقطاع البحثي والتطوير التقني فيما يتعلق بأبحاث الفضاء والطيران.
وقد شهدت المملكة خلال الفترة الماضية الكثير من التطورات في هذا المجال، ففي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كان إنشاء المركز السعودي للاستشعار عن بعد نواة لمعهد بحوث الفضاء وبداية تعاون مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» من خلال بعثة تشالنجر الفضائية لاستكشاف صحراء الربع الخالي.
ومنذ تلك اللحظة والمملكة تواصل مسيرتها في هذا المجال، حيث قامت بإنشاء البرنامج الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية وبرنامج تقنية الطيران ومركز نظم المعلومات الجغرافية ومركز الدراسات الرقمية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتضمينها للخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية، كما قامت بإنشاء أقسام متخصصة في عدد من الجامعات تدرس هندسة الفضاء والهندسة الميكانيكية، وهي مرتبطة بعلوم الفضاء مثل: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبد العزيز، وهي تكفي لتخريج متخصصين في مجالات علوم وأبحاث الفضاء، ولكن الطموحات تبقى قائمة لتطوير دراسات هذه الأقسام.
وخلال العقد الماضي، قامت السعودية من خلال مدينة الملك عبد العزيز بتصميم وتصنيع 13 قمرًا اصطناعيًا بواسطة قدرات وطنية ذات كفاءات عالية، إضافة إلى إنشاء مركز تميز في أبحاث القمر والأجرام القريبة من الأرض مع «ناسا»، ومركز تميز أبحاث الفضاء والطيران المشترك مع جامعة ستانفورد.
وبين تلك الفترة التي انطلقت فيها رحلة ديسكفري (STS - 51G)، حققت السعودية الكثير من الإنجازات في مجال الفضاء والطيران، حيث يعد القمر الاصطناعي «سعودي سات 4»، الأول من الجيل الجديد للأقمار الاصطناعية السعودية، ويحمل أجهزة استشعار مرجعية للجاذبية ذات تقنية حديثة لقياس الجاذبية بدقة عالية في الفضاء، تم تصميمه بطريقة تمكن المدينة من بناء أقمار جديدة في وقت قصير وبتكلفة منخفضة، كما يمكن استخدامها لاختبار أنظمة جديدة لضمان موثوقيتها للاستخدام في الأقمار الصناعية المستقبلية كأنظمة الاتصالات والطاقة وتخزين البيانات.
وأعلنت المملكة - أخيرا - دخولها في مشروع تطوير وتصنيع وإنتاج طائرات «أنتونوف 32» متعددة الأغراض ونقل تقنية صناعة الطائرات واكتساب الخبرة من الشركات العالمية لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في تخصصات علوم وتقنية الطيران، وذلك عبر العمل والتصنيع المشترك مع الشركات العالمية لصناعة الطائرات، وستقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة «أنتونوف» بتطوير وتحسين أداء الطراز الحالي لطائرة «أنتونوف» إلى طائرة حديثة مزودة بأحدث المحركات والإلكترونيات وقادرة على المنافسة مع مثيلاتها.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.