تعطيل نصاب انتخاب الرئيس... سلاح يمتلكه فريقا الصراع في لبنان (تقرير إخباري)

صورة من موقع البرلمان اللبناني لصندوق تُجمع فيه أوراق اقتراع النواب أثناء انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان
صورة من موقع البرلمان اللبناني لصندوق تُجمع فيه أوراق اقتراع النواب أثناء انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان
TT

تعطيل نصاب انتخاب الرئيس... سلاح يمتلكه فريقا الصراع في لبنان (تقرير إخباري)

صورة من موقع البرلمان اللبناني لصندوق تُجمع فيه أوراق اقتراع النواب أثناء انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان
صورة من موقع البرلمان اللبناني لصندوق تُجمع فيه أوراق اقتراع النواب أثناء انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان

رغم إصرار القوى المناوئة لـ«حزب الله» على التأكيد أن احتمال توافقها على مرشح واحد تخوض فيه الانتخابات الرئاسية أمر وارد، فإن فريقي الصراع في البلد والمتمثلين بشكل أساسي بالقوى المعارضة للحزب والأخرى المؤيدة له، يستعدان، كل على حدة، لاستخدام سلاح تعطيل الجلسات لمنع انتخاب أي مرشح يرفضانه، باعتبار أن كلا منهما ووفق التوازنات النيابية الحالية يمتلك القدرة العددية لذلك.
ويحتاج انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إلى حضور ثلثي أعضاء البرلمان جلسة انتخابه أي 86 نائبا من أصل 128. كما يحتاج انتخابه دستورياً في الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثي أعضاء المجلس ويتم الاكتفاء بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي. ويستطيع 43 نائباً أن يعطلوا نصاب جلسة الانتخاب. وتمتلك القوى المؤيدة لـ«حزب الله» كما تلك المعارضة إذا تكتلت ونسقت بعضها مع بعض 43 نائبا يستطيعون أن يعطلوا النصاب.
فإذا توافق نواب «القوات اللبنانية» (19 نائباً) و«الكتائب» (4 نواب) ونواب «التغيير» (13 نائباً) مع نواب «اللقاء الديمقراطي» (8 نواب) أو مع عدد من النواب المستقلين يمكن أن يفقدوا جلسة انتخاب الرئيس نصابها القانوني، كذلك في حال تكتل نواب حركة «أمل» (15 نائبا) مع نواب حزب الله الـ15 ونواب تكتل «لبنان القوي» الـ21. وكان رئيس حزب «القوات» سمير جعجع دعا الشهر الماضي نواب المعارضة الذي قال إن عددهم 67 لتكثيف الاتصالات بهدف الاتفاق على تسمية مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، من غير أن يستبعد مقاطعة جلسات الانتخاب منعاً لإيصال مرشح محور «الممانعة»، بالقول إن «الضرورات تبيح المحظورات» معتبرا أن «التعطيل لمنع رئيس من فريق 8 آذار ليس كالتعطيل لفرض مرشح من هذا الفريق».
كذلك كان النائب في تكتل القوى «التغييرية» وضاح الصادق قد أعلن في وقت سابق أن «خيار إفقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية نصابها القانوني أمر مطروح، إذا رأينا أن البلد ذاهب إلى الهاوية».
واستخدم «حزب الله» وحلفاؤه سياسة مقاطعة الجلسات بين عامي 2014 و2016 ما أفقد 45 جلسة متتالية نصابها القانوني، حتى الاتفاق على انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016، لكن سياسة تعطيل النصاب تعود لسنوات طويلة إلى الوراء. ويشير جورج غانم، الكاتب السياسي الذي واكب عن كثب الأحداث اللبنانية عن كثب، إلى أن التاريخ اللبناني حافل بمقاطعة جلسات الانتخاب وتعطيل نصابها حتى بالقوة، لافتاً إلى أنه «في عام 1943 قاطع 7 نواب من أصل 55 نائباً جلسة انتخاب بشارة الخوري وعلى رأسهم اميل اده، وكمال جنبلاط وأيوب تابت، فيما قاطع عام 1958، 10 نواب من أصل 66 جلسة انتخاب فؤاد شهاب بينهم رئيس الحكومة وقتها سامي الصلح».
ويسرد غانم أنه «عام 1976 قاطع كمال جنبلاط وريمون اده والحركة الوطنية جلسة انتخاب إلياس سركيس كما تم قصف موقع انعقاد الجلسة في قصر منصور»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «عام 1982 قاطع معظم النواب المسلمين جلسة انتخاب بشير الجميل كما تمت محاولة قصف موقع انعقاد الجلسة في منطقة الفياضية، وصولاً لعام 1988 حين عطل النواب المسيحيون ونواب المنطقة الشرقية جلسة انتخاب سليمان فرنجية وكان هناك قطع للطرق وحواجز لمنع وصول النواب والمشاركة في الجلسة وهو ما تكرر في العام نفسه لمنع انتخاب ميخايل الضاهر».
ويوضح غانم أنه «عام 2007، ومع انقسام البلد بين 8 و14 آذار، عطل عون وقوى 8 آذار 20 جلسة لانتخاب رئيس حتى حصول اتفاق الدوحة الذي أدى لانتخاب ميشال سليمان».
دستورياً، يؤكد الخبير القانوني والدستوري المحامي سعيد مالك أن «ليس هناك أي مادة دستورية واضحة وأكيدة تفرض الحضور أو تجيز التغيب عن جلسات انتخاب الرئيس، لكن بإطار المبدأ العام، عندما يصار لانتخاب نائب عن الأمة، هذا النائب مهمته تمثيل الناخب ضمن إطار القيام بعمله وليس الاعتكاف».
وعن قول جعجع إن «الضرورات تبيح المحظورات»، يشير مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «إذا تمكنت فئة معينة أو شريحة من جمع أكثرية نيابية يمكنها أن توصل رئيس جمهورية يشكل خطراً على المصلحة الوطنية العليا، وعملاً بمبدأ المحافظة على هذه المصلحة يمكن لشريحة أخرى من النواب أن تتغيب لعدم تأمين النصاب لعدم تمكين هذا المرشح من الوصول إلى سدة الرئاسة على أن يكون هذا التصرف هو الاستثناء للقاعدة وموقف لمرة واحدة وحصرا لإعادة رص الصفوف تمهيداً لجولة ثانية من الانتخابات على أن تحضر الجلسة التي تلي الكتل كافة». ويلفت مالك إلى أن «النظام الداخلي لمجلس النواب نص صراحة على عدم إمكانية غياب أي نائب لأكثر من جلسة أو جلستين عن جلسات مجلس النواب، لكن اللافت أنه لم يرتب نتائج قانونية لهذا التغيب».
أما مصادر «القوات» فتعتبر أنه «من المبكر الكلام عن مقاطعة الجلسات». لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «البحث لا يتناول هذا الجانب اليوم إنما يتركز حول توحيد موقف المعارضة والانطلاق منه باتجاه الوصول لتبني مرشح واحد». مضيفة: «مقاطعة الجلسات ستكون رد فعل على فعل. اليوم نحن في موقع الفعل وليس رد الفعل. التعطيل في حال اللجوء إليه سيكون مسألة ذات طابع دفاعي ونحن اليوم في موقع هجوم».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

بغداد تعتزم عقد اجتماعات لبحث الوضع في سوريا

السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة العراقية اليوم (رئاسة الوزراء)
السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة العراقية اليوم (رئاسة الوزراء)
TT

بغداد تعتزم عقد اجتماعات لبحث الوضع في سوريا

السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة العراقية اليوم (رئاسة الوزراء)
السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة العراقية اليوم (رئاسة الوزراء)

فيما استأنفت السفارة العراقية عملها في دمشق، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بلاده تخطط لعقد اجتماعات مهمة بشأن الوضع في سوريا، وذلك في وقت دعا فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الخميس، الدول العربية لدعم الشعب السوري بعد أقل من أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد.

وقال السوداني، في افتتاح اجتماع مجلس وزراء الصحة العرب في بغداد: «العراق كان ولا يزال في طليعة المبادرين لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني، ويجب تعبئة الجهود لتغيير الواقع الصحي المؤلم الذي يمس كرامة الإنسان، ومدّ يد العون للشعبين اللذين يعانيان من فقدان العلاج جراء الحصار والعدوان».

وأضاف أنه «يتعين علينا دعم الشعب السوري في محنته الحالية، مع التأكيد على سلامة أرض سوريا وسيادتها، وحماية مؤسسات الدولة والممتلكات، والحفاظ على السلم الأهلي واحترام إرادة الشعب السوري».

رغم أن الحكومة العراقية عدّت ما حدث في سوريا شأناً سورياً، فإن بغداد تلتزم الصمت حيال الرسائل من الحكومة السورية الجديدة، سواء من زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، أو من رئيس الحكومة محمد البشير الذي أعلن عن التواصل مع بغداد.

لكن العراق للمرة الثانية في غضون يومين بدا مستعداً لتقديم المساعدات للسوريين. فبالإضافة إلى ما صرّح به السوداني خلال كلمته أمام وزراء الصحة العرب، اليوم (الخميس)، فإنه عبّر عن الموقف نفسه، مساء أمس (الأربعاء)، لدى استقباله وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس. وطبقاً لبيان المكتب الإعلامي للسوداني، فإنه جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في سوريا، ومستجدات الأحداث فيها، والدور الأوروبي والدولي في مساعدة السوريين لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا وأمنها، وكذلك التأكيد على ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري، وأنّ الشعب هو من يقرر مصير بلده. وأكد السوداني استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين في هذه المرحلة المفصلية، مشدداً على أهمية ضمان تمثيل كل مكونات الشعب السوري في النظام الجديد، بما يحقق تطلعات هذا الشعب الذي يستحق العيش بأمن وسلام.

هذه هي المرة الثانية في يومين التي يعبر فيها العراق عن استعداده لتقديم المساعدات للسوريين. وقد أكد السوداني الموقف نفسه، أمس، خلال استقباله وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، حيث تم بحث الأوضاع في سوريا والدور الدولي في تحقيق الاستقرار وحفظ وحدة سوريا. وأوضح السوداني استعداد العراق للمساعدة، مشدداً على أهمية تمثيل جميع مكونات الشعب السوري في النظام الجديد لضمان أمنه وسلامه.

فؤاد حسين يزور البصرة مساء الأربعاء (الخارجية العراقية)

مبادرات دبلوماسية

في الأثناء، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الخميس، عن عقد اجتماعات في بغداد لبحث الوضع في سوريا، مشيراً إلى مبادرات دبلوماسية لتعزيز الاستقرار في المنطقة.

وقال حسين، خلال مؤتمر صحافي في البصرة، اليوم، إن «الوضع في المنطقة، وخاصة في سوريا، معقد للغاية. ولذلك، قامت الحكومة العراقية بعدة مبادرات، وكان العراق مركزاً للفعاليات الدبلوماسية، حيث تم طرح أفكار جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار وإدارة الأزمات».

وأشار حسين إلى أنه «ستُعقد اجتماعات في بغداد أو مناطق أخرى بشأن الوضع السوري، وستتضمن خطة شاملة لمناقشة هذا الموضوع». وأضاف أن «من واجب العراق طرح بعض المسائل المتعلقة بالأزمة السورية والشعب السوري بهدف تحقيق الاستقرار السياسي الذي يشمل جميع مكونات الشعب السوري».

ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان خلال مؤتمر صحافي في النجف (واع)

محاذير

في وقت بدأت فيه بغداد بحث علاقتها مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة «تنظيم داعش»، دخلت مرجعيات شيعية بارزة على خط التحذير من تداعيات الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. ففي الأيام الأخيرة، زار عدة وفود أميركية عسكرية وسياسية بغداد لبحث تأثير الوضع السوري على المنطقة، وبالأخص على العراق. وحذّر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني من أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات.

واستقبل السيستاني، اليوم (الخميس)، ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان. وأكد الأخير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ النجف، أن السيستاني «حريص على الحفاظ على العراق من أي صراعات خارجية قد تؤثر عليه. وأوضح أنه أطلع المرجعية على نتائج اللقاءات التي جرت في الولايات المتحدة بشأن العراق، حيث تم بحث سبل تجنب أي تجاذبات قد تضرّ بالبلاد.

كما أكد الحسان أن هناك تنسيقاً مستمراً مع بعثة الأمم المتحدة في العراق (اليونامي) والحكومة العراقية لضمان استقرار الوضع، مشدداً على ضرورة أن يبقى العراق بعيداً عن أن يصبح «ساحة لتصفية الحسابات»، داعياً إلى اتخاذ قرارات جديدة تخدم الوضع الراهن وتجنب الأزمات المستقبلية.

وامتنع السيستاني عن لقاء أي مسؤول عراقي منذ عام 2016، إلا أنه التقى مرتين خلال شهرين بممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، الذي خلف الممثلة السابقة جينين بلاسخارت، لمناقشة القضايا المهمة للعراق والمنطقة.

في هذا السياق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية إلى تعزيز التدابير الأمنية على الحدود مع الدول المجاورة، وحثّ الشعب على عدم الانجرار وراء الطائفية في ظل التصعيد الإقليمي.

جاء ذلك في منشور له على منصة «إكس» بعنوان «صمت دولي مطبق إزاء التوغل الصهيوني في الأراضي السورية».

كتب الصدر في منشوره: «نحن نستنكر بشدة التوسع الاستعماري الإرهابي للصهاينة بدعم أميركي، ونحذر من محاولة جرّ المنطقة إلى فتنة لا يستفيد منها سوى الثالوث المشؤوم البغيض». وأضاف: «من هنا، يجب على الحكومة العراقية اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة على الحدود العراقية من الغرب والشرق والشمال والجنوب، في ظل هذا التصعيد الإقليمي».

وحثّ الصدر الشعب العراقي على «الابتعاد عن الانجرار وراء الفتنة الطائفية التي يستفيد منها العدو»، محذراً من «الأهواء السياسية الفاسدة».