قصيدة للمنشد باسم الكربلائي تثير غضباً شعبياً وسياسياً في العراق

عُدّت مسيئة لمقام صحابة الرسول

جانب من بغداد
جانب من بغداد
TT

قصيدة للمنشد باسم الكربلائي تثير غضباً شعبياً وسياسياً في العراق

جانب من بغداد
جانب من بغداد

أثارت قصيدة للمنشد (الرادود) الحسيني باسم الكربلائي استياءً وغضباً شعبياً وسياسياً واسعاً في العراق، بعد أن وردت في أحد مقاطعها عبارات تتهجم على الصحابة بإساءات بالغة، وتصفهم بألفاظ مرفوضة.
ووجه كثيرون انتقادات لاذعة وشديدة للكربلائي الذي يعد من بين أشهر المنشدين في التعازي الحسينية، ومنهم مَن اتهمه بإثارة الفتنة والتحريض الطائفي وطالب القضاء بمحاسبته.
يأتي ذلك كله، في غمرة الزيارة الدينية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، ما أسهم في زيادة حدة الغضب والانتقادات الموجهة للكربلائي.
في مقابل ذلك، تعاطفت بعض الجماعات الموالية لإيران والمنصات القريبة من الميليشيات والفصائل المسلحة مع الكربلائي، وأطلقت عبر «تويتر» وسم «كلنا باسم الكربلائي».
وتواصلت، أمس، ردود الفعل المنددة والمستنكرة لما ورد في قصيدة الكربلائي، وعدّتها سبّاً وإساءة لصحابة النبي محمد.
ونددت لجنة الأوقاف البرلمانية في بيان بـ«أشد العبارات وأقساها ما صدر في أحد المجالس الحسينية على لسان الرادود (باسم الكربلائي) وتجرئه بالتهجم على أصحاب النبي (ص) وتشبيههم بمفردات لا يمكن السكوت عليها لأنها تثير الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء البلد الواحد».
وأضافت أن «الأمة الإسلامية تواجه أزمات وتحديات كبيرة وما أحوجنا اليوم إلى رصّ الصفوف ونبذ الطائفية وتجنب إثارة الخلافات الطائفية والمذهبية، وكما هو معلوم للقاصي والداني أن هذه الخلافات لا تمس أصول الدين ولا أركانه».
وطالبت اللجنة ديوان الوقف الشيعي بـ«تحمل مسؤوليته القانونية والشرعية بالتدخل السريع لإيقاف مثل هذه التجاوزات التي تحدث بين الحين والآخر، والتي تسعى لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين ومتابعة تلك المجالس وحثهم على الوحدة».
وأصدر ديوان الوقف السني هو الآخر بياناً غاضباً طالب فيه بـ«التحقيق بالقضية وتقديم المتسببين بالإساءة إلى القضاء، وتعميم الفتاوى الشرعية التي تحرم الإساءة لصحابة النبي محمد، وتشديد الرقابة على محتوى القصائد من النواحي الشرعية والقانونية والمجتمعية».
وعلق رئيس تحالف «السيادة»، خميس الخنجر، على قصيدة الكربلائي بالقول إن «الأمة لن تسمح لأبواق الفتنة المأجورة أن تعبث بوحدتنا وأخوتنا، ونطالب جميع المؤسسات المختصة بضرب المفتنين».
وقال المجمع الفقهي العراقي، في بيان: «معلوم أن من مقتضيات التعايش بين مكونات المجتمع احترام المعتقدات ولا يحق لأحد التجاوز على عقائد المكون الآخر ورموزه الدينية».
وناشد المجمع، «مرجعيات المسلمين كافة، الوقوف بوجه هذه الأصوات، وإنكار هذا المنكر ومحاسبة أولئك الذين يستغلون الشعائر الدينية للتجاوز على مقام الصحابة». وطالب الحكومة بـ«اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من ينتهك القانون ويزرع الفتنة».
وفي سياق متصل، قام المحاميان إحسان سعدون عبيد وسيف عباس حمود برفع دعوى قضائية ضد الكربلائي، واتهماه بـ«الاعتداء على طائفة دينية في العراق، ما يشكل خطورة على الوحدة الوطنية»، بحسب ما ورد في وثيقة الدعوى المقامة.
وأضافت الوثيقة أن «هذا الفعل يشكل جريمة يعاقب عليها القانون استناداً إلى أحكام المادة 372 من قانون العقوبات، عليه نطلب من عدالتكم الشكوى ضده واتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحقه».
ودعا النائب رعد الدهلكي، عن محافظة ديالى، إلى «إصدار مذكرة قبض ومنع من إقامة المجالس الحسينية للمنشد باسم الكربلائي لإساءته للرموز الدينية وتهجمه على صحابة رسول الله».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

جدّد «حزب الله» تحذيره من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي لا يزال يحتلها عند انتهاء مهلة الستين يوماً، ملوّحاً «بالدخول في مرحلة جديدة من المواجهة»، في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية في الجنوب، حيث قام الجيش الإسرائيلي باختطاف ثلاثة مزارعين قبل أن يعود ويسلّمهم إلى قوات الـ«يونيفيل»، بعد الظهر.

الجيش الإسرائيلي يواصل إحراق المنازل

وواصل الجيش الإسرائيلي عملية تفخيخ منازل وتفجيرها في عدد من القرى، حيث عمد إلى إحراق ما تبقى من منازل في بلدات حولا وميس الجبل والخيام.

وتوغّلت قواته صباح الاثنين إلى بلدة ميس الجبل، في منطقة الدبش غرب البلدة، وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية مثل ملعب الميني فوتبول القديم، بالإضافة إلى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان، وإحراق منازل، قبل أن تعود وتنسحب بعد الظهر.

وقطعت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية، وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة.

كما جرفت قوة إسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل إسماعيل، وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرق ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت أعمدة الدخان.

وتسللت قوة مشاة إسرائيلية إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة تعمل على تجريف وقطع الأشجار بمحيطها.

«الجيش هو خشبة الخلاص»

في موازاة ذلك، تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عودة، قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة في قضاء صور، حيث التقى الضباط والعسكريين وأثنى على «أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالتحديات»، مثمناً تضحيات الشهداء والجرحى. واعتبر أنه «لا خوف على الوطن بوجود عسكريين أبطال صامدين يدافعون عنه»، مشيراً إلى «أن الجيش هو خشبة الخلاص للبنان».

ثم استمع عودة إلى إيجاز لقائد اللواء حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لاستكمال الانتشار وتعزيز التمركز وبسط سلطة الدولة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي، وأشاد اللواء الركن عودة بدور الجيش في إنجاز عملية الانتشار في قطاع جنوب الليطاني، ومن ثم تفقَّد الوحدات المنتشرة في بلدتي شمع والسماعية، واطّلع على مهماتها.

قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة متفقداً قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة في قضاء صور (مديرية التوجيه)

«حزب الله» يحذّر

مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة الـ60 يوماً لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي احتلها خلال الحرب، جدّد «حزب الله» تحذيره من عدم تنفيذ الاتفاق.

وقال عضو كتلة الحزب النائب علي فيّاض خلال احتفال تكريمي في مدينة النبطية: «نحن في (حزب الله) ننتظر تاريخ السادس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي، وهو اليوم الذي يقضي فيه وقف إطلاق النار انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بذلك، فإنه سيعني انهياراً لورقة الإجراءات التنفيذية، ونسفاً للآلية التي تضمنتها وتقويضاً للدور الدولي الرعائي لهذا الاتفاق».

ولفت فيّاض إلى أن «هذا يضع اللبنانيين جميعاً دون استثناء أمام مرحلة جديدة وما تفرضه من حسابات جديدة عنوانها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والأساليب الممكنة لإخراجه من أرضنا، وإن هذه المواجهة هي مسؤولية اللبنانيين جميعاً حكومة وجيشاً وشعباً وأحزاباً ومقاومة، إلّا من يريد أن يستثني نفسه لأن الجنوب (الأرض اللبنانية المباركة) لا تعني له شيئاً».

وأضاف: «لأن حساباته ورهاناته في مكان آخر، ولأن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من أرضنا في الوقت المحدد ودون أن نلمس أثراً حاسماً من الجهات الدولية لفرض هذا الانسحاب، فإن ذلك يضع البلاد في مسار آخر، لأنه يهدد بصورة جدية المرحلة الجديدة التي يَعِدُ بها المسؤولون اللبنانيون برعاية دولية، الشعب اللبناني».

مبانٍ مدمرة في بلدة بنت جبيل التي بدأ الأهالي بالعودة إليها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها يوم الأحد (إ.ب.أ)

وأضاف: «إن التعثُّر في مسار الانسحاب الإسرائيلي وعدم عودة سكان 52 بلدة لبنانية إلى بلداتهم بأمان في حال حصوله، سيهدّد المسارات الأخرى التي تتصل بالتعافي والاستقرار وإصلاح الدولة. نحن ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر وبكثير من الحذر والتنبُّه وسنتعاطى مع أي بقاء إسرائيلي ولو على شبرٍ في المناطق التي دخل إليها في هذه الحرب على قاعدة أن الإسرائيلي نسف الاتفاق، وأن المجتمع الدولي لم يلتزم بوعوده».