القضاء البلجيكي يبدأ غداً محاكمة المتهمين باعتداءات بروكسل في 2016

رجال أمن يحرسون مدخل مطار زافينتيم ببروكسل بعد الهجمات الإرهابية في مارس 2016 (أ.ف.ب)
رجال أمن يحرسون مدخل مطار زافينتيم ببروكسل بعد الهجمات الإرهابية في مارس 2016 (أ.ف.ب)
TT

القضاء البلجيكي يبدأ غداً محاكمة المتهمين باعتداءات بروكسل في 2016

رجال أمن يحرسون مدخل مطار زافينتيم ببروكسل بعد الهجمات الإرهابية في مارس 2016 (أ.ف.ب)
رجال أمن يحرسون مدخل مطار زافينتيم ببروكسل بعد الهجمات الإرهابية في مارس 2016 (أ.ف.ب)

يبدأ القضاء البلجيكي، غداً (الاثنين)، محاكمة المتهمين باعتداءات بروكسل التي أدت في مارس (آذار) 2016، إلى مقتل 32 شخصاً ودمرت حياة كثيرين آخرين يعانون من جروح جسدية ونفسية خطرة، في خطوة يعدها الضحايا مرحلة أساسية على طريق إعادة البناء.
وتباشر محكمة جنايات بروكسل عملها بجلسة مقررة ليوم واحد لتسوية قضايا إجرائية، خصوصاً تسلسل مثول الشهود.
أما بالنسبة لهيئة الدفاع عن المتهمين العشرة، فيعتزم عدد من المحامين الاحتجاج على ظروف مثول موكليهم في أقفاص فردية مغلقة، ما يحد برأيهم من إمكان التواصل، حسب وثائق وزعت على وسائل الإعلام.
وبين المتهمين الإرهابيين؛ الفرنسي صلاح عبد السلام العضو الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من المجموعة المسلحة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وأوقعت 130 قتيلاً. وقالت دلفين باسي محامية عبد السلام، إن موكلها «لن يحضر» هذه الجلسة التمهيدية، من دون أن تتحدث عن الجلسات التالية.
ونفذت اعتداءات بروكسل الخلية الإرهابية نفسها التي شنت هجمات باريس.
وفي اعتداءات بروكسل التي تبناها أيضاً تنظيم «داعش»، فجر ثلاثة رجال، اثنان في المطار والآخر في المترو، أنفسهم، ما أدى إلى جرح مئات ومقتل 32 شخصاً.
وحتى الآن، أحصي 960 مدعياً بالحق المدني، ما يجعل هذه أكبر محاكمة على الإطلاق تنظم في بلجيكا أمام هيئة محلفين شعبية.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المسعف المتطوع فيليب فاندنبرغ أحد هذه الأطراف المدعية الذي لا يزال يعاني من تبعات الصدمة ومن كوابيس، بعد ست سنوات على وقوع الهجمات: «حياتي دمرت بالكامل وخسرت أصدقائي وهوايتي كطيار».
في صباح الثاني والعشرين من مارس (آذار) 2016، كان هذا المسؤول في مطار زافينتيم ببروكسل عندما سمع دوي انفجارين دمرا الطابق الأرضي، حيث كان ينتظر مئات المسافرين تسجيل أمتعتهم.

«بداية فوضى»
وبما أنه يحمل إجازة في الإسعاف، ويدرك الخطوات الأولى لعمليات الإغاثة هرع لينقذ الأشخاص الممدين على الأرض وسط دخان كثيف وزجاج متناثر وقطع معدنية. وما زالت صورة طفلين فقدا أمهما تطارده.
وقال الرجل البالغ من العمر 51 عاماً والتقته وكالة الصحافة الفرنسية في منزله بمنطقة لوفان - لا-نوف (وسط): «وفرت إسعافات لـ18 شخصاً وأنا متأكد من أنني أنقذت امرأة».
وأصبح عاطلاً عن العمل بعدما خاض معركة مع صاحب العمل السابق وشركة التأمين على تغطية النفقات الطبية، وأعاد بناء نفسه من خلال الرسم ومساعدة منظمات غير حكومية واتباع دورة تدريبية كسائق سيارة إسعاف.
وينوي فاندربرغ أن يكون حاضراً صباح الاثنين، ليتعرف على المشتبه بهم المتهمين «بعمليات قتل في سياق إرهابي» وقد يحكم عليهم بالسجن مدى الحياة.
وقال المسعف إن هذه المحاكمة يجب أن تكون «بداية أمر آخر... نأمل في الاعتراف بآلامنا، هذا هو الأمر المهم».
أما سيباستيان بيلين (44 عاماً) الذي شلت إحدى ساقيه في هجوم زافينتيم وخضع لـ15 عملية جراحية منذ 2016، فقال: «لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا طي الصفحة، أم لا، لأن ما حدث سيبقى حياً في داخلنا».
وقال لاعب كرة السلة المحترف السابق: «شخصياً تخلصت من كل الكراهية (ضد منفذي الهجمات)، لأني احتاج إلى الطاقة لإعادة بناء نفسي»، مؤكداً: «تقبلت أيضاً إعاقتي».
وسيتابع مفوض الشرطة السابق كريستيان دو كونينك، وهو أيضاً من المدعين بالحق المدني بعدما صدمته «حالة الحرب» التي شهدها في مترو مايلبيك حيث سقط 16 قتيلاً ومثلهم في زافينتيم، الجلسات عن بعد. وهو يرفض التوجه إلى المحكمة ويشكك في احتمال أن يقدم المتهمون أي عناصر جديدة.
وقال دو كونينك لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم لا يستحقون عناء السفر ولا أريد أن أسمع كل هذا الهراء عن طفولتهم التعيسة وتأثير إمام وضرورة القتال من أجل الخلافة».
وكان ستة من المتهمين العشرة حوكموا في فرنسا في قضية هجمات 13 نوفمبر التي اختتمت في نهاية يونيو (حزيران) بفرنسا. وبين هؤلاء صلاح عبد السلام المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في باريس، والبلجيكي المغربي محمد عبريني (السجن مدى الحياة من دون إمكانية الإفراج عنه قبل 22 عاماً).
وبعد الجلسة الأولى، غداً (الاثنين)، ستنعقد المحكمة مرة أخرى في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، لتعيين 12 محلفاً أصيلاً و24 بديلاً. ويفترض أن تبدأ المرافعات في 13 أكتوبر وتستمر ثمانية أشهر على الأقل حتى يونيو.
وخلافاً لفرنسا التي أنشأت محكمة جنايات خاصة لا تضم سوى قضاة محترفين، ما زالت الجرائم الإرهابية في بلجيكا تخضع لمحاكمة هيئة محلفين شعبية.
وتعقد المحاكمة في المقر السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ببروكسل، الذي وضع مؤقتاً بتصرف القضاء البلجيكي.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.