الأمم المتحدة تتهم روسيا وأوكرانيا بتنفيذ اعتقالات تعسّفية

القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 أوكرانيا (رويترز)
القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 أوكرانيا (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتهم روسيا وأوكرانيا بتنفيذ اعتقالات تعسّفية

القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 أوكرانيا (رويترز)
القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 أوكرانيا (رويترز)

أعلن محققو الأمم المتحدة اليوم (الجمعة)، أنهم وثقوا أكثر من 400 عملية اعتقال تعسفي واختفاء قسري على أيدي القوات الروسية في أوكرانيا، وعشرات الحالات المماثلة من جانب القوات الأوكرانية.
وأشارت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان الموجودة في أوكرانيا منذ العام 2014، إلى ارتفاع حاد في انتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط).
وفي لقاء مع صحافيين من أوديسا، تحدثت بالتفصيل عن آلاف القتلى المدنيين ومئات الاعتقالات التعسفية، كما وثقت التعذيب وسوء معاملة أسرى الحرب.
وأضافت أنه إذا ثبت أمام محكمة أن «أسير حرب تعرض للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، فإن ذلك سيكون جريمة حرب».
وقالت إن فريقها تحقق من أن القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسفي أو أخفت 416 شخصاً في المناطق التي تحتلها أو تسيطر عليها. وأشارت إلى أنه «من بين هؤلاء، وجد 16 شخصاً ميتاً وأطلق سراح 166».
وأضافت بوغنر أن الفريق وثق أيضاً 51 حالة اعتقال تعسفي و30 حالة أخرى قد ترقى إلى مستوى الاخفاء القسري، قامت بها هيئات إنفاذ القانون الأوكرانية.
وقالت إن البعثة تمكنت من «الوصول بدون عوائق» إلى أماكن الاحتجاز في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، لكن روسيا لم تسمح بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين في أراضيها أو المناطق التي تسيطر عليها. وأضافت: «يعد ذلك الأكثر إثارة للقلق منذ أن وثقنا أن أسرى الحرب الخاضعين لسلطة الاتحاد الروسي عانوا من التعذيب وسوء المعاملة، وافتقروا في بعض الأماكن إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي».
ووصفت «عملية ترحيب» يخضع لها المعتقلون الجدد، حيث يجبرون على السير في ممر يصطف على طوله حراس مسلحون يضربونهم بقوة أثناء مرورهم.
وأعربت بوغنر عن قلقها الكبير بشأن الوضع الصحي في معتقل أوليفنيفكا، حيث قالت إن أسرى الحرب يعانون من أمراض معدية، بما في ذلك التهاب الكبد أو السل.
كذلك وثقت البعثة بعض حالات التعذيب وسوء المعاملة للأسرى الروس الذين يحتجزهم الأوكرانيون، خصوصاً خلال القبض عليهم ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال.


مقالات ذات صلة

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.