«ذات مصر المعاصرة»... مائدة تشكيلية عامرة بالفنون

«المعرض العام» يضم أعمال لـ300 فنان

احتفاء بلوحة للفنان محمد عبلة بعد حصوله على وسام غوتة
احتفاء بلوحة للفنان محمد عبلة بعد حصوله على وسام غوتة
TT

«ذات مصر المعاصرة»... مائدة تشكيلية عامرة بالفنون

احتفاء بلوحة للفنان محمد عبلة بعد حصوله على وسام غوتة
احتفاء بلوحة للفنان محمد عبلة بعد حصوله على وسام غوتة

يتيح «المعرض العام» في مصر تجربة استثنائية لمحبي الفنون للاطلاع على جديد الحركة الفنية المعاصرة، وذلك في حدث فني بارز يشارك فيه أكثر من 300 فنان، يقدمون 400 عمل فني تمثل فروعاً وأطيافاً متنوعة للفنون التشكيلية في عرض خاص يحمل زخماً فنياً وجمالياً لافتاً. 
ويستضيف قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية الدورة الـ43 من المعرض العام حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويرفع هذا العام شعار «ذات مصر المعاصرة»، وهو الشعار الذي يرى الدكتور أحمد صقر، مفوّض المعرض العام، أنه «يعبر عن ذاتية وخصوصية الثقافة المصرية بعين كل فنان وشخصيته الفنية المتفردة»، كما يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف صقر أن «نحو 320 فناناً يشاركون في المعرض العام يقدمون أكثر من 400 عمل فني، يعكس ذاتية كل فنان، باختلاف أسلوبه وموضوعه الفني، والتي ترتبط هذا العام بموضوعات تتماس مع ذاتية مصر التاريخية والمعاصرة».  
وتتنوع الأعمال المعروضة على امتداد جدران قصر الفنون وطوابقه، ما بين تصوير ونحت وخزف وتجهيز في الفراغ وغرافيك وغيرها من ألوان الفنون البصرية، وتبدو معالم الثقافة المحلية والذاتية منسوجة في تفصيلات الأعمال المعروضة بتنويعاتها الفنية وسياقاتها التاريخية، فهناك مشاهد تصويرية مستوحاة من يوميات الشارع وحركة المدينة، كما في عمل للفنان عمر الفيومي، يُجسد فيه تفاصيل من مقهى تقليدي. وأخرى تتجه لموضوعات أكثر اشتباكاً مع التغيرات السريعة في المدينة كالكباري الحديثة، ويسكن الحنين لوحات بعض الأعمال كتلك التي تقترب من الوجوه النوبية، والألعاب الشعبية، وتنويعات جمالية للحروف العربية والرموز الهيروغليفية، وأخرى تستخدم خامات ووسائط مثل خيوط النسيج المستوحاة من التراث السيوي وتراث النسيج القبطي، وصولاً للتأثر بعمارة القاهرة القديمة، والمواد البيئية المحلية التي كانت مصدر إلهام عدد من أعمال المعرض منها عمل تجهيز في الفراغ للفنان المصري يوسف ليمود، المقيم في سويسرا، في عمله «مادة معتمة» الذي استعان فيه بخامات بدائية كسعف النخيل والفخار والطوب الأحمر، تم توظيفها لبناء تكوين جمالي يستعير من مفردات المدينة، ويبحث في معانٍ متجددة في أطلال تلك المواد.
كما يبرز الخزف والنحت بخامات مختلفة، منها ما ارتكز على تمثيل شخصيات تاريخية بارزة مثل «هيباتيا» السكندرية، التي تعد أيقونة ارتبط اسمها بالفلسفة والفلك والجمال، عبر تمثال من الجرانيت الأسود محفور عليه اسم الفيلسوفة الراحلة بكل ما تحمله من رمزية تاريخية وفلسفية بارزة، قدمه النحات المصري ناثان دوث.
ويطل التاريخ في ثوب سوريالي في عدد من الأعمال، منها لوحة بعنوان «صحوة أمة» للفنانة المصرية لينا أسامة، وهي لوحة ممتدة على مساحة متسعة، استعانت فيها الفنانة بالخامات المختلطة، واعتمدت على اللون الأزرق، وتجتمع في إطارها تكوينات فانتازية تجمع بين بشر وأماكن معاصرة وتاريخية ويجاورهم ديناصورات خرافية تبدو كامتداد زمني للمدينة المعاصرة، في «محاولة للتعبير عن الفترات الصعبة التي كثيراً ما تكون في حد ذاتها حافزاً على النهضة، التي لا تنفصل في النهاية عن تاريخ الحضارة الإنسانية وذكريات البشر»، على حد تعبير أسامة، في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».
ويشهد المعرض هذا العام إقبالاً «أكبر» من المتقدمين من الفنانين مقارنةً بالسنوات الماضية، على حد تعبير قوموسيور المعرض، واصفاً إياه بأنه «مائدة تشكيلية وبصرية كبيرة، تطرح رصداً بصرياً وتشكيلياً للحركة الفنية التشكيلية المعاصرة بكل مدارسها واتجاهاتها الفنية».
افتُتح المعرض رسمياً بحضور وزيرة الثقافة المصرية الجديدة، الدكتورة نيفين الكيلاني، التي لفتت في كلمتها إلى أن «المعرض العام يُعد واحداً من أهم الملتقيات الفنية والتراثية الزاخرة بمجموعة رائعة من الأعمال الفنية التي تجسد هويتنا الحضارية»، وأشارت إلى «أهمية الثقافة والفنون في السمو بالوجدان الجمعي خصوصاً الفنون التشكيلية». وكانت الكيلاني قد تولت حقيبة وزارة الثقافة المصرية في أغسطس (آب) الماضي خلفاً للوزيرة السابقة الفنانة إيناس عبد الدايم.
ويحتفي المعرض العام بالفنان المصري محمد عبلة بعد تتويجه بوسام «غوتة للفنون»، أخيراً، ويتم عرض لوحة له في صدارة قاعة العرض، تقتنص روح المدينة بزحامها البصري والشعوري. كما يتم تكريم ستة من الفنانين الراحلين وهم: جاذبية سري، ومحمد سالم، وأحمد نبيل سليمان، ويحيى ومحمد الطراوي، وأشرف الحادي، وهم الفنانون الذين رحلوا خلال العامين الماضيين، ويتم عرض عملين لكل منهم في قاعة خاصة.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.