بين الكثبان الرملية وسط الصحراء، تقع «بحيرة الأصفر» التي نبعت بالحياة في واحة الأحساء، لتكون أهم موارد المياه في المنطقة، ومنظراً خلاباً يستمتع به الأهالي والسائحون.
وتشتهر البحيرة بمنظرها الطبيعي الخلاب، حيث تحيط بها الكثبان والتلال الرملية والأعشاب والشجيرات المتنوعة، وتُعد محطة لتجمُّع أنواع عديدة من الطيور المهاجرة، ومقصداً للمتنزهين والسائحين لقضاء وقت بين البراري والمرتفعات المحيطة بها.
وتنمو حول البحيرة النباتات الصحراوية المتنوعة، كالسرخس، والشنان، والطرفاء، والأرطى وغيرها، وعندما تنحسر المياه صيفاً تكون مرعى غنياً للأغنام والإبل، ويخيم حولها جمع من أهل البادية لهذا الغرض. وتعادل مساحة البحيرة في الحد الأعلى مساحة الواحة المزروعة، الذي يصل طولها إلى 25 كيلومتراً، أما عرضها، فيتغير حسب المناخ صيفاً وشتاءً.
والبحيرة هي عبارة عن محطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة، من خلال عبورها مرتين في كل عام، من الشمال إلى الجنوب، والعكس. وتتنوع هذه الطيور في أحجامها، كالبط، والبلابل، والعصافير، كما تعيش الأسماك في البحيرة التي يمكن مراقبتها ومشاهدتها، وبأحجام مختلفة، ويبتعد المتنزهون عن اصطيادها.
وتشتمل على حياة فطرية متكاملة، وتحافظ من جانبها على التوازن البيئي، ويمكن استغلالها لأغراض ترفيهية، وإقامة منتجعات صحراوية. وتستوعب مياه الأمطار الغزيرة، وتحمي المنطقة من المستنقعات بالمصارف المفتوحة، ونتيجة لزيادة الصرف الزراعي، يتحول لونها صيفاً للون الغامق، وفي الشتاء للون الفاتح بسبب الأمطار، يطلقون عليها «كحل الصيف وبياض الشتاء».
ويعطي المكان مساحة أكبر لممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي، والتزلج على الرمال، والاستمتاع بقيادة السيارات على الكثبان الرملية، بينما غروب الشمس يحدد وقت «جمعة» العائلة، وبداية وقت السمر، واكتشاف جماليات النجوم.
وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية قد أعلنت سابقاً عن تحويل «بحيرة الأصفر»، التي تُعدّ من أكبر التجمعات المائية في منطقة الخليج العربي إلى محمية طبيعية، وتبلغ مساحتها 326 مليون متر مربع، الأمر الذي سيسهم في دعم برامج المحافظة على واحة الأحساء الخضراء المعتمدة لدى منظمة «اليونيسكو».
وتهدف الوزارة إلى حماية البحيرة من أشكال الملوثات التي تصل إليها، جراء إلقاء المخلفات الصلبة والسائلة، نتيجة للنشاطات الصناعية والاقتصادية، مما سيحقق جملة من الأهداف البيئية، منها إيجاد أصحاب هذه النشاطات لحلول نافعة للمخلفات والنفايات التي يصعب التعامل معها أو تصريفه، تتلاءم مع القوانين والتشريعات الملزمة بالمحافظة على البيئة، أو الاستفادة منها بإعادة تدويرها، وبالتالي تنعكس إيجابياً على بيئة المسطحات المائية والمحافظة على التنوع البيولوجي لاستمرار الحياة.
وتعيش في البحيرة حياة فطرية متكاملة، وتُعدّ حاضنة لكثير من الحيوانات والطيور القيمة والمهاجرة، وتشتهر بوجود السلاحف البحرية وعدد من الحيوانات البرمائية والضفادع، بالإضافة إلى أنواع الأعشاب المائية والطحالب المغذية للحياة الفطرية، التي تتحمل كثيراً من الملوحة، مثل الكرغل والسويداء والعقربان وغيرها.
15:2 دقيقه
بحيرة الأصفر... حياة وسط الصحراء السعودية
https://aawsat.com/home/article/3863411/%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%81%D8%B1-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9
بحيرة الأصفر... حياة وسط الصحراء السعودية
بحيرة الأصفر... حياة وسط الصحراء السعودية
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة