الأسواق تعود إلى قبضة القلق

بضغوط من تباطؤ صيني وأزمة طاقة

عادت المخاوف إلى الأسواق العالمية مع بيانات التباطؤ الصيني وأزمة الطاقة في أوروبا (رويترز)
عادت المخاوف إلى الأسواق العالمية مع بيانات التباطؤ الصيني وأزمة الطاقة في أوروبا (رويترز)
TT

الأسواق تعود إلى قبضة القلق

عادت المخاوف إلى الأسواق العالمية مع بيانات التباطؤ الصيني وأزمة الطاقة في أوروبا (رويترز)
عادت المخاوف إلى الأسواق العالمية مع بيانات التباطؤ الصيني وأزمة الطاقة في أوروبا (رويترز)

بعد جلسة مبشرة يوم الثلاثاء، شهدت عودة جزئية للمخاطرة، افتتحت الأسهم الأوروبية منخفضة يوم الأربعاء، إذ قادت شركات التعدين والطاقة الخسائر مع استمرار مخاوف المستثمرين بشأن توقعات الطلب في أعقاب بيانات تجارية ضعيفة من الصين.
وانخفض مؤشر النفط والغاز الأوروبي 2.2 في المائة بحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينيتش، في حين خسر مؤشر التعدين 2.3 في المائة. وقاد كلا المؤشرين الفرعيين تراجعاً عاماً في المؤشر ستوكس 600 الأوروبي الذي انخفض 0.9 في المائة بعد تحقيق مكاسب هامشية في الجلسة السابقة.
وأظهرت البيانات الواردة من الصين تباطؤ الصادرات والواردات في أغسطس (آب) مع تسجيل الاقتصاد نمواً دون التوقعات إلى حد كبير في ظل تسبب ارتفاع التضخم في تراجع الطلب في الخارج بجانب الأثر السلبي لقيود (كوفيد - 19 ) الجديدة وموجات الحر على الإنتاج.
كما تأثرت الأسواق الأوروبية على نطاق واسع بالمخاوف من اندلاع أزمة طاقة وسط ارتفاع الأسعار، وتوقف إمداد أكبر خط أنابيب للغاز الطبيعي الروسي إلى المنطقة. وبدورها تراجعت الأسهم اليابانية يوم الأربعاء إذ طغت مخاوف المستثمرين المستمرة بشأن التباطؤ الاقتصادي على الأداء القوي لأسهم شركات التصدير التي ارتفعت بفعل هبوط الين.
وانخفض المؤشر نيكي 0.71 في المائة مقتفياً أثر خسائر الليلة السابقة في وول ستريت، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية الثلاثة بعد أن أكد تقرير قطاع الخدمات الأميركي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على موقفه إزاء رفع أسعار الفائدة.
وتراجع المؤشر نيكي 27268.70 نقطة في التعاملات المبكرة، وهو أدنى مستوى له منذ 19 يوليو (تموز)، قبل أن يغلق عند 27430.30 نقطة. وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.57 في المائة. ومن بين 225 سهاً مدرجاً على المؤشر نيكي، تراجع 165 سهماً وحقق 56 سهماً مكاسب، واستقرت أربعة أسهم دون تغيير.
وتسببت أسهم شركات التكنولوجيا في انخفاض المؤشر، حيث كان لسهمي شركة طوكيو إلكترون لصناعة الرقائق ومجموعة سوفت بنك التأثير السلبي الأكبر. وحققت بعض أسهم المؤشر مكاسب بعد أن انخفض الين الياباني إلى أدنى مستوى له منذ 24 عاماً عند 144.380 مقابل الدولار، مما عزز الإيرادات الخارجية للمصدرين. وكانت الشركات المصنعة للسيارات الأفضل أداء، إذ ارتفع سهم ميتسوبيشي 3.61 في المائة وسوبارو 3.37 في المائة ومازدا موتورز 2.45 في المائة.
ومن جانبها، شهدت أسعار الذهب يوم الأربعاء ارتفاعاً طفيفاً بدعم من تراجع عوائد سندات الخزانة والبحث عن صفقات، وحدت قوة الدولار، والمخاوف من رفع حاد لأسعار الفائدة من المكاسب. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1702.59 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 12:07 بتوقيت غرينيتش، بعد أن هبط في وقت سابق إلى أدنى مستوى له منذ الأول من سبتمبر (أيلول) عند 1690.10 دولار. وسجلت العقود الأميركية الآجلة تغيراً طفيفاً، إلى 1713.30 دولار.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في يو بي إس، إنه قد يكون هناك بعض النشاط في الشراء دون 1700 دولار، ولكن إذا ظل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) متمسكا بموقفه المتشدد، فإنه من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب المزيد من التراجع.
ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة للمرة الثانية يوم الخميس لكبح جماح التضخم القياسي المرتفع، في وقت تتزايد فيه المخاوف من ارتفاع أكبر للتضخم، والقلق من حدوث ركود في أوروبا مع توقف إمدادات الغاز الروسي عبر خط أنابيب رئيسي.
ومن المتوقع أيضاً على نطاق واسع أن يرفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في 21 سبتمبر. ورفع البنك سعر الفائدة بواقع 225 نقطة أساس في المجمل منذ مارس (آذار) لكبح التضخم المتصاعد.
ورغم أن الذهب يعتبر ملاذاً للتحوط ضد التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية يقلل من جاذبية السبائك التي لا تدر عوائد. وارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى في 20 عاما، ما يجعل الذهب المسعر بالدولار الأميركي أقل جاذبية للمشترين في الخارج. وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بعد أن سجلت أعلى مستوى لها منذ يونيو (حزيران) في وقت سابق من الجلسة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 18.14 دولار للأونصة، فيما زاد البلاتين 0.2 في المائة إلى 854.52 دولار، وقفز البلاديوم 0.6 في المائة إلى 2017.72 دولار.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
TT

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة، إن بكين ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير (شباط) 2025.

وأضافت اللجنة أن العناصر المدرجة، بما في ذلك خامات المعادن الأرضية النادرة والمطهرات الطبية وبطاريات النيكل والكادميوم وغيرها، ستظل معفاة من التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة بوصفها إجراءات مضادة للإجراءات الأميركية بموجب المادة 301.

وفي شأن منفصل، قال البنك المركزي الصيني، يوم الجمعة، إنه نفّذ عمليات إعادة شراء عكسية مباشرة بقيمة 800 مليار يوان (110.59 مليار دولار) في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال بنك الشعب الصيني إن عمليات إعادة الشراء تهدف إلى الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستوى مناسب. وكانت مدة عمليات إعادة الشراء في نوفمبر 3 أشهر. ومن جهة أخرى، قال بنك الشعب الصيني إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 200 مليار يوان في عمليات السوق المفتوحة في نوفمبر.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية يوم الجمعة لتنهي الشهر على ارتفاع، مع توقع المستثمرين صدور بيانات إيجابية عن المصانع وتحفيزات أخرى من اجتماع السياسة المهم الشهر المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً 1.14 في المائة، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين على مدار الأسبوع، ويحقق مكاسب بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.93 في المائة.

وارتفع مؤشر قطاع الرقائق 2.38 في المائة، وأضاف قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 0.95 في المائة، وارتفع مؤشر العقارات 0.75 في المائة.

وارتفعت أسهم هونغ كونغ أيضاً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 0.29 في المائة. ومع ذلك، ولأنها أكثر حساسية لمشاعر المستثمرين الدوليين تجاه الصين، فقد سجلت الأسهم شهراً ثانياً من الخسائر وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الوشيك ومخاطر التعريفات الجمركية.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين ربما توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر مع تدفق التحفيز، على الرغم من أن التهديدات بفرض تعريفات تجارية أميركية جديدة خيمت على التوقعات.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي المقرر صدوره يوم السبت، 50.2 نقطة، وهو أعلى من 50.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) وفوق عتبة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش في النشاط.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الركود العقاري طويل الأمد بعض التحسن؛ حيث من المقرر أن تنخفض أسعار المساكن بوتيرة أبطأ هذا العام وأن تستقر العام المقبل في عام 2026، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي قد يوفر المزيد من التفاصيل حول الميزانية المالية وحجم التحفيز للاستهلاك للعام المقبل، وفقاً لكيفن ليو، العضو المنتدب والاستراتيجي في «سي آي سي سي» للأبحاث، الذي أضاف أن الاجتماع سيركز على الأمد القريب، ومن المرجح أن يتقلب أداء السوق حول التوقعات.