روسيا: تقرير حكومي سري يحذر من «ركود عميق»

التقرير حذر من تعرض موسكو لأضرار اقتصادية عميقة وطويلة الأمد (رويترز)
التقرير حذر من تعرض موسكو لأضرار اقتصادية عميقة وطويلة الأمد (رويترز)
TT

روسيا: تقرير حكومي سري يحذر من «ركود عميق»

التقرير حذر من تعرض موسكو لأضرار اقتصادية عميقة وطويلة الأمد (رويترز)
التقرير حذر من تعرض موسكو لأضرار اقتصادية عميقة وطويلة الأمد (رويترز)

حذر تقرير داخلي سري أعدته الحكومة الروسية، من تعرض موسكو لأضرار اقتصادية عميقة وطويلة الأمد، مشيرا إلى أنها قد تواجه ركوداً أطول وأعمق مع انتشار تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية، الذي أعاق القطاعات التي اعتمدت عليها البلاد لسنوات لتزويد اقتصادها بالطاقة.
ووفقاً لوكالة بلومبرغ للأنباء، فإن التقرير، الذي تمت كتابته بعد شهور من العمل من قبل المسؤولين والخبراء في محاولة لتقييم التأثير الحقيقي للعزلة الاقتصادية لروسيا بسبب غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا، يرسم صورة أسوأ بكثير من تلك التي يشير إليها المسؤولون عادة في تصريحاتهم العامة المتفائلة.
واطلعت «بلومبرغ» على نسخة من التقرير، الذي تمت صياغته في اجتماع مغلق لكبار المسؤولين في 30 أغسطس (آب) الماضي. وأكد أشخاص مطلعون على الأمر صحته.
ويظهر اثنان من السيناريوهات الثلاثة الواردة في التقرير تسارع وتيرة الركود العام المقبل، مع عودة الاقتصاد إلى مستوى ما قبل الحرب فقط في نهاية العقد أو بعد ذلك. فقد كشف أحد السيناريوهين أن اقتصاد البلاد قد يصل إلى أدنى مستوياته في العام المقبل بنسبة 8.3 في المائة دون مستوى العام الماضي، في حين أن السيناريو الآخر يقول إن الاقتصاد سيصل لأدنى مستوى في عام 2024 عند 11.9 في المائة دون مستوى العام الماضي.

وتتوقع جميع السيناريوهات تصاعد ضغوط العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا، مع احتمال فرض المزيد من الدول لعقوبات جديدة.
وحذر التقرير من «انخفاض حجم الإنتاج في مجموعة من قطاعات التصدير» خلال العام أو العامين المقبلين، من النفط والغاز إلى المعادن والكيماويات والمنتجات الخشبية، مشيرا إلى أن «هذه القطاعات ستتوقف عن كونها محركات للاقتصاد».
وقال التقرير إن ابتعاد أوروبا عن المنتجات الروسية وخاصةً النفط والغاز الروسيين قد يضر أيضاً بقدرة الكرملين على تمويل السوق الخاصة به، وبالتالي يؤدي إلى خفض الإنتاج في البلاد. وأكد أن روسيا تواجه الآن «حصاراً» أثر عملياً على جميع أشكال النقل، مما أدى إلى زيادة المشاكل الاقتصادية في البلاد.
وتزيد القيود التكنولوجية من الضغط على روسيا أيضاً، ويقدر التقرير أن ما يصل إلى 200 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات قد يغادرون البلاد بحلول عام 2025.
وفي مجال الأدوية، يعتمد حوالي 80 في المائة من الإنتاج المحلي على المواد الخام المستوردة، وبالتالي فإن نقصها قد يصيب هذا القطاع بأزمة كبيرة.
وحذر التقرير أيضاً من أنه إذا تعرض الاقتصاد العالمي للركود، فقد تشهد روسيا انخفاضاً أكبر في صادراتها من الانخفاض الحالي، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض في قيمة الروبل وارتفاع في التضخم.
وفي العلن، يقول المسؤولون الروس إن تأثير العقوبات كان أقل مما يخشى، مشيرين إلى أن احتمالية حدوث انكماش اقتصادي هذا العام أو العام المقبل تقدر بأقل من 3 في المائة.
ودعا التقرير، في السيناريو الثالث له، إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لدعم الاقتصاد وتخفيف تأثير القيود بشكل أكبر من أجل انتعاش الاقتصاد إلى مستويات ما قبل الحرب في عام 2024.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)
صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)
TT

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)
صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو، تحت مسمى «One ETF FTSE Saudi Arabia Index»، حيث سيُقدِّم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، والمجموعة اليابانية، استثماراً أولياً رئيسياً في المؤشر، الذي تتجاوز قيمته السوقية المبدئية 15 مليار ين (100 مليون دولار أميركي)، ما يجعله أكبر صندوق للمؤشرات المتداولة في بورصة طوكيو، متخصص بشكل حصري في السوق المالية السعودية.

ويتيح الاستثمار في أسهم السوق المالية السعودية، وقد أسَّسته وتديره شركة إدارة الأصول «One Co. Ltd»، التابعة للمجموعة.

ويُعدّ إطلاق وإدراج صندوق المؤشرات المتداولة الجديد إنجازاً مهماً لتمكين وصول أكبر إلى سوق الأسهم السعودية، التي تشهد تنوعاً كبيراً في الفرص الاستثمارية، كما تعزز الخطوة العلاقات المتنامية بين صندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين اليابانيين، وتفتح المجال لمزيد من الفرص الدولية، إلى جانب تعزيز الروابط بين أسواق المال اليابانية والسعودية.

وتسهم الشراكات العالمية لصندوق الاستثمارات العامة في نمو وتنويع اقتصاد المملكة.

ويُعد الإدراج جزءاً من برنامج استثماري أوسع نطاقاً تقوده مجموعة «ميزوهو» المالية، بالتزامن مع انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأول في طوكيو، الذي يجمع بين المؤسسات المالية الرائدة، والشركات المدرجة في كل من اليابان والمملكة.

وقال نائب المحافظ، رئيس الإدارة العامة لاستثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة يزيد الحميد: «تعدّ طوكيو مركزاً مالياً عالمياً، ولديها بالتالي مكانة مهمة في استراتيجية الصندوق لتمكين وصول المستثمرين إلى السوق المالية في المملكة».

وتابع الحميد أن الشراكة مع «ميزوهو» وإطلاق صندوق المؤشرات المتداولة سيسهمان في توفير فرص واعدة للمستثمرين اليابانيين في سوق الأسهم السعودية، التي تعدّ من أكثر الأسواق المالية نمواً.