حسمت محكمة روسية الاثنين، الوضع حول مصير صحيفة «نوفايا غازيتا» التي تعد آخر الصحف المستقلة في روسيا، بعدما كانت وسائل إعلام مستقلة واجهت مصيراً مماثلاً خلال الشهور الماضية، فيما حكمت محكمة روسية الاثنين على الصحافي الروسي السابق إيفان سافرونوف المتخصص في الشؤون العسكرية بالسجن 22 عاماً لإدانته بتهمة الخيانة العظمى، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأمرت محكمة «باسمان» في وسط موسكو بإلغاء ترخيص مؤسسة «نوفايا غازيتا» (الجريدة الجديدة) بناءً على طلب من الدائرة الفيدرالية للرقابة على الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام «روسكومنادزور». وقد حرمت المحكمة «نوفايا غازيتا» من شهادة التسجيل لوسائل الإعلام الخاصة، وعليه فلم يعد بمقدورها مواصلة الصدور حتى بالنسخة الرقمية، أو النسخ الموجهة لوسائل التواصل الاجتماعي، ابتداءً من تاريخ اتخاذ القرار. وتلت القاضية، أولغا ليبكينا، الحكم بـ«بطلان شهادة تسجيل نوفايا غازيتا». وأكدت المحكمة أن الجريدة لم تقدم ميثاق التحرير للمحكمة في المواعيد التي حددها قانون الإعلام. في حين أفادت مصادر الدفاع عن «نوفايا غازيتا» بأنها سوف تستأنف الحكم.
وكانت السلطات القضائية الروسية قد لاحقت الجريدة خلال الشهور الماضية وأصدرت محكمة «سيمونوفسكي» قراراً قبل أسابيع، بفرض غرامة قدرها 350 ألف روبل (5760 دولاراً) على المؤسسة بموجب المادة الإدارية الخاصة بـ«نشر معلومات كاذبة». وتم إيقاف النسخة الورقية من «نوفايا غازيتا» في نهاية مارس (آذار) الماضي، بعد تلقيها التحذير الثاني من «روسكومنادزور» بشأن «عدم جواز انتهاك القانون». في إطار التقييدات التي فرضت على وسائل الإعلام بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.
وكانت الدائرة قد حذرت الجريدة من نشر موادها من دون إضافة إشارة واضحة على النسخة الورقية والنسخ الإلكترونية إلى كونها مدرجة على لوائح وزارة العدل كـ«عميل أجنبي»، ومنذ ذلك الحين، نشر الموقع معلومات تتعلق بمكاتب التحرير ورئيس التحرير، دميتري موراتوف، الحائز جائزة نوبل للسلام، من دون وضع الإشارة المطلوبة.
وبذلك تكون «نوفايا غازيتا» قد لاقت مصير إذاعة «صدى موسكو» التي تم سحب ترخيصها وإغلاقها بشكل نهائي في مارس (آذار) الماضي، قبل أن تقوم السلطات بتصفية أصولها وتحويلها إلى القنوات الموالية للكرملين. وحالياً، تبث إذاعة «سبوتنيك» الحكومية المدرجة على قوائم الغرب كواحدة من قنوات الدعاية الأساسية للكرملين على الموجات التي كانت تستخدمها «صدى موسكو» قبل إغلاقها.
من جهة أخرى، حكمت محكمة روسية يوم الاثنين على الصحافي الروسي السابق إيفان سافرونوف المتخصص في الشؤون العسكرية بالسجن 22 عاماً لإدانته بتهمة الخيانة العظمى. وسيتعين على سافرونوف البالغ 32 عاماً أن يقضي عقوبته في «سجن يخضع لنظام صارم»، وفقاً لقرار محكمة مدينة موسكو الصادر في خضم الحرب في أوكرانيا، علماً بأنه مسجون منذ عام 2020.
ورسم الخبير المعروف في قضايا الدفاع إيفان سافرونوف ابتسامة من قفص الاتهام لدى سماعه الحكم.
وهتف أنصاره في قاعة المحكمة «فانيا نحبك» بينما أجهش آخرون بالبكاء. وأعلن محامو الصحافي السابق على الفور عزمهم على استئناف الحكم. ويتهم سافرونوف بأنه نقل إلى خبير سياسي روسي ألماني محتجز أيضاً في روسيا بتهمة «الخيانة العظمى»، معلومات عن عمليات عسكرية روسية في سوريا وإلى أجهزة الاستخبارات التشيكية عناصر حول تسليم موسكو لأفريقيا أسلحة. وينفي سافرونوف بشدة هذه الاتهامات.
وعمل سابقاً في صحيفتين روسيتين «فيدوموستي» و«كوميرسانت»، وأرغم على الاستقالة من «كوميرسانت» في عام 2019 وأصبح في مايو (أيار) 2020 مستشاراً للمدير السابق لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس دميتري روغوزين. واعتبر زملاؤه السابقون أن ملفه القضائي جاء انتقاماً من مقالاته التي تناولت حوادث محرجة في الجيش الروسي.
القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا
القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة