الرئيس الصومالي يطالب مواطنيه بدعم الجيش لمواجهة «الإرهاب»

توعد مجدداً بملاحقة مقاتلي «حركة الشباب»

جانب من الدمار جراء هجوم «الشباب» على فندق في مقديشو قبل أسبوعين (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء هجوم «الشباب» على فندق في مقديشو قبل أسبوعين (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الصومالي يطالب مواطنيه بدعم الجيش لمواجهة «الإرهاب»

جانب من الدمار جراء هجوم «الشباب» على فندق في مقديشو قبل أسبوعين (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء هجوم «الشباب» على فندق في مقديشو قبل أسبوعين (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مواطنيه إلى مساندة ودعم الجيش الوطني في مواجهة حركة «الشباب المتطرفة»، معتبراً أن «الطريقة الوحيدة لهزيمة هذه المجموعة الإرهابية، الوقوف معاً والتوحد في الحرب ضدهم».
وأكد أن الشعب الصومالي والحكومة يعملان سوياً لاتخاذ إجراءات فورية ومشتركة لاستهداف إرهابيي «الشباب» لمحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين الذين قتلوا في منطقة هيران والبلد بشكل عام، لافتاً إلى أن تمرد ميليشيات الشباب لا يسمح للشعب الصومالي بالعيش والسلام والاستقرار والأمن.
وبعدما اتهم الحركة بمحاولة ترهيب وإراقة دماء المواطنين وسرقة ممتلكاتهم وتدمير آبارهم، قال: «يدرك الشعب الصومالي عداوة ووحشية الإرهابيين الذين ضحوا بدمائهم وثرواتهم، وآمل أن يثابروا ولا يستسلموا للقضاء على هذه الفئة الإجرامية اليائسة».
وتابع: «الأعمال الإرهابية الشنيعة التي ينفذها العدو الإرهابي ضد المدنيين لا أساس لها في الدين الإسلامي الحنيف والوطنية والثقافة السليمة، هي مثال على العداء الذي يبدونه تجاه الشعب الصومالي، وكيف أنها تشكل عقبة أمام التنمية الشاملة للبلاد».
وندد حسن بالهجمات الإرهابية التي نفذتها الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» ضد مدنيين صوماليين كانوا في طريقهم لممارسة حياتهم اليومية العادية، ما أدى إلى مقتل 19 مدنياً على الأقل وسط الصومال، بعد أسبوعين على هجوم شنته، على فندق في العاصمة مقديشو استمر 30 ساعة وأدى إلى مقتل 21 شخصاً وجرح 117 آخرين.
في القمابل، ادعت «الشباب» في بيان، أنها استهدفت مقاتلين من عشيرة محلية ساعدوا القوات الحكومية في معاركها ضد المتمردين مؤخراً، وقالت إنها قتلت «20 مقاتلاً ومن نقلوا معدات لهم» ودمرت تسعاً من مركباتهم.
وتعهد علي غودلاوي، رئيس ولاية هيرشابيل حيث وقع الهجوم بمواصلة «العمليات لتطهير المنطقة من حركة الشباب»، بينما اعتبر نظيره في ولاية جوبا لاند، أحمد مادوبي، أن «السبيل الوحيد أمامنا هو التكاتف لمحاربتهم وتحرير بلدنا منهم»، ودعا الأهالي إلى عدم الإحباط.
واستعادت قوات الأمن والمقاتلون المحليون السيطرة خلال الشهر الماضي على عدة قرى في هذه المنطقة من المتمردين.
ووعد الرئيس الصومالي الذي انتخب منتصف مايو (أيار) الماضي بعد أزمة سياسية، بشن «حرب شاملة» للقضاء على «الشباب» بعد أيام قليلة على الهجوم الدامي على فندق حياة في مقديشو، الذي أثار إدانة دولية من شركاء مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا والأمم المتحدة.
ولمساعدة انتخاب الرئيس محمود، وعد الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدي لـ«الشباب»، بعدما كان سلفه دونالد ترمب قد أمر بسحب غالبية القوات الأميركية. وتشن «الشباب» منذ 2007 تمرداً ضد الحكومة الفيدرالية المدعومة من المجتمع الدولي، علماً بأنه رغم طردها من المدن الرئيسية في البلاد، بما فيها العاصمة مقديشو في 2011 لكنها لا تزال تنشط في مناطق ريفية شاسعة وتشكل تهديداً كبيراً للسلطات.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.