أين تذهب الأموال في عالم مرتبك؟

أين تذهب الأموال في عالم مرتبك؟
TT

أين تذهب الأموال في عالم مرتبك؟

أين تذهب الأموال في عالم مرتبك؟

قال المحللون الاقتصاديون في بنك «أوف أميركا كورب»، إن المستثمرين يستعدون لمواجهة صدمة الركود الاقتصادي بتسريع وتيرة الانسحاب من سوق الأسهم بعد تحذيرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) من أنه لن يتراجع بسهولة في معركته ضد التضخم، وهو ما يعني مواصلة زيادة أسعار الفائدة.
وحسب بيانات مؤسسة «إي بي إف آر غلوبال» للبيانات المالية، فإن أسواق الأسهم العالمية سجلت خروج أموال تفوق الأموال التي تدفقت إلى السوق بقيمة 9.4 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي يوم 31 أغسطس (آب) الماضي، وهو رابع أكبر خروج للأموال من سوق الأسهم خلال العام الحالي. وسجلت سوق الأسهم الأميركية أكبر موجة خروج للأموال خلال 10 أسابيع، حيث وصل صافي الأموال الخارجة من السوق خلال الأسبوع الماضي إلى 4.2 مليار دولار.
وقال محللو «بنك أوف أميركا»، بقيادة ميشيل هارتنت، في تقرير، إنهم يتوقعون «صدمة تضخم سريع وصدمة ركود بطيء»، في ظل استمرار النمو الاقتصادي، مدعوماً بارتفاع أسعار المستهلك وحزم التحفيز المالي والمدخرات الكبيرة للمستهلكين وتأثيرات الحرب في أوكرانيا.
وتعثرت سوق الأسهم الأميركية في أعقاب تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة الماضي، التي قال فيها إن المجلس لن يبطئ وتيرة زيادة أسعار الفائدة في ظل معدل التضخم المرتفع، وهو ما أدى لفقدان مؤشر «إس آند بي 500»، الأوسع نطاقاً، للأسهم الأميركية، حوالي تريليوني دولار من القيمة السوقية للشركات المدرجة عليه خلال الأيام الخمسة الماضية، وخسارة نحو نصف مكاسبه التي حققها أثناء فترة صعود الأسهم خلال الصيف الحالي.
ومن بين العلامات السلبية، أظهر تقرير اقتصادي نشر الخميس استمرار مؤشر نشاط قطاع التصنيع في الولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي عند أقل مستوياته منذ عامين.
وذكر معهد إدارة الإمدادات الأميركي أن مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع سجل خلال أغسطس الماضي 52.8 نقطة، نفس مستواه في يوليو (تموز) الماضي، وهو أقل مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2020 عندما سجل 52.4 نقطة. وكان المحللون الذين استطلعت «بلومبرغ» آراءهم يتوقعون تراجع المؤشر إلى 51.9 نقطة خلال الشهر الماضي.
جاء استقرار المؤشر الرئيسي لقطاع التصنيع، في الوقت الذي ارتفع فيه المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة إلى 51.3 نقطة خلال الشهر الماضي، مقابل 48 نقطة خلال يوليو. وتراجع مؤشر الإنتاج إلى 50.4 نقطة، مقابل 53.5 نقطة خلال الفترة نفسها.
في الوقت نفسه ارتفع مؤشر التوظيف في القطاع إلى 54.2 نقطة خلال الشهر الماضي، مقابل 49.9 نقطة خلال الشهر السابق، وهو ما يشير إلى عودة الوظائف في القطاع إلى النمو بعد ثلاثة أشهر من الانكماش. وقال تيموثي فيور رئيس لجنة مسوح شركات التصنيع في معهد إدارة الإمدادات، إن «المزاج ما زال متفائلاً بشأن الطلب، حيث جاءت خمسة ردود إيجابية مقابل كل رد حذر» على الأسئلة بشأن توقعات الطلب لدى قطاع التصنيع. كما استمر أعضاء اللجنة في التعبير عن قلقهم بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي ككل.
وفي مقابل المخاوف من الحركة شديدة السرعة للفيدرالي، أظهر مسح اقتصادي شمل عدداً من الخبراء أن البنك المركزي الأوروبي ما زال متأخراً في الحركة للحد من زيادة معدل التضخم في منطقة اليورو، وعليه التحرك بقوة أكبر ووتيرة أسرع مما كان يعتقد من قبل للسيطرة على الأسعار.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أنه على الرغم من قرار البنك المركزي الأوروبي في يوليو الماضي زيادة سعر الفائدة بأكثر من التوقعات، قال نحو ثلثي المحللين الذين شملهم المسح، إن مسؤولي البنك يتحركون ببطء شديد في مواجهة التضخم الذي وصل إلى 9.1 في المائة.
ويتوقع الخبراء زيادة الفائدة الأوروبية مجدداً بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماع مجلس المحافظين يوم 8 سبتمبر (أيلول) الحالي. كما يرى المحللون أن ينصب تركيز البنك المركزي الأوروبي على وقف ارتفاع الأسعار أكثر من التركيز على قطع الطريق على الركود الاقتصادي في منطقة العملة الأوروبية الموحدة التي تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع أغلب الأسواق المالية أيضاً زيادة الفائدة الأوروبية بمقدار 75 نقطة أساس خلال الأسبوع المقبل، على غرار ما فعله مجلس الفيدرالي الأميركي الذي رفع سعر الفائدة بمعدلات كبيرة خلال الشهور الأخيرة.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.