رحيل المخرج المصري علي عبد الخالق... صاحب «إعدام ميت» و«بئر الخيانة»

عن عمر ناهز 78 عاماً

المخرج الكبير علي عبد الخالق (وسائل إعلام مصرية)
المخرج الكبير علي عبد الخالق (وسائل إعلام مصرية)
TT

رحيل المخرج المصري علي عبد الخالق... صاحب «إعدام ميت» و«بئر الخيانة»

المخرج الكبير علي عبد الخالق (وسائل إعلام مصرية)
المخرج الكبير علي عبد الخالق (وسائل إعلام مصرية)

فقدت السينما المصرية أحد مخرجيها الكبار برحيل المخرج علي عبد الخالق، الذي وافته المنية، اليوم (الجمعة)، عن عمر يناهز 78 عاماً إثر معاناة من مرض السرطان، وسوف يشيع جثمانه (السبت) بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة.
وكان نجله المخرج هشام عبد الخالق قد أعلن الخبر عبر «فيسبوك»، حيث كتب «البقاء لله... أبي في ذمة الله، اللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك». 
ونعت وزيرة الثقافة المصرية، نيفين الكيلاني، المخرج الراحل، مؤكدة أن الحركة الفنية فقدت فناناً ذا طابع مميز يعد مدرسة خاصة في الإخراج وتميزت أعماله بطابعها الخاص، كما نعت نقابة المهن السينمائية المخرج الكبير في بيان لها.

وكان المخرج الراحل قد اكتشف إصابته بمرض السرطان في شهر يونيو (حزيران) الماضي حيث أصيب به في الرئة وعظام الحوض والكتف، مثلما قال في تصريحات سابقة، وخضع لجلسات علاج إشعاعي، قبل أن يصدر قرار بعلاجه على نفقة الدولة، وكان يشكو من عدم قدرته على النوم لشدة الألم الذي يعانيه، وتدهورت حالته الصحية بشكل سريع خلال الأيام الماضية.
وكتب صديقه المقرب مدير التصوير، سعيد شيمي، على صفحته بـ«فيسبوك»: «يا علي عبد الخالق أيها الصديق الغالي والمخرج الكبير في كل شيء، أفلامك أسعدتنا وهي باقية، اللهم كن رحيماً بعبدك المطيع الخلوق يا رب العالمين». 
وأثري عبد الخالق السينما المصرية بعدد من روائع الأفلام التي قام ببطولتها كبار نجوم السينما من بينهم نور الشريف، حسين فهمي، محمود عبد العزيز، أحمد زكي، نبيلة عبيد، نورا، إلهام شاهين، أحمد عز، ياسر جلال، سمية الخشاب وغيرهم.

وأبدت الناقدة خيرية البشلاوي حزنها لرحيل عبد الخالق الذي وصفته بأنه يمثل بأفلامه قوة ضاربة في السينما المصرية، وأنه واحد من أهم مخرجي جيله، وكان على قدر كبير من المسؤولية الاجتماعية والوطنية والثقافية، وكان نافذاً للوجدان والعقل والضمير الوطني.
وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنه كان «لدى المخرج الكبير ثراء إبداعي والتزام، وناقش كثيراً من القضايا الاجتماعية والوطنية، التي قلما تجدها لدى مخرج واحد، وعبّر من خلالها عن مراحل التطور الوطني والاجتماعي، وكان مهموماً بقضايا عديدة في أفلامه التي طرحها دون أن يفقد السمة الأساسية في الفن السينمائي، كما ناقش قضايا الإدمان عبر مجموعة من أهم أفلامه مثل (العار) و(الكيف) التي حملت نظرة فلسفية».
وكان على عبد الخالق المولود بالقاهرة في 9 يونيو (حزيران) 1944 قد تخرج في معهد السينما عام 1966 حيث عمل مساعداً مع عدد من كبار المخرجين وأخرج عدداً من الأفلام الوثائقية من بينها «السويس مدينتي» الذي صوّره لمدينة السويس بعد حرب 1967 وهى الحرب التي أثّرت عليه بشكل كبير وكانت محوراً لفيلمه الروائي الطويل الأول «أغنية على الممر» عام 1972 الذي رفع كثيراً من الروح المعنوية للجنود المصريين.

ونجح مع عدد من المخرجين في إنشاء جماعة السينما الجديدة بهدف تقديم أفلام مختلفة عن السائدة حينذاك، وتعد الأفلام الوطنية أحد ملامح مسيرته الفنية، حيث قدم أفلام «إعدام ميت» عام 1985 الذي تناول الصراع بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، و«بئر الخيانة» 1987 المأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، ثم «الكافير» 1999، و«يوم الكرامة» 2004 الذي تناول بطولات البحرية المصرية خلال حرب الاستنزاف. 
إلى جانب اهتمامه بالأفلام الوطنية، فقد أخرج عدداً من الأفلام الاجتماعية والرومانسية، منها: السادة المرتشون، مدافن مفروشة للإيجار، الوحل، يمين طلاق، بنات إبليس، النمس، الحب وحده لا يكفي، وضاع حبي هناك، واختيرت ثلاثة من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم كوميدي التي أجراها مهرجان الإسكندرية، وهي «الكيف»، «أربعة في مهمة رسمية»، و«البيضة والحجر»، كما قدم عدداً من المسلسلات الدرامية، من بينها: نجمة الجماهير، أصحاب المقام الرفيع، أحلامنا الحلوة، والبوابة. وإلى جانب الإخراج، فقد كتب أيضاً بعض أعماله ومنها «السادة المرتشون» و«ضاع حبي هناك»، كما كتب سيناريو فيلم «أربعة في مهمة رسمية».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».