«المركزي» السعودي يشدد على عدم احتساب الدعم الحكومي للإسكان عند تمويل الأفراد

«إعادة التمويل» توسع شراكاتها مع الممولين وتستحوذ على محفظة عقارية

وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي يشهد إبرام اتفاقية تعاون جديدة في إعادة التمويل (الشرق الأوسط)
وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي يشهد إبرام اتفاقية تعاون جديدة في إعادة التمويل (الشرق الأوسط)
TT

«المركزي» السعودي يشدد على عدم احتساب الدعم الحكومي للإسكان عند تمويل الأفراد

وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي يشهد إبرام اتفاقية تعاون جديدة في إعادة التمويل (الشرق الأوسط)
وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي يشهد إبرام اتفاقية تعاون جديدة في إعادة التمويل (الشرق الأوسط)

بينما استحوذت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري «إس آر سي» - المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة - على محفظة تمويل عقاري بهدف توسيع شراكاتها مع الممولين العاملين في البلاد، علمت «الشرق الأوسط» أن البنك المركزي السعودي أكد أول من أمس على جميع البنوك والمؤسسات المالية بضرورة عدم احتساب ما يحصل عليه العميل من إعانات حكومية في إجمالي الدخل الشهري عند تقديم طلب الحصول على التمويل، باستثناء الدعم الموثق المقدم من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان أو صندوق التنمية العقارية، والذي يكون على شكل مبالغ تصرف دورياً.
ويتمكن المستفيد من برامج وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان وكذلك صندوق التنمية العقارية، من الحصول على دعم شهري دوري على الحساب البنكي عند امتلاك المسكن الأول، في خطوة نحو تحقيق أهداف برنامج الإسكان لرفع نسبة التملك إلى 70 في المائة بحلول 2030.
ووفقاً للمعلومات فإن البنك المركزي السعودي أوضح للمؤسسات المالية والبنوك العاملة في المملكة أن استثناء الدعم الحكومي الموثق المقدم من الوزارة والصندوق لا يشمل غير المالي أو المبالغ التي لا تصرف دورياً ضمن إجمالي الدخل الشهري للعميل.
وبدأ البنك المركزي السعودي قبل 4 أعوام في تطبيق «مبادئ التمويل المسؤول للأفراد» لتلبية الاحتياجات الفعلية للعملاء، خصوصاً المتعلقة بالحصول على المساكن والأصول بدلاً من الأغراض الاستهلاكية، وتعزيز الشمول المالي من خلال توفير القروض المناسبة لجميع فئات المجتمع ومراعاة نسبة التحمل ضمن نطاق يمكن للعميل تحمله.
وتهدف المبادئ إلى ضمان العدالة والتنافسية بين الممولين «البنوك وشركات التمويل الخاضعة لإشراف البنك والمرخص لها بمزاولة نشاط أو أكثر من أنشطة التمويل» بما يحافظ على فاعلية الإجراءات والآليات المتبعة من قبلهم وضمان كفاءتها.
ونصت المبادئ على أنه لا يجوز احتساب ما يحصل عليه العميل من الإعانات الحكومية مثل برنامج حساب المواطن أو الضمان الاجتماعي ضمن إجمالي الدخل الشهري للعميل.
وأعلن برنامج «سكني» قبل 3 أعوام عن إجراء تعديل على حاسبة الدعم لمستفيدي وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية، داعياً المستفيدين ممن يتجاوز دخلهم 14 ألف ريال (3.7 ألف دولار) إلى زيارة «حاسبة الدعم» على الموقع الإلكتروني للبرنامج لمراجعة التحديث الجديد.
وأكد البرنامج أنه بدأ العمل بالآلية الجديدة للدعم السكني بعد اعتمادها ليشمل الدعم أكبر فئة من مستفيدي وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية، مبيناً أن من سبق لهم الحصول على قروض عقارية مدعومة بنسبة أقل من 100 في المائة خلال الفترة الماضية سوف يتم تعويضهم بناء على المصفوفة الحالية، وإعادة جدولة مبالغ الدعم بناء على نسبة الدعم الجديدة.
وأوضح أن التعديل الجديد سيرفع نسبة الدعم الشهري للمستفيدين من أصحاب الدخل الشهري أكثر من 14 ألف ريال، وذلك بشكل تدريجي بمعدل 5 في المائة لكل ألف ريال زيادة في الراتب، بدلاً من خفض الدعم مباشرة من 100 في المائة إلى 35 في المائة حسب المعمول به في مصفوفة الدعم الحالية، مبيناً أن الهدف من هذا التعديل يتمثل في تحسين مصفوفة الدعم سعياً منه لإيصال الدعم السكني لأكبر عدد من المستفيدين.
إلى ذلك، وقعت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري «إس آر سي» المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة - اتفاقية تعاون مشترك مع مصرف الإنماء للاستحواذ على محفظة تمويل عقاري، وذلك بحضور ماجد الحقيل، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ورئيس مجلس إدارة الشركة، والدكتور عبد الملك الحقيل، ورئيس مجلس إدارة المصرف.
يأتي ذلك امتداداً لجهود الشركة المتواصلة لدعم السوق العقاري السكني في المملكة، من خلال التوسع في شراء محافظ التمويل العقاري وتوفير السيولة اللازمة لضمان الاستقرار المالي في السوق.
وأوضح فابريس سوسيني الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري، أن الاتفاقية هي الأحدث ضمن سلسلة من الصفقات ذات الأهمية المماثلة، كجزء من جهودها المستمرة في توسيع شراكاتها مع الممولين العقاريين في المملكة، لافتاً إلى أن مثل هذه الاتفاقيات تدعم مقدمي خدمات التمويل العقاري من خلال مدها بحلول إدارة السيولة وإدارة المخاطر لتقديم قروض ميسورة التكلفة للراغبين في تملك المنازل.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.