غموض حول مصير مقبرة «عميد الأدب العربي» طه حسين

حفيدته تؤكد لـ«الشرق الأوسط» عدم تواصل أي مسؤول معها بشأن الإزالة

صورة لمقبرة طه حسين تثير جدلاً واسعاً
صورة لمقبرة طه حسين تثير جدلاً واسعاً
TT

غموض حول مصير مقبرة «عميد الأدب العربي» طه حسين

صورة لمقبرة طه حسين تثير جدلاً واسعاً
صورة لمقبرة طه حسين تثير جدلاً واسعاً

تجدد الجدل حول مصير مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، في القاهرة، رغم عدم الإعلان رسميا عن إزالتها من موقعها الحالي في منطقة «الخليفة» ونقلها إلى مكان آخر، فقد تم تداول صورة قديمة للمقبرة، تعود إلى مايو (أيار) الماضي،  مدون عليها علامة «X» باللون الأحمر، وتجاورها كلمة «إزالة».
وراجت تعليقات واسعة لاسيما بين الوسط الثقافي المصري، تطالب بالحفاظ على مقبرة عميد الأدب العربي واعتبار خطوة إزالة المقبرة «تهديدا للثقافة»، فيما واكبت تلك التعليقات أخبار حول اقتراب إزالة المقبرة والمقابر المجاورة لها ضمن مشروع جديد لربط طرق ومحاور جديدة تمر بمنطقة المقابر التي تضم مقبرة طه حسين، وذلك في محاولة لتفادي الأزمة المرورية والزحام في العاصمة المصرية.
وما بين الدعوات بتوضيح موقف رسمي من إزالة مقبرة عميد الأدب العربي، وبين بدء تنفيذ إزالات للمقابر المجاورة له بالفعل، أثير غموض حول ما يتبع تفعيل قرار الإزالة لمقبرة واحد من أبرز قامات الأدب والثقافة العربية خلال القرن العشرين.
وبحسب الدكتورة مها عون، حفيدة الدكتور طه حسين، فإنه «لم يتم نقل أو هدم المقبرة حتى الآن، تم فقط كتابة كلمة إزالة بتلك الطريقة المسيئة كما يتضح في الصور، وتم أيضاً هدم المقابر المجاورة التي نقل أصحابها رفات موتاهم»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «إن تلك الصور تعجز عنها التعليقات، نطالب بإخبارنا بالخطة الزمنية المحددة لتنفيذ أي قرار أو التصريح بعدم الإزالة، والإعلان عن التعويض بالانتقال لمكان بالمستوى نفسه». لافتة: «للأسف لا يوجد تواصل معنا على الإطلاق»، على حد تعبيرها.
وواكبت تكهنات هدم مقبرة عميد الأدب العربي باحتمالية نقل رفات الدكتور طه حسين إلى  منطقة مقابر جديدة بمنطقة «15 مايو» (جنوب القاهرة)، فيما دعا مثقفون أنه في حال تنفيذ قرار الإزالة، فإن التعويض عن ذلك يجب أن يحمل تقديرا أدبيا لمكانة الراحل، بأن يتم نقل رفاته إلى متحف خاص وتحويله إلى مزار.
ويعد اسم طه حسين من أبرز الأسماء الأدبية في العالم العربي التي لم يُغيبها الموت، وما زالت أعماله النقدية والأدبية منهلا بحثياً رصيناً في قضايا الثقافة والأدب العربي في القرن العشرين.
وتقع مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين (1898-1973) بمنطقة الخليفة، وسط العاصمة، بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري، وتضم المقبرة أيضاً رفات ابنته أمينة التي كانت من أوائل الفتيات اللائي حصلن على شهادة جامعية في مصر، ورفات زوجها الراحل محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر إبان حرب أكتوبر عام 1973.
ولم تتلق «الشرق الأوسط» ردوداً من مسؤولي محافظة القاهرة حول مصير المقبرة لدى التواصل معهم، حيث لم تعلق المحافظة على الجدل المثار في أروقة الإعلام المصري منذ عدة أشهر.
ويجري بناء عدد من المحاور المرورية الجديدة بالقاهرة - منها محور «سميرة موسى»، و«حسب الله الكفراوي» - التي تمر بأحياء الخليفة، والمقطم، والبساتين، ومصر القديمة، لربط محاور وطرق شرق القاهرة بجنوبها، في محاولة لخلق منافذ وطرق جديدة للقضاء على التكدسات المرورية التي تعاني منها القاهرة.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».