«كفارادونا»... حلم جماهير نابولي بعد صيف من الغضب

تصريحات رئيس النادي دي لورينتيس العدائية لا تزال تثير جماهير الفريق

نابولي حقق نتائج لافتة مع النجم الجورجي الجديد (الموقع الرسمي لنادي نابولي)
نابولي حقق نتائج لافتة مع النجم الجورجي الجديد (الموقع الرسمي لنادي نابولي)
TT

«كفارادونا»... حلم جماهير نابولي بعد صيف من الغضب

نابولي حقق نتائج لافتة مع النجم الجورجي الجديد (الموقع الرسمي لنادي نابولي)
نابولي حقق نتائج لافتة مع النجم الجورجي الجديد (الموقع الرسمي لنادي نابولي)

لم تعد جماهير نادي نابولي الإيطالي تشعر بالقلق، بشأن كيفية نطق اسم خفيشا كفاراتسخيليا. فعندما تم الإعلان عن انتقال اللاعب الجورجي إلى نابولي في أبريل (نيسان) الماضي، طُلب من رئيس النادي، أوريليو دي لورينتيس، المساعدة، فرد قائلاً: «سألجأ إلى حيلة جديدة وأطلق عليه اسماً جديداً، وسوف نسميه زيزي، فهذا الاسم ليس سيئاً».
وتم اعتماد اختصار أكثر وضوحاً في مكان آخر، وأصبح اسم «كفارا» اختصاراً مقبولاً. وبعد المشاركة في مباراتين في الدوري الإيطالي الممتاز في وقت لاحق، ظهر اسم جديد، وتم تداوله من أزقة الحي الإسباني في نابولي إلى عناوين الصحف الوطنية، وكان هذا الاسم هو «كفارادونا».
ربما استخدم عدد قليل من المتفائلين هذا اللقب قبل وصول اللاعب، واضعين ثقتهم في التقارير الاستكشافية التي وعدت الجماهير برؤية لاعب شاب جريء، لديه قدرة كبيرة على المراوغة والاحتفاظ بالكرة. ونال كفاراتسخيليا إشادة كبيرة من زميله في منتخب جورجيا، زوريكو دافيتاشفيلي الذي وصفه بأنه «ميسي الجورجي».

خفيشا كفاراتسخيليا... صعوبة اسمه جعلت جماهير نابولي تبحث عن اسم بديل له (د.ب.أ)

وأظهرت الإحصائيات المتعلقة بالفترة التي قضاها في نادي روبين كازان الروسي، أنه يلعب بالطريقة نفسها التي يلعب بها النجم البرازيلي نيمار في باريس سان جيرمان، فيما يتعلق بمراوغة المدافعين في المواقف الفردية.
وعلى الرغم من ذلك، كانت معظم جماهير نابولي لا تصدق كثيراً مما يقال بشأن اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً، وكانت تريد أن ترى بأعينها الدليل على أن هذا اللاعب يمتلك القدرات التي تشير التقارير إليها. وأتيحت الفرصة لنحو 1000 من هذه الجماهير لرؤية المباراة الافتتاحية للموسم الجديد للدوري الإيطالي الممتاز، وهي المباراة التي أقيمت على ملعب بنتيغودي، والتي فاز فيها نابولي على فيرونا بخمسة أهداف مقابل هدفين.
سجل كفاراتسخيليا هدف نابولي الافتتاحي من رأسية، ليدرك التعادل لفريقه في الشوط الأول. ومع بداية الشوط الثاني، صنع النجم الجورجي هدفاً لبيوتر زيلينسكي لتصبح النتيجة تقدم نابولي بثلاثة أهداف مقابل هدفين. لقد صنع كفاراتسخيليا هذا الهدف بتمريرة سحرية، تعكس ثقته الهائلة في نفسه، وكأنه يلعب مع هذا الفريق منذ سنوات.
فكيف يمكن لذلك أن يحدث؟ ألم يكن من المفترض أن يمر نابولي بفترة انتقالية صعبة، بعد رحيل قائد الفريق لورنزو إنسيني، وثاني قائد في الفريق كاليدو كوليبالي، والهداف التاريخي للنادي عبر كل العصور دريس ميرتنز؟
وطوال الصيف، كانت جماهير نابولي تحتج على ما ترى أنه تقصير من جانب النادي في التعاقد مع بدلاء لهؤلاء النجوم الذين رحلوا. وقاطع رجل المدير الفني لنابولي، لوسيانو سباليتي، خلال تقديم عناصر الفريق في معسكره التدريبي في ديمارو، وصرخ في وجهه قائلاً: «استيقظ!».
دائماً ما كانت العلاقة بين رئيس النادي، أوريليو دي لورينتيس، والجماهير، مشحونة. لقد أزعج دي لورينتيس مجموعات مختلفة من الجماهير في أوقات مختلفة بتصريحاته الغريبة (فقد أشار ذات مرة إلى أن سكان نابولي لا يعرفون كيفية طهي البيتزا) وأسعار التذاكر المرتفعة؛ لكن العداء الأكبر جاء من أولئك الذين يعتقدون أنه مهتم بإثراء عائلته، أكثر من اهتمامه بقيادة النادي للفوز بالبطولات والألقاب، أو تحسين البنية التحتية للنادي.
من منظور آخر، قد تبدو مثل هذه الانتقادات سخيفة؛ حيث أعاد دي لورينتيس نابولي من الإفلاس في عام 2004. وتحت رئاسته، عاد النادي للعب في الدوري الإيطالي الممتاز في غضون 3 سنوات، وفاز منذ ذلك الحين بكأس إيطاليا 3 مرات، بالإضافة إلى احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز في 8 من المواسم الـ12 الماضية.
لكن الصورة معقدة بسبب استثمار عائلته في نادٍ إيطالي ثانٍ؛ حيث استحوذت شركة «فيلمورو» التي يمتلكها دي لورينتيس، والتي تعمل في مجال الإعلام، على نادٍ إيطالي آخر، تراجع كثيراً بعدما كان له تاريخ طويل، وهو نادي باري، في عام 2018. ونجح نادي باري الذي يترأسه ابنه، لويغي دي لورينتيس، في الصعود من دوري الدرجة الثالثة لدوري الدرجة الثانية، ثم لدوري الدرجة الأولى.
وتم سن لوائح جديدة تحظر على أي جهة أو شخص امتلاك ناديين في الوقت نفسه. وكانت الفوضى التي سببها صعود نادي ساليرنيتانا، المملوك من قبل لرئيس نادي لاتسيو، كلاوديو لوتيتو، إلى الدوري الإيطالي الممتاز الموسم الماضي، مثالاً حياً على المشكلات التي يمكن أن يسببها امتلاك شخص واحد لناديين يلعبان في المسابقة نفسها. ومع ذلك، نجحت شركة «فيلمورو» في الحصول على إعفاء يسمح لها بامتلاك نابولي وباري حتى عام 2028، ما دام الناديان لا يلعبان في المسابقة نفسها.
ومع رحيل إنسيني وكوليبالي وميرتنز، كان من السهل على مشجعي نابولي الاعتقاد بأن ناديهم قد تم إهماله. وأطلقت الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «#A16»، في إشارة إلى الطريق السريع الذي يربط نابولي وباري. وكان المشككون يريدون رحيل دي لورينتيس بلا عودة.
لكن بعد ذلك بدأ الموسم الجديد، ولم يكن كفاراتسخيليا هو اللاعب الوحيد الذي أثار إعجاب الجماهير في المباراة التي فاز فيها نابولي على فيرونا؛ حيث سجل فيكتور أوسيمين هدفاً، وصنع هدفاً آخر، وسيطر ستانيسلاف لوبوتكا على خط الوسط تماماً. وقدم لاعب جديد آخر، وهو كيم مين جاي، أداءً جيداً للغاية، في أول مشاركة له كقلب دفاع.
وتبع نابولي هذه النتيجة بمزيد من التعاقدات؛ حيث ضم مهاجم منتخب إيطاليا البالغ من العمر 22 عاماً، جياكومو راسبادوري من ساسولو، وتانغوي ندومبيلي من توتنهام، وجيوفاني سيميوني الذي سجل 17 هدفاً وصنع 5 أهداف أخرى الموسم الماضي، من فيرونا. وفجأة، أصبح لدى سباليتي الكثير من الخيارات الهجومية الرائعة في الخط الأمامي.
وفي مباراة نابولي أمام مونزا، فضل سباليتي الاعتماد على المجموعة نفسها التي تدربت تحت قيادته طوال فترة الإعداد للموسم الجديد، وهو ما كان يعني الدفع بكفاراتسخيليا في التشكيلة الأساسية مرة أخرى، وقدم اللاعب الجورجي أداء استثنائياً في أول مباراة له على ملعب دييغو أرماندو مارادونا، وسجل هدفين، وقاد فريقه للفوز برباعية نظيفة.
وأحرز كفاراتسخيليا أول أهدافه في هذه المباراة، على طريقة اللاعب الذي حل محله في مركز الجناح الأيسر لنابولي؛ حيث توغل من على اليسار وأطلق تسديدة منحنية في الزاوية اليمنى العليا للمرمى، على طريقة إنسيني الشهيرة؛ بل وذهب الجمهور إلى أن إنسيني نفسه لم يحرز كثيراً من الأهداف بهذه الطريقة الجميلة.
كان هذا هو الهدف الأول في المباراة. وأضاف أوسيمين الهدف الثاني، قبل أن يعود كفاراتسخيليا لهز الشباك من جديد، مستخدماً مهارته وبراعته الكبيرة في المراوغة؛ حيث تظاهر بأنه سيسدد الكرة في المرمى بقدمه اليمنى؛ لكنه بدلاً من ذلك عاد بالكرة للخلف، وهو ما أصاب المدافع الذي يقف أمامه بحالة من عدم التوازن، قبل أن يضع الكرة في الشباك بلمسة سحرية من قدمه اليسرى.
وفي مباراتين فقط، أحرز الجناح الجورجي 3 أهداف (هدف برأسه، وهدف بالقدم اليمنى، وآخر بالقدم اليسرى) وهو ما يعد أمراً رائعاً بالنسبة للاعب انضم للتو مقابل مبلغ بسيط قدره 10 ملايين يورو.
ويعد هذا دليلاً على العمل الرائع الذي يقوم به المدير الرياضي لنابولي، كريستيانو جيونتولي الذي تحرك بشكل حاسم لإنهاء الصفقة من دينامو باتومي في أبريل الماضي. وكان كفاراتسخيليا قد انضم إلى النادي الجورجي قبل شهر واحد، ورحل عن روبين كازان، بعد أن أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قراراً يسمح للاعبين الأجانب في روسيا بفسخ عقودهم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويعتقد سباليتي أن كفاراتسخيليا لم يظهر حتى الآن القدرات الهائلة التي يمتلكها؛ حيث قال المدير الفني الإيطالي: «لا يزال هناك كثير من الضغوط على كاهله. وبمجرد أن يحرر نفسه من هذه الضغوط، سيظهر للناس القدرات الهائلة التي يمتلكها».
من الواضح أن هذا الأداء الهجومي القوي من جانب نابولي سوف يجعل الفرق المنافسة تشعر بالقلق؛ خصوصاً أن نابولي سجل 9 أهداف في أول مباراتين، وأشار سباليتي إلى أن راسبادوري وسيميوني لديهما القدرات والإمكانيات التي تؤهلهما للتألق مع الفريق الأول.
لكن في الوقت نفسه، يجب الاعتراف بأن فيرونا ومونزا لم يكونا قويين من الناحية الدفاعية، وسوف يواجه نابولي خصوماً أقوى من ذلك بكثير. لقد بدأ نابولي الموسم الماضي بثمانية انتصارات متتالية، قبل أن يخسر أمام إنتر ميلان، وتعرض الفريق لهزة كبيرة بعد الإصابة القوية التي تعرض لها أوسيمين.
ومع ذلك، هناك حماس وإثارة لرؤية المزيد من هذا الفريق الرائع. لقد أعلن «كفارادونا» عن نفسه في الدوري الإيطالي الممتاز، كما تألق كيم وسجل الهدف الرابع لنابولي، في اليوم الذي حصل فيه اللاعب الذي حل محله، كاليدو كوليبالي، على بطاقة حمراء مع تشيلسي. وقال سباليتي: «نحن نسير على الطريق الصحيح. والآن نحن بحاجة إلى الاستمرار».


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».