اعتداءات حوثية تستهدف السكان في ثلاث محافظات يمنية

صورة متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي لمنزل أحرقه مسلحون موالون للحوثيين بمديرية حبيش التابعة لمحافظة إب وسط اليمن
صورة متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي لمنزل أحرقه مسلحون موالون للحوثيين بمديرية حبيش التابعة لمحافظة إب وسط اليمن
TT

اعتداءات حوثية تستهدف السكان في ثلاث محافظات يمنية

صورة متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي لمنزل أحرقه مسلحون موالون للحوثيين بمديرية حبيش التابعة لمحافظة إب وسط اليمن
صورة متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي لمنزل أحرقه مسلحون موالون للحوثيين بمديرية حبيش التابعة لمحافظة إب وسط اليمن

أفادت مصادر قبلية يمنية بأن الميليشيات الحوثية وسعت حديثا من حملات القمع والتنكيل بحق أهالي قرى متفرقة بمحافظات ريف صنعاء وذمار وإب، في سياق محاولة إخضاعهم بقوة الترهيب والسلاح للانخراط بصفوفها والتماهي مع مشاريعها ومعتقداتها، أو لجهة تأجيج الخلافات بينهم ودعم قرى على حساب أخرى.
وشن الحوثيون حملة دهم واسعة طالت منازل وممتلكات أهالي قرية «عيال حسين» في عزلة بني علي بمديرية أرحب (شمال صنعاء)، وفق المصادر التي أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن جريمة الاقتحام التي قادها المشرف الحوثي علي أبو مريم رافقها إطلاق وابل من الرصاص على منازل المواطنين، وهو ما خلّف إصابات متفاوتة في صفوف الأطفال والنساء.
وفرضت الميليشيات قُبيل عملية الاقتحام للقرية حصاراً خانقاً دام ثلاثة أيام انتهى بمداهمتها من جميع الاتجاهات، وشن حملات اعتداء واختطاف بحق العشرات من السكان.
وجاءت الحملة العسكرية للجماعة التي وصفت بـ«الشعواء» على خلفية نشوب نزاع قبلي مجددا بين قرية «عيال حسين»، و«بيت أبو زينة» في أرحب بصنعاء حول بئر مياه ومساحات زراعية.
واتهمت المصادر قيادات ميليشياوية بالوقوف خلف إذكاء خلافات قديمة بين القريتين، وتقديم الدعم لإحداها ضد أخرى، مؤكدة أن وساطة قبلية كانت قد نجحت قبل نحو ثمانية أعوام في حل النزاع القائم بين أهالي القريتين، لكنّ الانقلابيين بغية تحقيق مكاسب خاصة، سعوا مجددا إلى إعادة إشعال فتيل نيرانها.
وتواليا لتلك السلسلة من التعسفات، فقد سبق اقتحام الميليشيات لقرى في أرحب صنعاء بأيام تنفيذ حملة أخرى مماثلة طالت بالاعتداء والخطف أهالي قريتين في مديرية الحداء بمحافظة ذمار (جنوب صنعاء).
وبدلا من سعي الميليشيات للتدخل لفض النزاع، ذكر سكان محليون في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، أنها اكتفت فقط بإرسال تعزيزات عسكرية قمعت ونكلت بأهالي «الزييدة والجلب» المتنازعتين في ذات المديرية. وقالوا إن الحملة أسفرت عن اختطاف 110 أشخاص من أهالي القريتين، حيث اقتادتهم الميليشيات إلى سجونها في مركز المحافظة بزعم محاولتها إيقاف المواجهات.
وبحسب تقارير محلية، سبق للجماعة أن منعت وساطة قبلية محلية من استكمال جهودها في حل النزاع بعد أن تمكنت من إيقاف المواجهات بين أهالي القريتين بمبرر أن إيقاف المواجهات القبلية من اختصاصات الدولة.
ويتهم سكان في ذمار قيادات حوثية بالتدخل أكثر من مرة بالمواجهات في مديرية الحداء وغيرها بهدف فرض غرامات مالية على الأطراف المتخاصمة لصالحها، حيث تعمد إلى توقيع اتفاقات صلح هشة تؤسس لعودة المواجهات كل مرة.
وأشارت المصادر إلى أن مديرية الحداء في ذمار لا تزال تشهد أكثر من 21 نزاعا قبليا يشعل فتيلها قيادات حوثية، حيث أوقعت تلك المواجهات عشرات الضحايا.
وفي سياق متصل، يواصل أهالي إحدى قرى مديرية حبيش بمحافظة إب شكواهم من أعمال نهب واعتداء ودهم تمارس بحقهم على أيدي عصابات مسلحة تمولها وتشرف عليها قيادات حوثية في المديرية. وفق تأكيدات مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».
وذكر بعض الأهالي أن آخر تلك الجرائم تمثل باعتداء أفراد العصابة الحوثية على مواطن يدعى علي بن علي بقرية «صائر» في حبيش وقيامهم بإحراق متجره الذي يعد مصدر عيشه.
وأشار الأهالي إلى قيام إدارة أمن حبيش الخاضعة للميليشيات بإيداع الضحية السجن لحظة وصوله إليها لتقديم بلاغ ضد العصابة، دون اتخاذ أي إجراءات بحق المجرمين، في حين عاد أفراد العصابة باليوم التالي، وبداعي الانتقام لدهم منزل المواطن أثناء غيابه وأسرته وأحرقته بالكامل.
ويتهم الأهالي قادة ومشرفين في الجماعة الحوثية بمنطقة حبيش بالتواطؤ مع العصابة المدعومة أساسا من قيادات حوثية نافذة في المحافظة.
وكشفوا عن تعرض ما يزيد على 40 منزلا بقرية صائر في حبيش للاستهداف وإطلاق النار، إلى جانب تعرض نحو ستة منازل أخرى للسرقة والإحراق المتعمد على يد ذات العصابة المسنودة بقيادات حوثية في إب.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.