اجتماع مغلق بين البرهان والسفير الأميركي اليوم في الخرطوم

حركة دبلوماسية عربية وغربية نشطة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين

عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)
عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)
TT

اجتماع مغلق بين البرهان والسفير الأميركي اليوم في الخرطوم

عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)
عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)

علمت «الشرق الأوسط»، أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، سيعقد اليوم (الخميس) اجتماعاً مغلقاً مع السفير الأميركي، جون غودفري، عقب اعتماده رسمياً سفيراً لبلاده لدى السودان، على أن يلتقي السفير غداً ائتلاف المعارضة (قوى الحرية والتغيير). في حين تجددت الاحتجاجات بالخرطوم ومدن أخرى رفضاً لاستمرار الحكم العسكري.
وبدأ سفراء دول عربية وغربية في الخرطوم تحركات جديدة لفك حالة الاختناق السياسي في السودان، بعد تعثر مبادرة الآلية الثلاثية في إحداث اختراق باتجاه حل الأزمة التي تفاقمت عقب استيلاء الجيش على السلطة في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكان السفير السعودي لدى السودان، علي بن حسن جعفر، التقى أول من أمس، السفير الأميركي جون غودفري، والسفير البريطاني غايلز ليفر، بحثاً عن سبل لتقريب وجهات النظر بين الفاعلين السودانيين لحل الأزمة والمساعدة المضي قدماً في عملية الانتقال. ويأتي اللقاء في سياق المساعي التي بدأتها السعودية والولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي، وأفلحت في عقد لقاءات بين قادة الجيش وائتلاف المعارضة في قوى الحرية والتغيير، بعد قطيعة دامت شهوراً، منذ الإجراءات العسكرية التي قوضت الحكم المدني في البلاد.
ووعد السفير الأميركي في أول تصريحات له بعد وصوله إلى البلاد الأسبوع الماضي، ببذل أقصى ما في وسعه لترقية العلاقات بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين.
كما قالت السفارة الأميركية، إن غودفري سيعمل على تعزيز العلاقات بين الشعبين الأميركي والسوداني، ودعم تطلعاتهما إلى الحرية والسلام والعدالة والانتقال الديمقراطي.
وقال قيادي بارز في ائتلاف المعارضة الرئيسي، قوى الحرية والتغيير لـ«الشرق الأوسط»، إن المبادرة السعودية - الأميركية مستمرة، وهي مؤهلة لإحداث اختراق كبير يمهد الطريق إلى تقارب مع أطراف عملية السلام في قوى «التوافق الوطني»، بالإضافة إلى قوى أخرى. أضاف القيادي، الذي فضل حجب أسمه، أن مساعي الدولتين تركز على هذا الجانب، مؤكداً أنه لا يمكن الوصول إلى اختراق أو حل للأزمة من دون قوى الحرية والتغيير، متوقعاً أن يتم هذا الأمر في وقت قريب.
وقلل المعارض السوداني من مساعي بعض الجهات الحليفة للجيش لتوحيد المبادرات المطروحة في الساحة، وقال، إنها لن تكفي لتكوين سلطة مدنية ذات مصداقية يمكن أن تجد قبولاً في الشارع، مشيراً إلى أن «قوى التغيير» ستكثف نشاطها السياسي والجماهيري خلال الفترة المقبلة لاستعادة الحكم المدني، وتأسيس سلطة مدنية كاملة، وإبعاد القوى العسكرية من العمل السياسي.
وكانت السفارة السعودية في الخرطوم استضافت أول اللقاءات بين العسكريين وقوى التغيير، والتي مهدت لحوارات بين الطرفين توقفت لاحقاً بسبب تباعد المواقف في قضايا الانتقال، وعلى رأسها وضعية الجيش في المشهد السياسي خلال الفترة الانتقالية. وجاءت الوساطة السعودية - الأميركية للدفع في اتجاه حل الأزمة بعد رفض قوى «التغيير» المشاركة في عملية التفاوض المباشر، الذي ترعاه الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الأفريقية (إيقاد)؛ بسبب ما أسمته محاولة العسكريين إغراق العملية السياسية بأطراف ليست جزءا من الأزمة.
ويدعو الموقف الأميركي إلى تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية بقيادة مدنية متفق عليها بين جميع الأطراف السودانية..
إلى ذلك، قالت مصادر معارضة، إن قوى التغيير تتحرك في مساحة واسعة، من خلال تبني تكتيكات سياسية متعددة، بحيث لا تتصادم مع القوى الرافضة أي دور لقادة الجيش في حكم البلاد، وتمضي في مسار عبر حوار يؤدي إلى تحقيق أهداف الانتقال المدني، وفي الوقت ذاته تقود الحراك الجماهيري لإجبار العسكريين على تسليم السلطة.
وأشارت إلى أن قبول «العسكريين» في وقت سابق بالتواصل مع «الحرية والتغيير» تم رضوخاً لضغوط خارجية دولية وإقليمية كثيفة، بعد فشلهم في تثبيت سلطتهم التي تواجه بمعارضة شرسة ومستمرة من القوى السياسية في الشارع. وتبدي القوى الإقليمية والدولية مخاوف من أن تؤدي تعقيدات الأزمة السياسية في السودان إلى مآلات تنسف الاستقرار في البلاد والمنطقة.
وفي 4 يوليو (تموز) الماضي، أعلن البرهان، انسحاب القوات المسلحة من المفاوضات مع القوى المدنية، التي تقودها الآلية الثلاثية لإتاحة الفرصة للقوى السياسية لتشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة.
من جهة أخرى، تجددت أمس الاحتجاجات التي تطالب بعودة الحكم المدني وإنهاء سيطرة الجيش على السلطة.
وخرج الآلاف في مدن العاصمة المثلثة، الخرطوم وبحري وأم درمان، تلبية لدعوات لجان المقاومة لمظاهرة مليونية في إطار الحراك الشعبي المناهض للحكم العسكري.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
TT

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)

قالت شركة «أمبري» البريطانية، اليوم (الأربعاء)، إن شخصين غرقا عندما انقلب قارب على متنه 130 شخصاً جنوب مدينة الشابة التونسية.