اتهامات لـ «الاتحاد الديمقراطي» باعتماد «التطهير العرقي» في الحسكة وتل أبيض

قيادي في «وحدات الحماية»: النزوح لا يتم وفق عملية ممنهجة.. ولسنا بصدد الانتقام من أحد

اتهامات لـ «الاتحاد الديمقراطي» باعتماد «التطهير العرقي» في الحسكة وتل أبيض
TT

اتهامات لـ «الاتحاد الديمقراطي» باعتماد «التطهير العرقي» في الحسكة وتل أبيض

اتهامات لـ «الاتحاد الديمقراطي» باعتماد «التطهير العرقي» في الحسكة وتل أبيض

اتهمت فصائل معارضة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بتنفيذ حملة تطهير عرقي وطائفي جديدة بحق العرب السنة والتركمان في ريف الحسكة الغربي وتل أبيض، بينما نفى الأكراد هذه الاتهامات معتبرين أنّ من يلقيها «يحاول تجميل صورة تنظيم داعش والتخفيف من إرهابه، وشرعنة بقائه في المنطقة».
ولفت مصدر قيادي في وحدات حماية الشعب إلى أن هناك أمورا طبيعية قد تحدث خلال الحرب كنزوح المدنيين من مناطقهم، لا سيما أن المعارك هي مع تنظيم متطرف مثل «داعش»، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لكن هذا النزوح لا ينحصر فقط بفئة دون أخرى ولا يحدث وفق عملية ممنهجة وفي قرى محددة»، مضيفا: «نحن عمدنا إلى طمأنة الإخوة العرب والتركمان طالبين منهم البقاء في منازلهم وأنه ليس هناك من سبب للهروب إلى تركيا، وأبدينا استعدادنا لتأمين حاجاتهم، بعض العائلات استجاب وبعضها فضل الخروج، ربما كان لبعضهم تخوف من أن تعمد الوحدات إلى الانتقام ممن قاتلوا ضدّها، لكننا نؤكد أنّنا لسنا بصدد محاسبة أحد وهدفنا اليوم محاربة (داعش) بعيدا عن أي أجندات أخرى».
وفي بيانه، اعتبر 15 فصيلا من المعارضة أن «خطوة تهجير العرب من تل أبيض والحسكة تأتي استكمالا لمخطط تقسيم تعمل عليه أطراف محددة على رأسها حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، في خطوة ستكون كارثية على مستقبل سوريا والمنطقة».
وأكد الموقعون أن «وحدة أراضي سوريا خط أحمر لا نسمح بالمساس به تحت أي ظرف، وأن الشعب السوري بأكمله سيقف في وجه أي مشروع تقسيمي وأن العرب والأكراد في سوريا تجمعهم رابطة الإسلام الحنيف وشراكة الوطن والمستقبل، معتبرين أنهم جزء أساسي من الثورة».
وأدانت الفصائل «صمت وتواطؤ المجتمع الدولي في مؤامرة جديدة على الشعب السوري، مضيفة: «لم يسمع أي اعتراض أو تنديد بجرائم الـ(PYD) التي خرقت عدة بنود من ميثاق المحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة بخصوص حماية المدنيين والاتفاقية الدولية المتعلقة بجرائم الإبادة الجماعية، متهمة إياها بـ«العميلة للنظام السوري».
وأكدت: «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام حملة التلاعب بديموغرافية بلدنا والتطهير العرقي والطائفي الذي يتعرض له أهل سوريا من العرب السنة، والذي كان لحماقات (داعش) وتصرفاتها المشبوهة وغدرها بالمجاهدين دور بارز في ذلك».
والفصائل الموقعة على البيان هي: حركة أحرار الشام، جيش الإسلام، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، فيلق الشام، كتائب ثوار الشام، تجمع فاستقم كما أمرت، الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، فيلق الرحمن، كتائب الصفوة الإسلامية، الفوج الأول، فرقة عاصفة الحزم، جيش السنة، فيلق حمص، لواء شهداء الإسلام.
وليست هي المرة الأولى التي تتهم فيها وحدات الحماية بعمليات التطهير العرقي، وإضافة إلى تأكيد المعارضة والناشطين تنفيذ هذه السياسة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، كانت بعض الصحف مثل «تايمز» البريطانية قد نشرت تقريرا قبل أيام، أكدت فيه «طرد 10 آلاف عربي من مناطقهم شمال سوريا بسبب التطهير العرقي الكردي».
وأشار التقرير إلى أن جمعيات حقوق الإنسان العاملة في المنطقة أكدت أن «وحدات حماية الشعب الكردي» تقوم بإحراق قرى العرب السنة في المنطقة بعدما سيطرت على بعض المناطق أخيرا. ولفت التقرير إلى أن الحملة الكردية تبدو انتقاما مما يقولون إنه تعاطف السنة مع «مقاتلي» التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا العام الماضي، مشيرة إلى أن عددا من أعيان القرى المحيطة بعين العرب توجهوا لأحد قادة الميليشيات الكردية، فأكد لهم أن جميع الشباب في هذه القرى مطلوبون للوحدات الكردية بشكل خاص، وهو ما دفع عشرات الآلاف من العرب السنة للنزوح عن قراهم.
وفي هذا الإطار، كان عضو الائتلاف ياسر الفرحان، الذي يتحدر من منطقة الحسكة، أكد أنّ كل المناطق في ريف جبل عبد العزيز ورأس العين وتل حميس في ريف الحسكة، التي تسكنها عائلات عربية، باتت شبه خالية من العرب بعد الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل الأكراد وحرقت منازلهم ومحاصيلهم الزراعية بهدف تهجيرهم، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء يتجاوز عشرة آلاف، هرب معظمهم إلى بادية دير الزور والحدود التركية، واصفا ما يحصل بالتهجير القسري لتغيير الديموغرافية في المنطقة لكي تأخذ الإدارة الذاتية حدودها التي رسمها الحزب.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.