وصف وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي الشهير هنري كيسنجر، الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، الذي وافته المنية أمس (الثلاثاء)، عن 91 عاماً، بأنه قدم خدمات جليلة للإنسانية.
وقال كيسنجر في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» اليوم (الأربعاء) إن شعوب أوروبا، وكذلك الروس، مدينون بالامتنان الشديد لآخر زعيم سوفياتي للإلهام والشجاعة في طرح أفكار الحرية».
وتابع كيسنجر: «لقد قدم غورباتشوف خدمة عزيزة للإنسانية لكنه لم يكن قادراً على تنفيذ رؤيته الكاملة». وأردف: «سيظل غورباتشوف يُذكر في التاريخ كرجل بدأ تحولات تاريخية كانت لصالح البشرية والشعب الروسي».
وأتت وفاته في خضمّ الهجوم الذي يشنه الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين في أوكرانيا وقد باشره في 24 فبراير (شباط) ويعده البعض محاولة جديدة لإحياء الإمبراطورية الروسية.
وسارع زعماء العالم إلى التعبير عن تقديرهم لغورباتشوف. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه فتح الطريق أمام أوروبا حرة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه كان يؤمن «بالغلاسنوست والبيريسترويكا -الانفتاح وإعادة الهيكلة- ليس بوصفهما مجرد شعارات، وإنما الطريق إلى الأمام لشعب الاتحاد السوفياتي بعد سنوات كثيرة من العزلة والحرمان». ووصفه بأنه كان «زعيماً نادراً» وكان يتحلى بشجاعة كافية للمخاطرة بحياته المهنية من أجل مستقبل مختلف.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء)، إن غورباتشوف كان له «تأثير كبير على مسار تاريخ العالم». وأضاف بوتين في برقية عزاء أرسلها في وفاة آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، أن غورباتشوف «أدرك بعمق أن الإصلاحات ضرورية» وسعى جاهداً لتقديم حلوله الخاصة للمشكلات التي واجهها الاتحاد السوفياتي في الثمانينات.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) يتحدث مع غورباتشوف في برلين عام 2004 (أ.ف.ب)
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مشيراً إلى غزو بوتين لأوكرانيا، إن «التزام غورباتشوف دون كلل بانفتاح المجتمع السوفياتي يظل مثالاً لنا جميعاً».
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غورباتشوف بأنه «رجل سلام فتحت خياراته طريق الحرية للروس. لقد غيّر التزامه بالسلام في أوروبا تاريخنا المشترك».
https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1564747458512666629
وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتس، بالروسي الراحل الحائز على جائزة نوبل للسلام، ووصفه بأنه مصلح شجاع. وقال شولتس اليوم (الأربعاء) على هامش اجتماع مجلس الوزراء الألماني في قصر «ميسبرغ» بالقرب من برلين إن رئيس الدولة السوفياتي السابق كان كثير الجرأة، مضيفاً أن سياسته جعلت «اتحاد ألمانيا واختفاء الستار الحديدي» ممكناً.
وذكر شولتس أنه بفضل غورباتشوف تمكّنت روسيا أيضاً من محاولة تأسيس دولة ديمقراطية، لكنه مات الآن في وقت «لم تفشل فيه الديمقراطية في روسيا فحسب»، بل أيضاً يحفر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدوعاً جديدة في أوروبا. وقال شولتس: «لهذا السبب نتذكر ميخائيل غورباتشوف وندرك كم كان مهماً لتطور أوروبا وبلدنا في السنوات الأخيرة».
غورباتشوف والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يقفان لالتقاط صورة أمام بوابة براندنبورغ في برلين في فبراير 2011 (د.ب.أ)
ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنه «رجل دولة فريد من نوعه غيّر مجرى التاريخ» و«فعل أكثر من أي فرد آخر لتحقيق نهاية سلمية للحرب الباردة». وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان: «لقد فقد العالم زعيماً عالمياً بارزاً ومتعدداً ملتزماً ومدافعاً لا يكلّ عن السلام».
https://twitter.com/antonioguterres/status/1564739704284651526
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، في تغريدة على «تويتر»: «كانت حياته مهمة لأنه من دونه وشجاعته لم يكن من الممكن إنهاء الحرب الباردة سلمياً».
https://twitter.com/CondoleezzaRice/status/1564726532370604032