قال الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، المهندس عبد الله الشمراني، إن قيمة الثروات المعدنية في البلاد والمقدرة قبل عدة سنوات بنحو 5 تريليونات قد تضاعفت خلال هذه الفترة مع ارتفاع أسعار المعادن وفي مقدمتها الذهب والنحاس والزنك، وهذه الارتفاعات ستستمر مع ارتفاع الطلب على المعادن الفلزية.
هذه الأرقام ومضاعفتها يعزز من قوة وقيمة الاقتصاد السعودي خاصة في قطاع التعدين الذي يشهد حاليا تنافس 13شركة سعودية وأجنبية فردية وفي إطار تكتلات للفوز برخصة موقع أم الدمار التعدينية الواقعة في منطقة المدينة المنورة، خاصة وأن هذا القطاع وصل فيه حجم إنتاج مركزات النحاس والزنك إلى 68 ألف طن سنويا، وقرابة 24.6 مليون طن من خام الفوسفات سنويا، حيث تتم معالجته لإنتاج نحو 5.26 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويا، في وقت تعد السعودية بين أكبر 5 منتجين للأسمدة الفوسفاتية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة لـ«الشرق الأوسط» أن التقديرات والتوقعات السابقة كانت تشير إلى أن كمية المعادن الموجودة تساوي 5 تريليونات، إلا أن هذه التقديرات ستتضاعف مع وضع الأسعار الحالية للمعادن إذ ارتفع قيمة الزنك من ألف ريال خلال الفترة الماضية ليصل إلى 3 آلاف وقس على ذلك سعر طن النحاس الذي تجاوز سعره من 2500 إلى 10 الآف، لافتا إلى أن هذا الارتفاع سيستمر مع احتياج العام للطاقة النظيفة للمعادن.
وأضاف الشمراني، أن برنامج (مسح الدرع العربي ) لمعرفة كميات المعادن الموجودة في السعودية، سينتج عنه زيادة في القيمة على 5 تريليونات التي كنا نتوقعها في أماكن كثيرة، وهذا يعود لعدة أسباب في مقدمها أن البرنامج هو الأكبر على مستوى العالم من ناحية المساحة والوقت، كذلك وجود كميات كبيرة من هذه المعادن جار كشفها.
وأشار إلى أن هناك 6 طائرات تقوم بعملية الاستطلاع على مستوى الدرع العربي، إضافة إلى وجود شركات تقوم بعملية رصد المعلومات من خلال أخذ العينات من جميع المدن السعودية ونحن نخطط لجمع 110 آلاف عينة، وما جرى جمعه خلال الفترة الماضية قرابة 35 ألف عينة، غطينا فيها قرابة 9 في المائة من المساحة الإجمالية للدرع، ونتوقع أن نستكمل جميع المراحل في السنوات القادمة للكشف عن مخزونات المعادن.
وشهدت جدة أمس بالتزامن مع هذه التوقعات لقاء نظمته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للمتنافسين المؤهلين وذلك بعد إعلان ترشيح المتنافسين المؤهلين في المرحلة الأولى والذي تجاوز عددهم 13 شركة محلية وعالمية، فيما سترتكز آلية تقديم العروض والمزايدة العلنية على عدد من المعايير تشمل الكفاءة الفنية والقدرة المالية وخطة المشاركة المجتمعية، حيث تم تزويد المستثمرين بغرفة البيانات الفنية ومن ضمنها تقرير فني مستقل، ونموذج جيولوجي ثلاثي الأبعاد.
وتقع منطقة «أم الدمار» على بعد 300 كيلومتر شمال شرقي مدينة جدة و25 كيلومترا شمال غربي محافظة مهد الذهب، وتزيد مساحتها على 40 كيلومترا مربعا في المتكون الجيولوجي لمجموعة مهد الذهب على حزام جبل صايد، في إقليم جدة الجيولوجي، حيث يضم الموقع العديد من الرواسب المعدنية المختلفة منها «النحاس، والزنك، والذهب، والفضة» فيما لأظهرت المؤشرات خلال أعمال الحفر اللبي أن قيم النحاس وصلت إلى 3.7 في المائة كما وصلت نسبة الزنك إلى 3.6 في المائة وأعطت نتائج العينات قيم مشجعة للذهب.
وهنا عاد الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية، ليؤكد أن أم الدمار يعد موقعا يحتوي على النحاس والزنك والذهب ونحن في الآن في طور تعريف الشركات، الـ13 شركة التي تأهلت ومنها شركات عالمية ومحلية، موضحا أن عمر الموقع أكثر من ألف سنه وكان يستخدم أيام الدولة العباسية لاستخلاص الزنك والنحاس واللذان يستخدمان لصنع العملات ومن ثم استكشف عام 1930 وأعيد تأهيله وزيادة المعلومات عن المنجم خلال العامين الماضيين.
وستلتزم الشركات المؤهلة باتباع الممارسات البيئة والاجتماعية وتقديم خطة أثر اجتماعي تشمل نسب التوظيف والشراء المحلي من المناطق المجاورة للموقع بما يسهم في نمو هذه المنطقة من عدة جوانب واستدامة أثر الموارد الطبيعية، الأمر الذي سينعكس على قيمة الاستثمار وعوائده على المنطقة.
ارتفاع الأسعار يضاعف قيمة الثروات المعدنية في السعودية
13 شركة تتنافس للحصول على رخصة «أم الدمار» غرب المملكة
ارتفاع الأسعار يضاعف قيمة الثروات المعدنية في السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة