ارتفاع الأسعار يضاعف قيمة الثروات المعدنية في السعودية

13 شركة تتنافس للحصول على رخصة «أم الدمار» غرب المملكة

رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية خلال لقاء إعلان ترشح المتنافسين للمرحلة الأولى من المسح غرب المملكة (الشرق الأوسط)
رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية خلال لقاء إعلان ترشح المتنافسين للمرحلة الأولى من المسح غرب المملكة (الشرق الأوسط)
TT
20

ارتفاع الأسعار يضاعف قيمة الثروات المعدنية في السعودية

رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية خلال لقاء إعلان ترشح المتنافسين للمرحلة الأولى من المسح غرب المملكة (الشرق الأوسط)
رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية خلال لقاء إعلان ترشح المتنافسين للمرحلة الأولى من المسح غرب المملكة (الشرق الأوسط)

قال الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، المهندس عبد الله الشمراني، إن قيمة الثروات المعدنية في البلاد والمقدرة قبل عدة سنوات بنحو 5 تريليونات قد تضاعفت خلال هذه الفترة مع ارتفاع أسعار المعادن وفي مقدمتها الذهب والنحاس والزنك، وهذه الارتفاعات ستستمر مع ارتفاع الطلب على المعادن الفلزية.
هذه الأرقام ومضاعفتها يعزز من قوة وقيمة الاقتصاد السعودي خاصة في قطاع التعدين الذي يشهد حاليا تنافس 13شركة سعودية وأجنبية فردية وفي إطار تكتلات للفوز برخصة موقع أم الدمار التعدينية الواقعة في منطقة المدينة المنورة، خاصة وأن هذا القطاع وصل فيه حجم إنتاج مركزات النحاس والزنك إلى 68 ألف طن سنويا، وقرابة 24.6 مليون طن من خام الفوسفات سنويا، حيث تتم معالجته لإنتاج نحو 5.26 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويا، في وقت تعد السعودية بين أكبر 5 منتجين للأسمدة الفوسفاتية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة لـ«الشرق الأوسط» أن التقديرات والتوقعات السابقة كانت تشير إلى أن كمية المعادن الموجودة تساوي 5 تريليونات، إلا أن هذه التقديرات ستتضاعف مع وضع الأسعار الحالية للمعادن إذ ارتفع قيمة الزنك من ألف ريال خلال الفترة الماضية ليصل إلى 3 آلاف وقس على ذلك سعر طن النحاس الذي تجاوز سعره من 2500 إلى 10 الآف، لافتا إلى أن هذا الارتفاع سيستمر مع احتياج العام للطاقة النظيفة للمعادن.
وأضاف الشمراني، أن برنامج (مسح الدرع العربي ) لمعرفة كميات المعادن الموجودة في السعودية، سينتج عنه زيادة في القيمة على 5 تريليونات التي كنا نتوقعها في أماكن كثيرة، وهذا يعود لعدة أسباب في مقدمها أن البرنامج هو الأكبر على مستوى العالم من ناحية المساحة والوقت، كذلك وجود كميات كبيرة من هذه المعادن جار كشفها.
وأشار إلى أن هناك 6 طائرات تقوم بعملية الاستطلاع على مستوى الدرع العربي، إضافة إلى وجود شركات تقوم بعملية رصد المعلومات من خلال أخذ العينات من جميع المدن السعودية ونحن نخطط لجمع 110 آلاف عينة، وما جرى جمعه خلال الفترة الماضية قرابة 35 ألف عينة، غطينا فيها قرابة 9 في المائة من المساحة الإجمالية للدرع، ونتوقع أن نستكمل جميع المراحل في السنوات القادمة للكشف عن مخزونات المعادن.
وشهدت جدة أمس بالتزامن مع هذه التوقعات لقاء نظمته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للمتنافسين المؤهلين وذلك بعد إعلان ترشيح المتنافسين المؤهلين في المرحلة الأولى والذي تجاوز عددهم 13 شركة محلية وعالمية، فيما سترتكز آلية تقديم العروض والمزايدة العلنية على عدد من المعايير تشمل الكفاءة الفنية والقدرة المالية وخطة المشاركة المجتمعية، حيث تم تزويد المستثمرين بغرفة البيانات الفنية ومن ضمنها تقرير فني مستقل، ونموذج جيولوجي ثلاثي الأبعاد.
وتقع منطقة «أم الدمار» على بعد 300 كيلومتر شمال شرقي مدينة جدة و25 كيلومترا شمال غربي محافظة مهد الذهب، وتزيد مساحتها على 40 كيلومترا مربعا في المتكون الجيولوجي لمجموعة مهد الذهب على حزام جبل صايد، في إقليم جدة الجيولوجي، حيث يضم الموقع العديد من الرواسب المعدنية المختلفة منها «النحاس، والزنك، والذهب، والفضة» فيما لأظهرت المؤشرات خلال أعمال الحفر اللبي أن قيم النحاس وصلت إلى 3.7 في المائة كما وصلت نسبة الزنك إلى 3.6 في المائة وأعطت نتائج العينات قيم مشجعة للذهب.
وهنا عاد الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية، ليؤكد أن أم الدمار يعد موقعا يحتوي على النحاس والزنك والذهب ونحن في الآن في طور تعريف الشركات، الـ13 شركة التي تأهلت ومنها شركات عالمية ومحلية، موضحا أن عمر الموقع أكثر من ألف سنه وكان يستخدم أيام الدولة العباسية لاستخلاص الزنك والنحاس واللذان يستخدمان لصنع العملات ومن ثم استكشف عام 1930 وأعيد تأهيله وزيادة المعلومات عن المنجم خلال العامين الماضيين.
وستلتزم الشركات المؤهلة باتباع الممارسات البيئة والاجتماعية وتقديم خطة أثر اجتماعي تشمل نسب التوظيف والشراء المحلي من المناطق المجاورة للموقع بما يسهم في نمو هذه المنطقة من عدة جوانب واستدامة أثر الموارد الطبيعية، الأمر الذي سينعكس على قيمة الاستثمار وعوائده على المنطقة.


مقالات ذات صلة

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مكة المكرمة (واس)

المرافق السياحية في مكة المكرمة تحقق نمواً بنسبة 80 %

كشفت وزارة السياحة، عن أن عدد مرافق الضيافة المرخصة في مكة المكرمة تجاوز الـ1000 مرفق حتى نهاية العام الماضي، مسجّلة نمواً بنسبة 80 في المائة.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
خاص العاصمة السعودية الرياض (واس)

خاص قروض المصارف السعودية إلى القطاع الخاص عند أعلى مستوياتها

بلغت مطلوبات المصارف السعودية من القطاع الخاص أعلى مستوى على الإطلاق خلال يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، بنسبة زيادة وصلت إلى 14 في المائة تقريباً.

زينب علي (الرياض)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».