كومبيوتر بتكلفة 9 دولارات.. يغير طريقة تفكيرنا في الحوسبة

«تشيب» جهاز جيبي بمزايا متقدمة يطرح العام المقبل

كومبيوتر بتكلفة 9 دولارات.. يغير طريقة تفكيرنا في الحوسبة
TT

كومبيوتر بتكلفة 9 دولارات.. يغير طريقة تفكيرنا في الحوسبة

كومبيوتر بتكلفة 9 دولارات.. يغير طريقة تفكيرنا في الحوسبة

سوف تتمكن في القريب، مقابل 9 دولارات، من اقتناء جهاز كومبيوتر رخيص بشكل صارخ، بحجم البطاقة الائتمانية، يعمل بنظام تشغيل «لينكس» بمعالج 1 غيغاهرتز، و512 ميغابايت من ذاكرة «رام» العشوائية، و4 غيغابايت من ذاكرة التخزين الداخلية، واتصال واي - فاي وبلوتوث مدمجين. وفي حين أن تلك المميزات توفر طاقة حاسوبية كافية لتصفح الإنترنت، وتشغيل ألعاب الفيديو، ومراجعة البريد الإلكتروني، واستخدام برمجيات الكتابة، فإن الإمكانات الحقيقية هي ما يمكن للمبتكرين والقراصنة والمخترعين فعله بتلك المنصة الحاسوبية الرخيصة فور تكاملها مع مشروعات أخرى.

* «كومبيوتر رقاقة»
لن يكون أول كومبيوتر في العالم يتكلف 9 دولارات، والمعروف باسم «تشيب» C.H.I.P، متاحا للشحن التجاري قبل أوائل عام 2016. وحتى الآن، فإنه ليس إلا مجرد مشروع في بدايته لم يمر عليه أكثر قليلا من شهر واحد - ولكن الوعود والإمكانات التي يوفرها الكومبيوتر الرخيص المجنون تثير شهية شركة «نيكست ثينغ» في أوكلاند بكاليفورنيا، وهي الشركة التي تقف وراء ذلك المشروع - ومع ذلك فقد جمعت الشركة نحو 925 ألف دولار من 18 ألف متبرع من الداعمين للمشروع خلال بضعة أيام فقط، وهو أكثر بكثير من 50 ألف دولار اللازمة للبدء في أبحاث المشروع الواعد.
يأتي كومبيوتر «تشيب» من نفس الجهد الجماعي لابتكار كومبيوتر «راسبيري باي» الذي يتكلف 35 دولارا - وهو في حجم بطاقة الائتمان، ورخيص السعر، وخفيف الوزن، وذو قدرات برمجة عالية، وقدرات اتصال فائقة. فإذا ما تمكن كومبيوتر «راسبيري باي» من جذب المستخدمين حول العالم بسعر لا يتجاوز 35 دولارا، فيمكنك تصور كيفية تأثير كومبيوتر «تشيب» الأقل في السعر والأقوى من حيث الإمكانات بمجرد جذبه لتلك الكتلة الحرجة من المستخدمين.
وكما أوضح مؤسسي كومبيوتر «تشيب» على موقع مشروعهم المبدئي، فإن مبدعي الابتكار الذاتي سوف يحصلون على كل ما يحتاجونه - من المعالج، وطريقة تبادل البيانات مع باقي الأجهزة، ووسيلة لتشغيل كل شيء - لابتكار بعض الأشياء الفريدة. وفي حين أن كومبيوتر «تشيب» مصمم ليعمل مع أي شاشة باستخدام المخرجات المدمجة ويأتي بوسيلة اتصال واي - فاي واتصال بلوتوث، فلديك بالأساس جهاز كومبيوتر من بوصتين (5 سم) فقط بمجرد ما توصل الماوس ولوحة المفاتيح لاسلكيا.
وباعتبار قدرات الاتصال والبرمجة في كومبيوتر «تشيب»، فسوف يمكننا رؤية كافة أنواع الأجهزة الهجينة التي يمكن برمجتها بمنتهى السهولة لتنفيذ المهام الفريدة. وسوف يغير مبدعو ومصممو الابتكار الذاتي من الكيفية التي تتصرف بها الأشياء، مما يثير قدرا من الغموض بين الأجهزة المحمولة، والأجهزة النقالة، وإنترنت الأشياء.
قبل أن يطرح مصممو شركة «نيكست ثينغ» كومبيوتر «تشيب»، على سبيل المثال، فإنهم قد طرحوا من قبل كاميرا رقمية تسمى «أوتو» قابلة للتخصيص وتعمل على كومبيوتر «راسبيري باي» وهي مصنوعة لغرض واحد فقط وهو مساعدة المستخدمين على التقاط صور «جي آي إف» GIF المتحركة. قد لا تدفع مئات الدولارات لشراء كاميرا بوظيفة صور «جي آي إف» المتحركة، ولكن يمكنك أن تدفع مبلغا أقل لشراء كاميرا صور «جي آي إف» المتحركة الاصطناعية. ونتيجة لذلك، فإن شركة «نيكست ثينغ» قد جمعت 414 داعما للبدء في مشروع كاميرا «أوتو» في منتصف 2014، وجمعت من خلالهم 71559 دولارا للمشروع.
وبنفس روح التجريب الخالية من أي حماس، فإن الشركة تشجع الناس حاليا على الإتيان باستخدامات مبتكرة لكومبيوتر «تشيب»، وذلك عن طريق إتاحة كل شيء تقريبا على المصادر المفتوحة والوصول إلى مجتمع المبتكرين من أجل أفكارهم وإبداعهم.

* كومبيوتر جيبي
احتمال طرح كومبيوتر «تشيب» في الأسواق هو من معاملات الجذب الكبيرة. فلقاء 40 دولارا فقط، يمكنك تحويل كومبيوتر «تشيب» إلى جهاز «تشيب» للجيب، وهو كومبيوتر محمول يمكن الانتقال به إلى أي مكان. بمجرد إلحاق كومبيوتر «تشيب» إلى الشريحة، يكون لديك فجأة جهاز بشاشة تعمل باللمس بمقاس 4.3 بوصة، ولوحة مفاتيح «كويرتي» كاملة، وبطارية إنترنت تغذي كومبيوتر «تشيب» الجيب لمدة تصل إلى خمس ساعات. وكومبيوتر «تشيب» الجيب لا يختلف عن كومبيوتر «تشيب» العادي من حيث الاتصال بالإنترنت من خلال شبكة واي - فاي.
كانت هناك بالفعل بعض الأفكار الجديدة التي طفت على سطح الإنترنت بالنسبة لكومبيوتر «تشيب». كما كانت هناك أفكار للأجهزة المحمولة، وأجهزة الألعاب، وأجهزة الإنسان الآلي، وشبكة من مستشعرات جودة الهواء العاملة بالطاقة الشمسية. كما جاءت أفكار أخرى لطرح الكومبيوترات ذات 9 دولارات إلى المدارس المعوزة ماديا بالأحياء الفقيرة، وأفكار أخرى لإقامة محمية للحياة البرية في المناطق المهجورة، وإقامة محطات لمراقبة الطقس ورصد الزلازل.
في نهاية المطاف، ووفقا لمؤيدي فكرة إنترنت الأشياء، فكل «شيء غبي» يمكن أن يتحول إلى «شيء ذكي» بمجرد اتصاله بالإنترنت. فماذا إذن عن المنتجات المتصلة بكومبيوتر «تشيب» التي تختلف عن أي شيء نعرفه اليوم - مثالا بالطاولة الذكية التي تتصل بالإنترنت وتراقب المحادثات في الاجتماعات، وتسجل الملاحظات بالنيابة عنك تلقائيا ثم تزامن تلك الملاحظات مع جهازك اللوحي أو هاتفك الذكي؟
إذا ما سلك كومبيوتر «تشيب» طريقه في الأسواق، فسوف يكون من المثير للاهتمام أن نعرف ما إذا كانت شركات التقنية العملاقة سوف تتابع ذلك المسار، أو لعلهم ينظرون إلى كومبيوتر «تشيب» بتكلفة 9 دولارات فقط لا يسترعي اهتمامهم. لا يعد الأمر هبوطا إلى القاع - حيث أجبرت شركات التقنية على إنتاج أجهزة «نست» رخيصة، وأجهزة «كرومبوك» رخيصة، أو هواتف ذكية رخيصة - بقدر ما هو سباق نحو القمة - من خلال مبدعي التقنية الذين يحاولون إنتاج أجهزة الحوسبة التي لا تندرج بسهولة تحت أي تصنيف لمنتج بعينه، ولكنها في ذات الوقت قادرة على القيام بواجبات مخصصة بشكل جيد.
في نهاية الأمر، يمكن لمستقبل التقنية أن يتحدد من خلال أطفال اليوم الذين يلعبون بأجهزة كومبيوتر «تشيب» الرخيصة، حيث يتعلم كل منهم كيفية كتابة الرموز الإلكترونية من مرحلة رياض الأطفال (إما بواسطة جهاز راسبيري باي أو جهاز تشيب)، ولا يخضعون جميعهم للقيود التي تحدد لهم أي الأجهزة يفترض استخدامها أو عدم استخدامها. ويعلم الكبار أن الأجهزة اللوحية لا يفترض بأن تكون كومبيوترات - ولكن الأطفال لا يعنيهم ذلك. تلك هي المساحة التي تخرج منها الابتكارات المذهلة حينما يعيد الجيل القادم التفكير بصورة جذرية في كيفية تحويل عالمنا الحالي إلى مكان أفضل من خلال الكومبيوترات الرخيصة.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».