لهيب الصيف وازدحام الطرق الرئيسية... التشجير مطلب ملحّ في الرياض

خبير بيئي: التجارب والمسوحات أظهرت انخفاض درجات الحرارة في الأماكن المشجرة إلى 30 % مقارنة بغير المشجّرة

يساهم التشجير في تقليل درجات الحرارة (الشرق الأوسط)
يساهم التشجير في تقليل درجات الحرارة (الشرق الأوسط)
TT

لهيب الصيف وازدحام الطرق الرئيسية... التشجير مطلب ملحّ في الرياض

يساهم التشجير في تقليل درجات الحرارة (الشرق الأوسط)
يساهم التشجير في تقليل درجات الحرارة (الشرق الأوسط)

يتناول منصور (38 عاماً) قصته بوصفها معاناة شخصية، يشاركه فيها سالكو نفس الطريق من مساكنهم حتى الوصول إلى مقار عملهم.
يخرج من شقته الواقعة في حي القيروان (شمالي الرياض)، متوجهاً إلى مقر عمله الواقع في منتصف طريق الملك فهد، بمعاناة لا نهاية لها مع الحرارة الشديدة، التي لا يقتصر تأثيرها على الحالة النفسية فحسب، بل تصل إلى سيارته ذات الصناعة الصينية، حيث يشعر أحياناً بتأثير الحرارة عليها حتى يصل إلى مقر عمله. ويضع منصور إصبعه على ملاحظة أخرى تتعلّق بندرة المناظر البصرية الخضراء في طريقه، رغم أنه يلاحظ التوجه القائم على تعزيزها خلال المرحلة المقبلة.
يقول منصور إنه طوال الطريق الذي يستغرق في الأوضاع الطبيعية 20 دقيقة فقط، وفي وقت الذروة الصباحية يتضاعف إلى 35 - 40 دقيقة بسبب الازدحام المروري المعهود في طريق الملك فهد الرئيسي، الرابط بين جنوب الرياض وشماله مروراً بوسط العاصمة، لا يشعر بأي دافع للعمل سوى رغبته في تأدية الواجب مع الاستمرار في البحث عن فرصة عمل أخرى تضمن ألّا يعاود قطع هذا المسار يومياً، لكنه يبتسم عندما يشعر بانخفاض درجة الحرارة، بمروره عبر تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الملك سلمان، حيث ساهم مشروع «الرياض الخضراء»، الذي يعتبر أحد أكبر مشاريع التشجير الحضري في العالم، بإضفاء صبغة جمالية على ميدان تقاطع طريق الملك سلمان مع طريق الملك فهد من خلال الأشجار التي تعطي بُعداً بصريّاً في الوقت نفسه، الذي تشكل فيه مكافحة طبيعية للأجواء المناخية «المتطرفة»، بحسب وصف المركز الوطني للأرصاد، التي أصابت الرياض وبعض المناطق في الوسطى والشرقية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
https://twitter.com/GreenRiyadh_SA/status/1554814348538757120?s=20&t=UklkQl70DB9h64TKFKr9UQ
الرياض الخضراء
ويمثّل برنامج «الرياض الخضراء»، بارقة أمل كبرى لدى سكان العاصمة السعودية، في مواجهة التصحر وشح الأمطار والجفاف الناتج عن الحرارة الشديدة في فصل الصيف، ومعظم أوقات فصل الخريف. حيث يعد من أهم المشاريع البيئية وأكثرها طموحاً على مستوى العالم، وأحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمبادرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في مارس (آذار) من عام 2019. بهدف «رفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم».
وبحسب المشروع، فإن برنامج التشجير يغطي معظم عناصر ومكونات المدينة، بما يشمل 3330 حديقة حي، و43 متنزهاً كبيراً، 9 آلاف مسجد، و6 آلاف مدرسة، و64 منشأة جامعة وكلية، و390 منشأة صحية، و1670 منشأة حكومية، كما يغطي برنامج التشجير 16400 كيلومتر طولي من الشوارع والطرق، و2000 موقع لمواقف السيارات، و1001كيلومتر طولي من «الأحزمة الخضراء» ضمن خطوط المرافق العامة - أبراج نقل الكهرباء ومسارات أنابيب البترول - و175 ألف قطعة أرض فضاء، و272 كلم من الأودية وروافدها.
ميادين رئيسية خلت من ملامح التشجير
لكن منصور بتجربته في السير ذهاباً وإياباً بمسارات مختلفة، كشف أنه لاحظ خلو بعض الميادين الكبرى في تقاطعات رئيسية، مثل «ميدان تونس على تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع طريق مكة المكرمة» من ملامح التشجير برغم وجودها على استحياء في فترة سابقة، داعياً إلى العمل على تشجيرها أو تركيب النخيل الصناعي على أقل تقدير، ولو كان ذلك خارج إطار مشروع «الرياض الخضراء» لتعزيز المظاهر البصرية في المواقع المزدحمة والمساهمة في تخفيف وطأة الحرارة الشديدة والتقلبات المناخية الجديدة على غرار الرطوبة التي زارت المنطقة الوسطى برمّتها خلال الأسابيع الماضية.

ميدان تونس الذي يربط بين طريقي الملك عبدالعزيز، وطريق مكة المكرمة، في العاصمة السعودية الرياض (Google Earth)
استزراع أشجار وشجيرات موسمية
وبينما يعتبر الخبير البيئي البروفسور عبد الله الفهد، أن استزراع الشجيرات والأشجار الموسمية، وخاصة أشجار البيئة المحيطة أو التي ليست دخيلة سيؤثر بالإيجاب على فترات النهار في خفض درجات الحرارة، كشف الفهد لـ«الشرق الأوسط» أنه بقياس درجات الحرارة في المسطحات الخضراء وغير الخضراء اتضح أن الفارق يصل إلى 30 في المائة انخفاض درجة الحرارة في الأماكن الخضراء والأماكن المشجرة عن الأماكن الغير المشجرة وخاصة المسطحات أو الأرصفة، مضيفاً أن درجة الحرارة تصل في الصيف إلى أكثر من 60 درجة مئوية بينما الأماكن المشجّرة تنخفض فيها درجة الحرارة في «عز الصيف إلى 35 وإلى 30 مما يدلّل على أن تشجير الأرصفة والحدائق والمنازل يساهم في خفض درجة الحرارة وخفض نسب التلوث والانبعاثات الحرارية».

أضفت الأشجار قيمة جمالية على ميدان تقاطع طريق الملك سلمان مع طريق الملك فهد في مدينة الرياض

ولفت الفهد بأنه لاحظ تقدماً كبيراً في الرياض العاصمة وبعض المناطق التابعة لها، في إطار تنفيذ خطط برنامج «الرياض الخضراء» على مستوى القطاع الحكومي والجمعيات البيئية، معلّلاً: «لاحظنا انتقاء للأشجار المناسبة للبيئة، ومسابقة الزمن من خلال غرس أشجار كبيرة وواضحة للعيان على إطار واسع تحديداً في الشوارع والحدائق والممرات أو في الأودية والفياض والأماكن الصحراوية مما يجعل الأثر واضح على المناطق التي يتم غرسها فيها، كما يظهر الأثر أيضاً في موضوع الحمى، حيث عاد للحياة كثير من الأشجار خاصة السدر والطلح وبعض الشجيرات كالعرفج والرمث وغيرها من الأشجار التي سيكون لها الأثر الكبير في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء».
آثار التشجير تظهر في عدة مواقع
ومن خلال عمل اللجان والجمعيات البيئية يبشّر البروفسور الفهد، بأن آثار التشجير اتضحت من خلال «قلّة الأتربة والأغبرة التي تسببها الرياح أو التصحر والتدهور البيئي، وأيضاً نزول درجات الحرارة في الصيف انعكاساً لازدياد المسطحات الخضراء»، مما يعزّز الإشارة المسبقة بأن بعض التجارب والمسوحات أثبتت أن انخفاض درجات الحرارة في الأماكن المشجرة وصل إلى 30 في المائة، مقارنة بغير المشجّرة، وهذا بحسب الفهد «يؤثر على المنطقة المجاورة حيث إن المناطق التي تأتي منها الرياح وتمر على هذه الأشجار تكون نسبة الأكسجين فيها أعلى ونسبة التلوث أقل بكثير».
تشجير قلب الرياض و7 أحياء
يُذكر أن ميداني تقاطع طريق الملك سلمان مع طريق الملك خالد، وتقاطع طريق الملك سلمان مع طريق الملك فهد، جرى تشجيرها مسبقاً في إطار مشروع الرياض الخضراء، فضلاً عن اكتمال تشجير طريق الملك فهد من تقاطع الدائري الشمالي وصولاً إلى طريق الملك سلمان.
كما انطلقت أعمال تشجير الأحياء السكنية في مدينة الرياض ضمن برنامج الرياض الخضراء، وتوزعت على 7 أحياء هي «العزيزية، والنسيم الشرقي، والعريجاء، والنخيل، والغدير، وقرطبة، والجزيرة».

ميدان تقاطع طريق الملك سلمان، مع طريق الملك خالد في مدينة الرياض، ويظهر اكتمال أعمال التشجير


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: مطالب بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب

جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)
جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)
TT

مصر: مطالب بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب

جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)
جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)

أثار تشويه بعض نقوش مقبرة ميروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) غضباً في مصر، وارتباكاً في أروقة وزارة السياحة والآثار التي أصدرت بياناً مساء الاثنين، أكدت فيه ترميم الجدار بعد محاولة تخريبه.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في المجلس الأعلى للآثار خبر نقل 7 مفتشي آثار ومسؤولي أمن من المنطقة الأثرية في سقارة إلى مكان آخر في نوع من العقاب لهم جراء تقصيرهم في حماية المقبرة.

وطالب أثريون ونشطاء بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب، من خلال زياد أعداد الحراس والاستعانة بتقنيات المراقبة الحديثة.

مقبرة ميروكا تتمتع بنقوشها الفريدة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وبعد مرور ساعات على نشر صور الأعمال التخريبية للمقبرة عبر مواقع التواصل، قالت وزارة السياحة والآثار المصرية، إنه في أثناء قيام مفتشي آثار المنطقة بالمرور الدوري اليومي على المقابر المفتوحة للزيارة بالمنطقة تبين وجود خطوط بيضاء على أحد الجدران الداخلية لمقبرة ميروكا.

وقد قام مديرو المنطقة باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة كافة وتحرير محضر بالواقعة، حيث أثبتت التحريات قيام أحد زائري المنطقة بالكتابة على الجدار في أثناء زيارته المقبرة، مما نتج عنه وجود هذه الخطوط البيضاء.

وقد قام المجلس الأعلى للآثار بترميم الجدار وإزالة هذه الخطوط وإعادة الجدار كما هو في حالة جيدة من الحفظ.

لكنَّ الصور التي أرفقتها الوزارة بالبيان أظهرت وجود بقايا خط أفقي غائر في نقوش ورسومات المقبرة مما يدل على أن التشويه كان بآلة حادة وليس مجرد خطه بلون أبيض، وفق متابعين.

صورة نشرتها وزارة السياحة والآثار بعد معالجة العمل التخريبي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتقوم الجهات المعنية بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجاني ومعاقبته وفقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، والذي تنص المادة 45 منه على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

ووفق خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، فإن «المقابر الفرعونية تحتاج إلى توثيق ونشر علمي لكل محتوياتها، إلى جانب رقمنة هذا التوثيق وإتاحته على مواقع معروفة متاحة للباحثين والإعلاميين».

المقبرة تعد واحدة من كبرى مقابر عصر الملك «تتي»... (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى «تسجيل المتحف المفتوح بالكرنك بواسطة المركز المصري الفرنسي ووضع محتوياته على قاعدة بيانات دولية، وإذا تمت سرقتها أو تشويه أحد معالمها سيُكشف كل ذلك».

وقال الباحث الأثري أحمد عامر إن معظم المقابر الأثرية غير مراقَبة بالكاميرات، إذ يتم الاكتفاء في أغلب الأحيان بوجود حارس على كل مقبرة مفتوحة للزيارة مع وجود مفتش آثار».

وتوقع أن يكون قد تم تشويه مقبرة ميروكا خلال وجود أحد الزائرين داخل المقبرة عندما كان بعيداً عن أعين الحراس، وبالإضافة إلى توقيع جزاء إداري ضد مسؤولي حراسة المقبرة، يتوقع عامر تحويل القضية إلى النيابة الإدارية لإصدار حكم في الواقعة حيث تتوافر عناصر الإهمال، وفق تعبيره.

جدران المقبرة تتضمن كثيراً من المناظر التي تعرض الحياة اليومية خلال الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتعد سقارة من أبرز المناطق الأثرية في مصر، حيث تلقَّب بـ«أقصر الشمال»، فهي تعد الجبانة الشمالية الموازية لجبانة طيبة (الأقصر) في جنوب البلاد، ولا تزال مليئة بالأسرار، بوصفها مكان الدفن الأساسي لجبانة «منف» عاصمة مصر لعصور طويلة.

وترجع تسمية منطقة سقارة إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق الموجودة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979، ومن أشهر آثارها هرم زوسر المدرج، أول بناء حجري في التاريخ.

وإلى جانب كون ميروكا وزيراً في عهد الملك تتي (2345 - 2323 ق.م)، فإنه كان كذلك زوج ابنة الملك وكان يتمتع بنفوذ كبير، وهي الفترة التي بدأ فيها زيادة نفوذ طبقة كبار رجال الدولة خلال نهاية الأسرة السادسة.

يُذكر أن ميروكا قد دفن في مقبرة على شكل مصطبة شمالي هرم تتي بسقارة، وتعد واحدة من كبرى مقابر عصر الملك «تتي» كما أنها الأروع من حيث المناظر والزخارف التي تزينها من بين مقابر الدولة القديمة، وتضم أكثر من ثلاثين حجرة تتضمن ست حجرات لزوجته وخمساً لابنه «مري تتي»، وفق موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.

وتتضمن جدران المقبرة كثيراً من المناظر التي تعرض الحياة اليومية في الدولة القديمة، مثل مناظر رعي الماشية، وصيد فرس النهر، ومناظر صيد الطيور.