«ينال»... عذاب البحث عن المعنى المفقود

رواية يكتبها أحد أبطالها

أمجد توفيق
أمجد توفيق
TT
20

«ينال»... عذاب البحث عن المعنى المفقود

أمجد توفيق
أمجد توفيق

رواية «ينال» للروائي أمجد توفيق، الصادرة عام 2022، هي أنموذج للرواية الميتاسردية، أو ما تسمى أحياناً «ما وراء الرواية»، لأنها تنطوي على نزوع واضح لكتابة رواية من طرف أحد أبطال الرواية، كما تنطوي على إدراج قصة أو مخطوطة داخل المتن الروائي الأساسي، وقد وجدنا تنويعات كثيرة للرواية العالمية والعربية في هذا المجال. ففي رواية «طفيليات العقل» لكولن ولسن، يكتفي الراوي بتقديم مخطوطة، زعم أنها مترجمة، وينسحب بعدها من المشهد، ليترك السيادة للمخطوطة. وفي أحيان كثيرة نجد تناوباً بين سرد الراوي، ونص المخطوطة، وهو ما وجدناه في رواية «البيت الأندلسي» للروائي واسيني الأعرج الذي ينشر فصول المخطوطة بين سرود الراوي في تناوب خاص، وهو بالذات ما فعله الروائي أمجد توفيق في روايته «ينال»، إذْ نجده قد عمد إلى توزيع المخطوطة بين فصول الرواية. فبعد أن يتحدث لنا الراوي المركزي عن شخصية (ينال) مهرّب الأسلحة التي تعرف إليها في إسبانيا، يعمد في الفصل الثاني إلى نشر الجزء الأول من مخطوطة سلّمه إياها السيد (ينال). وبعد أن يعلق الراوي على هذا الجزء من المخطوطة يحاول تجنيسه، والتأكد مما إذا كانت تنطبق عليه مواصفات الرواية، ثم يعود في الفصل الرابع إلى نشر الجزء الثاني من المخطوطة، ويعكف الراوي في الفصل الخامس على تأمل غرابة شخصية السيد (ينال) وتناقض سلوكه، ثم يعود لاستكمال القسم الأخير من المخطوطة في الفصل السادس من المخطوطة التي شغلت ثلاثة فصول من الرواية ضمت أكثر من نصف المتن الروائي، بينما كانت الفصول الأربعة الأخرى مكرسة لسرود الراوي المركزي.
وهذا يؤكد هيمنة بنية المخطوطة على السرد الروائي، مما يعزز جوهر الرواية الميتاسردي. وفضلاً عن ذلك نجد إشارات متعددة من طرف السيد (ينال) ومن طرف الراوي المركزي لكتابة رواية. إذْ نجد زوجة الراوي تخبر زوجة السيد (ينال) بأن «زوجها رجل متقاعد، وأديب سبق له أن كتب رواية» (ص 14)، كما أن السيد «ينال» التمس من الراوي أن يقرأ المخطوطة التي كتبها، وخوّله لاحقاً حق نشرها:
«اسمع يا صديقي، هذا المغلف يحوي مجموعة من أوراق كتبتها قبل سنوات، أحببت أن تتكرم بقراءتها، وسأكون سعيداً أن أسمع منك شيئاً عنها»، (ص 22). وهذه كلها، وأعني بها المخطوطة والرغبة في كتابة رواية، مؤشرات تدعم الطبيعة الميتاسردية للرواية.
وفنياً، تعتمد الرواية على سرد مبأّر يمر عبر وعي الشخصيات الروائية المشاركة، وبشكل خاص سرد الراوي المركزي وسرد السيد (ينال). كما تنطوي الرواية بفضل ذلك على تعدد صوتي بوليفوني، بمشاركة شخصيات نسوية، مما يجعلها بحق رواية «بوليفونية» متعددة الأصوات. إذ يبدأ السرد الاستهلالي في الفصل الأول بتوظيف ضمير المتكلم (أنا)، يتحدث فيه الراوي المركزي عن تجربة شخصية جمعته، في أثناء زيارته لابنه (فيصل) في إسبانيا بالسيد (ينال):
«كانت تلك بداية معرفتي بالسيد ينال الذي ينحدر من أصل عراقي، وهاجر في زمن ملتبس خارجه، ليستقر فيما بعد في إسبانيا»، (ص 11).
ومن هنا تتحول الرواية تدريجياً إلى رواية شخصية تتمركز حول بناء شخصية السيد (ينال) المثيرة للجدل، حيث يعمد الراوي، بصورة غير مباشرة، إلى كتابة سيرة بيوغرافية Biography لشخصية السيد (ينال)، كما أن المخطوطة التي كتبها السيد (ينال) تستكمل الوجه الآخر لبناء هذه الشخصية على مستوى السيرة الذاتية (الأوتوبيوغرافية) Autobiography. وخلال عمليتي الكشف والبناء هاتين نتعرف أيضاً بصورة أدق إلى شخصية الراوي المركزي الذي هو مدرس عراقي متقاعد وكاتب روائي، في الستين من عمره ويحمل اسم «عبد الله»، ونجده منذ بداية الرواية في زيارة إلى ولده (فيصل) الذي يعمل طبيباً في أحد مستشفيات إسبانيا.
ومن خلال مرويات الشخصيات الروائية نبدأ بالتعرف تدريجياً إلى شخصية السيد (ينال) وطبيعة عمله. إذْ قال (فيصل) ابن الراوي المركزي إن السيد (ينال) «رجل مشهور، إنه تاجر أسلحة، وهو غني جداً»، (ص 13)، كما علمت زوجة الراوي من خلال زوجة السيد (ينال) أن زوجها يمتلك شركات كثيرة في أوروبا، فضلاً عن مزرعة كبيرة، وفيلا في إسبانيا، تضم -كما اكتشف الراوي المركزي لاحقاً- مضماراً لرماية الأسلحة المختلفة. وهو ما يكشف عن طبيعة مهنة السيد (ينال) بوصفه تاجراً ومهرباً للأسلحة.
ويكشف السيد (ينال) في فصول المخطوطة التي كتبها بسرد مبأّر عبر ضمير المتكلم (أنا)، عن جوهر شخصيته بوصفه شخصية إشكالية تطرح سلسلة من الأسئلة الوجودية والفلسفية المعقدة، والتي كما يبدو هي التي أثقلت حياته ودفعته إلى الانتحار. فهو يشكك في كل شيء، وحتى في دلالة الاسم الذي يحمله:
«ولا أزعم أنني متأكد من شيء حتى اسمي، أجده غريباً مضحكاً، إنه لا يحمل من الاسم سوى صفته، فهو فعل مضارع وليس اسماً»، (ص 28).
ونجده مشتبكاً مع مجموعة من الأفكار الوجودية العميقة عن الحرية وغياب الشعور في الكمال وعذاب البحث عن المعنى المفقود، وأن الإنسان قد يتنكر بأقنعة للحماية مما هو مجهول أو معلوم:
«كررت أكثر من مرة أني رجل حر، هل كانت حريتي المزعومة غير محاصرة بالنقصان؟»، (ص 159).
وكان السيد (ينال) يشعر بأنه يعيش حالة انكسار دائمة، لكنه من الجانب الآخر يرفض الاستسلام:
«لست مستسلماً، ولن أكون كذلك»، (ص 161).
لكننا نكتشف في النهاية استسلامه للموت عندما قرر الانتحار، ورسم سيناريو انتحاره بطريقة مسرحية متكاملة. فبعد أن سلم مخطوطته للراوي المركزي، راجياً منه نشرها، لأنها العمل الأخير الذي سيقوم به في حياته، طلب منه أن يقبل مستقبلاً دعوة مهمة لزيارة باريس، قد لا يكون موجوداً فيها في استقباله، لكنه بالتأكيد سيجد من يقوم بذلك نيابةً عنه. وفوجئ الراوي، في أثناء وجوده في بغداد، بخبر انتحار السيد (ينال) بإطلاقة مسدسه وهو في مكتبه بفرنسا، وأنه قد ترك وصية طلب فيها أن يحضر الراوي المركزي نفسه مراسم فتحها. وفعلاً يغادر الراوي بغداد إلى فرنسا، حيث يجد الوصية بانتظاره، وبحضور محامي العائلة، وذويه.
ويبدو أن السيد (ينال) قد انتحر بعد أن أتعبته أسئلة الوجود الفلسفية الكبرى عن معنى حياته وحريته، فضلاً عن إحساسه اللاواعي بالذنب لأن صفقات الأسلحة التي كان يتاجر بها تسببت بقتل مئات من الناس الأبرياء.
ومن المفاجآت التي وجدها الراوي في أثناء قراءة الوصية تخصيص مبلغ كبير له لطباعة روايته، وهو مبلغ يمكن أن يغطي طباعة عشرات الكتب، مما يعني أنه إنما كان يقدم له مكافأة غير مباشرة على جهوده، كما ترك مبلغاً كبيراً من المال يقدر بعشرين مليون يورو بعهدة الراوي، يصرفه لبناء دار ومدرسة للأيتام. وقد أعد جميع الأوراق الرسمية لتخويله بهذه المهمة بعد أن وقّعها من السلطات الفرنسية والسفارة العراقية بباريس معاً.
ويختتم الروائي الرواية بمقطوعة شعرية يرثي بها صديقه السيد (ينال) وهو في طريقه إلى قبره حاملاً وروده المفضلة، وخاطبه وهو في قبره:
«فارقد بسلام
ولتهدأ جمرة أسئلتك
فظلام القبر ماء» (ص 172).
وندرك أن «جمرة الأسئلة» التي كان يطلقها السيد (ينال) هي التي استنزفت روحه ودفعته للاستسلام للموت، واختيار الانتحار بإطلاقة مسدس، وهو جالس في مكتبه في قلب مدينة باريس.
وعودة إلى جوهر الرواية الميتاسردي، نلاحظ أن الرواية قد انشغلت لفترة طويلة بالوقوف أمام طبيعة المخطوطة التي كتبها السيد (ينال)، وفيما إذا كانت رواية حقاً، وهو ما نجده في تساؤلات الراوي المركزي بعد انتهائه من قراءة الفصل الأول من المخطوطة:
«أنهيت قراءة أوراق المغلف، فأخذتني الحيرة في تجنيس ما كتبه السيد ينال، أهو رواية، إن كانت كذلك فهي غير مكتملة، وتطرح الكثير من الأسئلة. هل هي مذكرات شخصية؟» (ص 56).
ويذهب الراوي المركزي إلى الاعتقاد بأن السيد (ينال) ربما لم يفكر في كتابة رواية، وأغلب الظن أنه حاول تسجيل أحداث مرت به»، (ص 56). وتساءل الراوي عن مدى صدقية ما كتبه السيد (ينال)، لكنه توصل إلى أن «الروائيين ليسوا مؤرخين، والصدق لا يعني لهم سوى صدقهم الفني»، (ص 56).
والرواية، بوصفها رواية شخصية، تحمل الكثير من العناصر السيميائية الدالّة. فوفق ما ذكره الناقد الفرنسي فيليب هامون في كتابه «سيميولوجية الشخصيات الروائية»، يمكن التعامل مع الشخصية، واستناداً إلى مفهوم العلاقة اللسانية، بوصفها مورفيماً فارغاً، أي بياضاً دلالياً، وهذا ما وجدناه عندما راح هذا البياض الدلالي يمتلئ تدريجياً من خلال البيانات والأحداث والمرويات التي قُدمت، لكنها كما يبدو بسبب هذا لامتلاء والاحتشاد أدت إلى انفجار هذه الشخصية في النهاية من خلال عملية الانتحار التي أقدم عليها، بتخطيط مسبق، السيد (ينال)، بطل الرواية المركزي. وفي ضوء ما أشار إليه الناقد فيليب هامون يمكن أن نعد شخصية السيد (ينال) شخصية مرجعية، بينما يمكن النظر إلى شخصية الراوي المركزي بوصفها شخصية إشارية. فالشخصية المرجعية هي جزء من شخصيات الوقائع الاجتماعية التي يستطيع القارئ أن يغنيها بتصوراته، أما الشخصية الإشارية فهي شخصية تعبر عن رؤية المؤلف، بوصفها شخصية ناطقة باسمه، كما هو الحال في جوقة التراجيديا القديمة، ذلك أنها تقوم بإضاءة ما خفي، وربط الأجزاء المبعثرة المختلفة في كل دلالي متماسك.
رواية «ينال» للروائي أمجد توفيق، لعبة ميتاسردية ذكية اشتغلت على مستوى الذاكرة والكتابة والمخطوطة لصياغة نص روائي متميز.



أسلحة مزخرفة من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي

خنجران من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي
خنجران من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي
TT
20

أسلحة مزخرفة من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي

خنجران من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي
خنجران من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي

يحتلّ موقع ساروق الحديد مكانة عالية في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها عمليات التنقيب المتلاحقة في الإمارات المتحدة، ويتميّز بترابه الأثري الذي يشهد له الكم الهائل من اللقى التي خرجت منه في العقدين الأخيرين. تشكّل هذه اللقى مجموعات عدة مستقلة، منها مجموعة كبيرة من الأسلحة المعدنية تحوي خنجرين فريدين من نوعهما، لكل منهما مقبض منحوت على شكل فهد رابض يمدّ قائمتيه الأماميتين في الأفق.

تتبع منطقة ساروق الحديد إمارة دبي، وتجاور قرية الفقع بين مدينة دبي ومدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي. شرعت دائرة التراث العمراني والآثار التابعة لبلدية دبي في استكشاف هذا الموقع في عام 2002، بالتعاون مع عدد من البعثات الأجنبية، وأدت حملات التنقيب المتواصلة خلال السنوات التالية إلى العثور على مجموعات متنوعة من اللقى تعود إلى فترات زمنية تمتد من العصر البرونزي إلى العصر الحديدي، منها مجموعة من الأختام، ومجموعة من الأواني الطينية، ومجموعة من الأدوات المعدنية.

تنقسم مجموعة الأدوات المعدنية إلى مجموعات عدة، أكبرها مجموعة من الأسلحة تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، تشابه في صناعتها وفي صياغتها أسلحة معاصرة لها خرجت من مواقع أثرية أخرى في الإمارات وفي المناطق المجاورة لها. يأخذ القسم الأكبر من هذه الأسلحة شكل خنجر من الحجم المتوسط، يتكوّن من مقبض بسيط ونصل مروّس. يبدو المقبض مجرّداً من الزينة في أغلب الأحيان، غير أن بعض النماذج تخرج عن هذا السياق، وتتميّز بنقش زخرفي متقن يشهد لأسلوب فني ساد في هذه الناحية من الجزيرة العربية كما يبدو.

يتجلّى هذا النقش الناتئ في خنجر من البرونز يتكون من مقبض يبلغ طوله 13 سنتيمتراً، ونصل طوله 16 سنتيمتراً. يتكوّن هذا النقش من مساحات زخرفية مختلفة، تشكّل معاً تأليفاً تجريدياً يجمع بين تقاسيم متناغمة. يعلو هذا التأليف شريط أفقي يحدّ قاعدة نصل الخنجر، تزيّنه سلسلة من الحبيبات المتلاصقة. يستقرّ هذا الشريط فوق مساحة مكعّبة تأخذ شكل تاج تزيّنه زخرفة حلزونية مكوّنة من مفردتين تشكيليتين معاكستين. في النصف الأسفل من هذا المقبض، تحضر مساحة مستطيلة تزينها سنابل منتصبة محوّرة هندسياً، تستقرّ في إطار يحدّه شريطان مزخرفان بشبكة من الخطوط الأفقية. ترتفع هذه الكتلة المتراصة فوق قاعدة أسطوانية، وتشكلّ هذه القاعدة الطرف الأسفل لهذا المقبض البديع.

يحضر هذا النقش بشكل مشابه في خنجر آخر يبلغ طول نصله الحديدي 13.7 سنتيمتر، وطول مقبضه البرونزي 9 سنتيمترات. ويظهر هذا التشابه من خلال السنابل المنتصبة في كتلة مستطيلة تشكّل عموداً يعلوه تاج يزينه تأليف حلزوني مماثل. يستقر هذا العمود فوق قاعدة أسطوانية مجرّدة، ويشكّل معها تكوين مقبض هذا الخنجر الذي تأكسد نصله الحديدي العريض.

يبرز في هذا الميدان خنجران فريدان من نوعهما يحمل كل منهما مقبضاً نُحت على شكل حيوان من فصيلة السنّوريّات، يمثّل كما يبدو فهداً رابضاً. يتشابه هذان الخنجران البرونزيان من حيث الحجم تقريباً، غير أنهما يختلفان في التكوين، ويظهر هذا التباين عند دراسة مقبض كل منهما؛ إذ يحمل أحدهما صورة فهد مجسّم، ويحمل الآخر صورة مزدوجة لهذا الفهد. يظهر الفهد المفرد في خنجر يبلغ طول نصله المقوّس بشكل طفيف 19.5 سنتيمتر، وطول مقبضه 14 سنتيمتراً. يتكوّن هذا المقبض من مجسّم على شكل فهد ينتصب عمودياً فوق قاعدة تأخذ شكل تاج تزينه زخرفة حلزونية، تماثل في تأليفها النسق المعتمد. يشكّل رأس هذا الفهد قمة المقبض، وملامحه واضحة، وتتمثّل بعينين دائريتين، وأنف شامخ، وشدقين مفتوحين. يرتفع هذا الرأس فوق عنق طويل مقوّس، يحدّه عقد من الحبيبات الناتئة، يفصل بينه وبين البدن. يتكوّن هذا البدن من صدر طويل مستطيل، تعلوه قائمتان أماميتان تمتدّان في الأفق، مع قدمين مقوّستين بشكل طفيف. الفخذان عريضتان، والذيل منسدل، وهو على شكل ذيل الأسد، ويتميز بخصلة عريضة تعلو طرفه، تنعقد هنا بشكل حلزوني.

يتكون الخنجر الآخر من نصل يبلغ طوله 16 سنتيمتراً، ومقبض على شكل قوس منفرج طوله 12.5 سنتيمتر. تتكرّر صورة الفهد، مع اختلاف في التفاصيل؛ إذ يغيب الطوق الذي يحيط بالعنق، وتستقيم القائمتان الأماميتان عمودياً، وتحضر في وسط العين نقطة غائرة تمثّل البؤبؤ. ينتصب هذا الفهد فوق فهد آخر يظهر بشكل معاكس له، ويشكّل رأس هذا الفهد المعاكس الطرف الأسفل للمقبض، وقاعدة للنصل المنبثق من بين فكّيه.

يمثّل هذان الخنجران حالة فنية استثنائية في ميدان مجموعات الأسلحة المتعددة التي خرجت من مواقع الإمارات الأثرية، ومواقع سلطنة عُمان التي شكّلت امتداداً لها، ويبرزان بطابعهما التصويري الذي يأخذ هنا شكل منحوتتين مجسّمتين. تعكس هاتان المنحوتتان أثر بلاد السند وبلاد الرافدين، غير أنّهما تتميّزان بطابع محلّي خاص، ويظهر هذا الطابع في قطع أخرى تنتمي كذلك إلى ما يُعرف تقليدياً بالفنون الصغرى.