8 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب في أوكرانيا

صورة ترمز للصراع الروسي - الأوكراني في حرب أوكرانيا (نقلاً عن sundayguardianlive.com)
صورة ترمز للصراع الروسي - الأوكراني في حرب أوكرانيا (نقلاً عن sundayguardianlive.com)
TT

8 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب في أوكرانيا

صورة ترمز للصراع الروسي - الأوكراني في حرب أوكرانيا (نقلاً عن sundayguardianlive.com)
صورة ترمز للصراع الروسي - الأوكراني في حرب أوكرانيا (نقلاً عن sundayguardianlive.com)

مع مرور شهرين من شبه الجمود في خط المواجهة الأمامي بين الجيشين الروسي والأوكراني، ومع اقتراب الصيف من نهايته، وبينما يكافح الجيش الروسي للسيطرة على مقاطعة دونيتسك التي يسيطر على 60 في المائة فقط من مساحتها، في حين أن الهجوم المضاد الأوكراني في خيرسون جنوباً لم يسفر عن نتيجة، ستحسم الحرب في أوكرانيا بأحد 8 سيناريوهات محتملة لنهاية هذه الحرب؛ وفق تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
فما هذه السيناريوهات؟

1- احتمال قريب المدى: استمرار الجمود العسكري
يشير أوليفر كيمف؛ مدير «مكتب فيجي الاستراتيجي»، إلى أن احتمالات التقدم بالنسبة للطرفين المتحاربين الروسي والأوكراني ضعيفة من الآن وحتى نهاية الصيف وبداية الخريف؛ إذ يمكن للأوكرانيين أن يأملوا في التقدم على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو (جنوب شرقي أوكرانيا)، ولكن دون الذهاب إلى حد الاستيلاء على مدينة خيرسون الكبيرة، ويمكن للروس الدفع داخل دونباس (شرق أوكرانيا)، ولكن دون الاستيلاء على إقليم دونيتسك بأكمله»، مشيراً إلى إضعاف الإمدادات الروسية نتيجة الضربات الأوكرانية في عمق الأرض التي يسيطر عليها الروس في أوكرانيا، مقابل حفاظ الروس على تفوقهم الدفاعي لا سيما في المدن التي يسيطرون عليها.
يلفت كيمف إلى أن الأسلحة الغربية التي سلمت إلى أوكرانيا غير كافية لجعل الجيش الأوكراني قادراً على الانتقال إلى مرحلة الهجوم؛ إذ يتمتع الروس بالتأكيد بتفوق كمي في العتاد من حيث الطيران والمدفعية، ولكن الموارد البشرية المحدودة للجيش الروسي (ما بين 150 و200 ألف مقاتل)، تحد بدورها من قدرة هذا الجيش على التقدم، متوقعاً أن الروس سيحتفظون بنحو كامل إقليم خيرسون، لكنهم لن يتمكنوا من التقدم أكثر من ذلك في الدونباس.

2- أوكرانيا تسترجع خيرسون وتخسر الدونباس بالكامل
يرى التقرير أنه يمكن للجيش الأوكراني، بفضل جهود المدفعية المكثفة التي تكون قد أصبحت بحوزته (بفعل تسليم الأسلحة الغربية لأوكرانيا)، صد الروس من ضواحي خاركيف شرق أوكرانيا، وكذلك استعادة مدينة خيرسون الاستراتيجية في الجنوب.
ومن ناحية أخرى، يعتقد التقرير أن الدونباس بأكمله من المحتمل أن يسقط في أيدي الجيش الروسي...
ستمثل خسارة خيرسون هزيمة قاسية لموسكو، التي ستكتفي فقط ﺑ«تحرير» منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، حيث ستجري استفتاءات بشأن ضمهما للاتحاد الروسي، بحسب التقرير.

3- روسيا تسيطر على 4 أقاليم أوكرانية بالكامل
لا يستبعد التقرير سيناريو آخر يقول إنه أكثر ملاءمة للروس، بشرط أن تنجح موسكو في تعزيز وضعها العسكري، فإذا كانت أوكرانيا تكافح من أجل تقوية دفاعاتها وأثبتت عدم قدرتها على قيادة هجوم مضاد حقيقي، يمكن حينها للروس الذهاب عسكرياً أبعد قليلاً من إقليم دونباس وحده، فيمكنهم تعزيز سيطرتهم على خيرسون أثناء الدفع شمالاً للاستيلاء على زابوريجيا بالكامل (فيما يسيطرون الآن على نحو 3 أرباع أراضي زابوريجيا)، كما أنهم سيحتفظون بمواقعهم الحالية بالقرب من خاركيف، دون أن يدخلوا إلى خاركيف؛ ثانية كبرى مدن أوكرانيا.
يفيد التقرير بأن هذا السيناريو سيعني سيطرة روسيا على ربع أراضي أوكرانيا (نحو نصف مساحة إيطاليا)، والأهم من ذلك، سيسمح لموسكو بإجراء استفتاءات في 4 أقاليم كاملة على الأقل، لضمها إلى روسيا، وبالتالي يمكن في هذه الحالة أن يقدم فلاديمير بوتين «عمليته العسكرية الخاصة» على أنها نصر نظيف.

4- العودة إلى وضع ما قبل «حرب 24 فبراير»
يفترض التقرير في هذا السيناريو حصول انهيارات في الجيش الروسي؛ إذ يمكن أن يحدث ذلك إذا نقص مخزون المعدات الروسية بشدة، وحصل إرهاق وتذمر لدى الجنود الروس من الوضع القائم، مما يؤدي إلى إضعاف معنويات الجيش الروسي.
قد يجبر الروس في مثل هذه الحالة، كما حصل معهم في بداية الحرب على الجبهة الشمالية لأوكرانيا، على التراجع إلى خط المواجهة قبل 24 فبراير (شباط) 2022؛ أي الاحتفاظ فقط بشبه جزيرة القرم ونحو ثلث الدونباس.
يشير بينوا بيهان، المؤرخ والخبير الاستراتيجي، إلى أن مثل هذا السيناريو، من المستبعد جداً؛ إذ يحتاج إلى مجهود جبار من أوكرانيا لتغير ميزان القوى بشكل واضح لمصلحتها؛ إذ ستحتاج أوكرانيا لسنوات من أجل إحداث تغيرات جذرية في جيشها، تمكنها من تحقيق هذا التفوق.

5- أوكرانيا تتخلى عن القرم رسمياً
يتوقع التقرير سيناريو آخر؛ هو، في حال انهيار الجيش الروسي على الجبهة، أن يتم التفاوض بين كييف وموسكو على اتفاق يترك شبه جزيرة القرم لروسيا، والدونباس يبقى لأوكرانيا مع وضع خاص لهذه المنطقة الناطقة بالروسية.

6- أوديسا بقبضة روسيا وإحياء مشروع «روسيا الجديدة»
يفترض التقرير بهذا السيناريو انهياراً لأوكرانيا، مع تراجع جيشها أمام تقدم القوات الروسية التي ستصل إلى هدف رمزي واستراتيجي: أوديسا التي أسستها الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية، وكانت رابع مدينة في الإمبراطورية الروسية (السابقة).
يعدّ التقرير أن هذا السيناريو «يفي بشروط انتصار الكرملين، أو حتى أكثر من ذلك بقليل».
ويفترض بينوا بيهان أن روسيا يمكنها أيضاً أن تغزو خاركيف، المدينة الثانية في أوكرانيا، إضافة إلى زابوريجيا وميكولايف ودنيبرو.
ستمتلك موسكو بفضل هذه الانتصارات سلسلة متصلة من الأراضي تصل روسيا بإقليم ترانسنيستريا (في مولدوفيا غرباً) وستحرم أوكرانيا من الوصول إلى البحر، ويمكن لفلاديمير بوتين حينها إحياء ما تسمى «نوفوروسيا» أو «روسيا الجديدة» - وهو مصطلح يقصد به اعتبار أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية جزءاً من الإمبراطورية الروسية التاريخية - التي ذكرها في مقالته الطويلة في يوليو (تموز) 2021 عن «الوحدة التاريخية (من) الروس والأوكرانيين»، بحسب التقرير.

7- روسيا ما بعد «نوفوروسيا»
يطرح التقرير تساؤلاً إذا أمكن للروس الذهاب أبعد من السيطرة على «روسيا الجديدة»، ومواصلة غزوهم. يعدّ بينوا بيهان أن هذا الاحتمال أشبه بالخيال السياسي، ويقول إنه «كلما اتجه الروس غرباً في أوكرانيا، واجهوا سكاناً معادين لهم، كما يتطلب احتلال مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة في أوكرانيا والاحتفاظ بها، انتشاراً طويل الأمد لمئات الآلاف من الجنود الروس»، ويضيف: «لا أعتقد أن الروس لديهم إمكانية أو ميل للسيطرة بشكل مباشر أو غير مباشر على غرب أوكرانيا».

8- أوكرانيا تعود لحدودها عام 1991
صرح الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مقابلة أجرتها معه مجلة «إكسبرس»: «الهدف بالنسبة إلينا هو استعادة حدودنا، وشبه جزيرة القرم أوكرانية. أود أن أذكر العالم بأسره بأن شبه الجزيرة ملكنا».
يشير بينوا بيهان إلى أن إعادة احتلال البلاد بالكامل هو الهدف المعلن للجيش الأوكراني، ومع ذلك، فإنه يتطلب انهيار الجيش الروسي، وهو سيناريو «غير واقعي اليوم لأن تباين القوة في صالح روسيا»، مستبعداً إمكانية سقوط نظام فلاديمير بوتين في موسكو.
ويعدّ أوليفييه كيمف أنه رغم إظهار الغربيين دعمهم علناً أهداف أوكرانيا باستعادة القرم، فإنهم من ناحية أخرى حذرون من تحقيق هذه الأهداف على الأرض تجنباً لمخاطر تصعيد نووي روسي؛ إذ ستعدّ روسيا القرم جزءاً من أراضيها يتعرض لهجوم خارجي.


مقالات ذات صلة

فون دير لاين: سنقرض أوكرانيا 35 مليار يورو من فوائد أصول روسية مجمدة... وموسكو: الاتحاد الأوروبي «فقد عقله»

أوروبا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (إ.ب.أ)

فون دير لاين: سنقرض أوكرانيا 35 مليار يورو من فوائد أصول روسية مجمدة... وموسكو: الاتحاد الأوروبي «فقد عقله»

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم (الجمعة) أن الاتحاد الأوروبي سيمنح أوكرانيا قرضاً تصل قيمته إلى 35 مليار يورو (39.06 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يتم الترحيب بها عند وصولها إلى محطة السكك الحديدية في كييف بأوكرانيا... الجمعة 20 سبتمبر 2024 (أ.ب)

رئيسة المفوضية الأوروبية تعلن وصولها إلى كييف لمناقشة دعم أوكرانيا

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم (الجمعة)، إنها وصلت إلى كييف؛ لمناقشة دعم أوروبا لأوكرانيا، والاستعداد لفصل الشتاء، وشؤون الدفاع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا قوات أوكرانية عند نقطة عبور على الحدود مع روسيا بالقرب من كورسك (رويترز)

زيلينسكي: الهجوم في كورسك أرغم موسكو على نقل 40 ألف جندي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أنّ الهجوم الذي تشنّه كييف على كورسك الحدودية الروسية أرغم موسكو على نقل 40 ألف جندي إلى تلك المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

زيلينسكي يلتقي بايدن وهاريس وترمب بأميركا الأسبوع المقبل

يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في مسعى لحشد الدعم الأميركي لبلاده قبيل انتخابات نوفمبر الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يبحثون عن ضحايا في مبنى سكني دمره هجوم صاروخي روسي في وسط مدينة لفيف غرب أوكرانيا (أ.ب)

الشتاء المقبل سيكون «الاختبار الأشد» في أوكرانيا

حذرت الوكالة الدولية للطاقة الخميس من أن الشتاء المقبل سيكون «الاختبار الأشد حتى الآن» لشبكة الطاقة في أوكرانيا، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي عن مساعدات إضافية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

عصر جديد من التخريب: تحويل الأجهزة العادية إلى قنابل يدوية على نطاق واسع

أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

عصر جديد من التخريب: تحويل الأجهزة العادية إلى قنابل يدوية على نطاق واسع

أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)

في الانفجارات الأخيرة التي استهدفت أجهزة الاتصالات اللاسلكية لجماعة «حزب الله» في لبنان، ظهر شكل جديد من الأعمال التخريبية، وهو تحويل أجهزة الاتصال العادية مثل أجهزة اللاسلكي إلى قنابل يدوية، حسب تقرير أمس الخميس لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

حوّلت العملية الإسرائيلية المفترضة هذه الأجهزة اليومية إلى أسلحة، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. وفي حين كان الهدف من التفجيرات استهداف مقاتلي «حزب الله»، فقد تضرر المدنيون أيضاً، ما ساهم في تنامي المخاوف من عدم إمكانية الوثوق بشكل كامل بأي جهاز إلكتروني، من الهواتف الجوالة إلى الأجهزة المنزلية.

يحذّر الخبراء من التأثير النفسي الكبير للانفجارات الأخيرة، حيث بدأ الناس يشككون في سلامة الأجهزة في حياتهم اليومية، على غرار المخاوف بشأن أن يكون الأشخاص يتعرّضون للمراقبة الشاملة.

تطلب هذا التخريب واسع النطاق اختراقاً عميقاً لسلسلة التوريد، ما يسلط الضوء على المخاطر التي تشكلها أجهزة الاتصالات.

يتكهن البعض بأن الهجمات قد تشير إلى هجوم إسرائيلي أوسع نطاقاً، على الرغم من أن المزيد من الإجراءات الإسرائيلية لم تتحقق بعد. ويضيف استهداف أجهزة «حزب الله» المنخفضة التقنية، والتي كان يُعتقد قبل التفجيرات أنها آمنة من الهجمات الإلكترونية، عنصراً جديداً من التعقيد إلى هذا العصر الجديد من التخريب.

تُطرح نظريات مختلفة حول كيفية وضع المتفجرات في الأجهزة المستخدمة في الهجمات. وتشير السيناريوهات الأكثر ترجيحا، إلى أن عملاء إسرائيليين زرعوا متفجرات في البطاريات أثناء تصنيعها بواسطة شركة وهمية في بودابست. وهناك احتمال آخر وهو أن الأجهزة تم تعديلها بعد الإنتاج ولكن قبل توزيعها على عناصر «حزب الله».

وبغض النظر عن الطريقة التي استخدمت لتفخيخ الأجهزة، فإن كميات صغيرة من المتفجرات المخبأة في تلك الأجهزة تسببت في إصابات خطيرة.

وربما تم إطلاق الانفجارات عن بعد عبر رسائل أو من خلال استغلال نقاط الضعف في شفرة أجهزة النداء (بيجر)، ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطاريات لتفجيرها.

ويشير بعض الخبراء إلى أن العمليات السيبرانية الإسرائيلية قدمت معلومات استخباراتية حول شراء «حزب الله» لأجهزة البيجر، ما ساعد في استهداف الأجهزة في سلسلة التوريد.

إن هذه العملية تذكرنا بعمليات سلسلة التوريد السابقة مثل الجهود الأميركية لإحباط البرنامج النووي الإيراني أو المحاولات الصينية للتسلل إلى شبكات الطاقة الأميركية. وتوفر هذه العمليات مزايا تكتيكية ولكنها قد لا تؤدي بالضرورة إلى مكاسب استراتيجية كبيرة. وفي حين كان تخريب البنى التحتية الكبيرة مثل شبكات الطاقة شائعا، فإن هذا الهجوم على الأجهزة المحمولة باليد قد يشير إلى اتجاه جديد في عمليات التخريب حول العالم.