الأسهم السعودية تفتح أبوابها للمؤسسات المالية الأجنبية اعتبارًا من اليوم

مؤشر السوق قفز فوق حاجز 9600 نقطة وسط سيولة نقدية متحسنة

من المتوقع أن تشهد تعاملات سوق الأسهم السعودية اليوم ارتفاعًا تبلغ نسبته 50 في المائة في القيمة النقدية المتداولة (أ.ف.ب)
من المتوقع أن تشهد تعاملات سوق الأسهم السعودية اليوم ارتفاعًا تبلغ نسبته 50 في المائة في القيمة النقدية المتداولة (أ.ف.ب)
TT

الأسهم السعودية تفتح أبوابها للمؤسسات المالية الأجنبية اعتبارًا من اليوم

من المتوقع أن تشهد تعاملات سوق الأسهم السعودية اليوم ارتفاعًا تبلغ نسبته 50 في المائة في القيمة النقدية المتداولة (أ.ف.ب)
من المتوقع أن تشهد تعاملات سوق الأسهم السعودية اليوم ارتفاعًا تبلغ نسبته 50 في المائة في القيمة النقدية المتداولة (أ.ف.ب)

تدخل سوق الأسهم السعودية اليوم مرحلة تاريخية جديدة، تتمثل في فتح السوق مباشرةً أمام المؤسسات المالية الأجنبية، يأتي ذلك في وقت أنهت فيه تعاملات السوق آخر أيام تداولاتها قبيل دخول المستثمرين الأجانب بارتفاعات يبلغ حجمها نحو 126 نقطة يوم أمس، وسط سيولة نقدية متحسنة إلى حد ما.
ومن المتوقع أن تشهد تعاملات سوق الأسهم السعودية، اليوم، ارتفاعًا تبلغ نسبته 50 في المائة في القيمة النقدية المتداولة، عما كانت عليه خلال تعاملات يوم أمس الأحد، التي بلغت نحو 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار)، حيث من الممكن أن تصل السيولة النقدية المتداولة اليوم حاجز الـ7.5 مليار ريال (ملياري دولار).
وتشكّل سوق الأسهم السعودية فرصة استثمارية جاذبة للمؤسسات المالية الأجنبية، خصوصًا أن الاقتصاد السعودي أثبت خلال السنوات الثماني الماضية قدرته على تجاوز جميع الصعوبات التي كانت تواجهه، خصوصًا فيما يتعلق بالأزمات المالية العالمية المتلاحقة، وما يحدث -حاليًا- من قلاقل جيوسياسية على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى الخسائر العالية التي شهدها سوق النفط خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي هذا الشأن، أعلنت السوق المالية السعودية "تداول" يوم أمس، في بيانٍ صحافي صادر عنها، عن إمكانية بدء تعامل المستثمرين الأجانب المؤهلين في الأسهم المدرجة بالسوق، وذلك اعتبارا من اليوم الاثنين، وسط استعدادات تقنية عالية جدًا.
وفي الإطار ذاته، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات يوم أمس الأحد فوق مستوى الـ9600 نقطة، على ارتفاع تبلغ نسبته 1.3 في المائة، مغلقاً بذلك عند مستويات 9645 نقطة، وسط تداولات شهدت تحسنًا طفيفًا في السيولة النقدية المتداولة.
من جهة أخرى، أعلنت شركة "اتحاد عذيب للاتصالات" عن بلوغ خسائرها المتراكمة حتى نهاية مايو 2015 نحو 972 مليون ريال (259.2 مليون دولار)، ما يعادل 61.7 في المائة من رأس مال الشركة، وقالت الشركة "ارتفعت الخسائر المتراكمة للشركة بنهاية مايو 2015، بعد أن سجلت خسائر إضافية قدرها 13.4 مليون ريال (3.5 مليون دولار) خلال شهر مايو الماضي، لتبلغ الخسائر الصافية للشركة خلال الشهرين ما يعادل 27.1 مليون ريال (7.2 مليون دولار)".
ويشكّل ارتفاع حجم الخسائر في شركة اتحاد عذيب للاتصالات في السعودية، مؤشرًا جديدًا على حجم الصعوبات التي تواجهها شركات الاتصالات في البلاد، حيث باتت "شركة الاتصالات السعودية" خلال الفترة الحالية هي الشركة الوحيدة التي تعلن عن ربحية، خصوصًا بعد تحوّل شركة "موبايلي" إلى منطقة الخسائر، بعد أن كانت من أبرز شركات القطاع من حيث الربحية.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أكد فيه محمد الجدعان رئيس مجلس هيئة السوق المالية السعودية -أخيرًا- أن هناك أهدافا عدة ترمي المملكة لتحقيقها عبر السماح للمؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة بالاستثمار في الأسهم المدرجة بالسوق المالية السعودية، أهمها استقطاب مستثمرين متخصصين لتعزيز الاستثمار المؤسسي ورفع مستوى البحوث والدراسات عن السوق المالية السعودية.
وأضاف الجدعان حينها قائلا «هيئة السوق تسعى منذ إنشائها إلى تطوير السوق المالية السعودية، وقرار السماح للمستثمرين الأجانب سيسهم في تحقيق ذلك من خلال أهداف عدة على المدى القريب والبعيد، تشمل إضافة خبرات المستثمرين الدوليين المتخصصين للسوق المحلية، وتعزيز مساعي الهيئة نحو زيادة الاستثمار المؤسسي في السوق»، لافتًا النظر إلى أن المستثمرين الأجانب المتخصصين يتوقع أن يسهموا في الحد من التذبذب الكبير في الأسعار، كما سيعملون على تعزيز كفاءة السوق وتحفيز الشركات المدرجة نحو تحسين مستوى الشفافية والإفصاح وممارسات الحوكمة.
وحول الأشخاص المرخص لهم «المؤسسات المالية المرخصة من الهيئة» أكد الجدعان أن هذه الخطوة ستسهم في نمو أعمالهم من خلال خدمة هذه الشريحة الجديدة من العملاء، وسيصاحب ذلك زيادة الفعاليات التوعوية والمؤتمرات المختلفة المخصصة للاستثمار المالي ورفع الوعي بشكل عام حول السوق المالية والاستثمار فيها، وقال «فتح السوق للاستثمار الأجنبي لا يركز على جلب رساميل أو ضخ سيولة لأن السوق المحلية لا تعاني من شحها، خصوصا أن متوسط قيمة التداول فيها تعد ضمن المعدلات العالمية المقبولة».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».