تأخر إعلان «خليفة الظواهري»... ارتباك أم تخطيط؟

أيمن الظواهري الذي قُتل بغارة أميركية (أرشيفية - رويترز)
أيمن الظواهري الذي قُتل بغارة أميركية (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تأخر إعلان «خليفة الظواهري»... ارتباك أم تخطيط؟

أيمن الظواهري الذي قُتل بغارة أميركية (أرشيفية - رويترز)
أيمن الظواهري الذي قُتل بغارة أميركية (أرشيفية - رويترز)

لا يعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، حدثاً عادياً يمر به التنظيم؛ لكن فيما يبدو أن التنظيم يواجه تحديات كثيرة الآن. وعقب مقتل الظواهري ترددت أسماء لخلافته، وتوقع كثيرون أن «يتم الإعلان عن (خليفة الظواهري) سريعاً كمحاولة (لمواجهة تشظي التنظيم)». لكن لم يعلن «القاعدة» عن اسم الزعيم الجديد؛ ما طرح تساؤلاً حول هل يكون تأخر الإعلان تخطيطاً من التنظيم لحمايته، أم أن هناك ارتباكاً داخلياً حول الزعيم؟ متخصصون في الحركات الأصولية أشاروا إلى أن «وجود خلافات وارتباك داخل (القاعدة) حول (خليفة الظواهري) وقد يأخذ الإعلان عنه وقتاً». وذكروا أن «التنظيم يواجه تحديات بسبب مصادر التمويل التي كان يوفرها الظواهري».
وقُتل الظواهري (71 عاماً) في غارة أميركية نُفذت مطلع الشهر الحالي في أفغانستان، في أكبر ضربة للتنظيم الإرهابي منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.
وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، عمرو عبد المنعم، إن «تنظيم (القاعدة) يعاني من حالة ارتباك؛ لأن الظواهري كان يشغل مكانة إعلامية، وحضوراً لتاريخ التنظيم واستمراريته ومرجعيته، رغم أن بقاء الظواهري في التنظيم السنوات الأخيرة كان (بقاءً مرجعياً) أكثر منه (بقاءً تنظيمياً) لقيادة مركزية موحدة تُعطي تكليفات للقواعد على مستوى الإطار المركزي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيم شغل الرأي العام (الخميس) عندما أعلنت مؤسسة (السحاب) الإعلامية الخاصة بالتنظيم، عن حدث مهم بقولها (انتظروا قربياً)». ولفت عبد المنعم إلى أن «الجميع توقع أن يتم إعلان اسم (خليفة الظواهري)؛ لكن أصدرت (السحاب) بياناً عن الأحداث في اليمن والصومال»، مشيراً إلى أن «الارتباك داخل (القاعدة) نتيجة عدم وجود شخصيات من الشخصيات القديمة (أي الهيكل التنظيمي)، لاختيار الزعيم الجديد، الذي سيعلب الدور الذي قام به بن لادن والظواهري».
من جهته، قال القيادي السابق في تنظيم «الجهاد» بمصر، نبيل نعيم، إن «هناك خلافات داخل (القاعدة) ولم يستقروا حتى الآن على من (سيخلف الظواهري)؛ لأن آخر شخص كان على مستوى تنظيمي هو الظواهري».
وشرح نعيم، أن «(القاعدة) قد يواجه التقسيم بسبب الضعف الحالي، وقد تنفصل بعض الأفرع عن التنظيم الأم»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيم يعاني الآن من حالة (تشرذم) بسبب مصادر التمويل التي كان الظواهري يوفرها للتنظيم»، موضحاً أن «مقتل الظواهري أضعف التنظيم مالياً، كونه العقل المدبر لتوفير الدعم المادي للتنظيم».
في حين توقع عبد المنعم، أن «يأخذ التنظيم وقتاً لاختيار الزعيم الجديد»، لافتاً إلى أن «هناك شروطاً وضوابط ثلاثة وضعها التنظيم في الشخصية التي سوف تحمل الزعامة، وهو أن يكون من العناصر التي خاضت المعارك الكبرى في العراق أو أفغانستان، وأن يكون لديه عمل عسكري. أما الشرط الثاني هو أن يكون لديه رؤية علمية شرعية بحسب رؤية التنظيم. والثالث وهو الأهم هو أمنه، هل سيخرج باسمه الحقيقي أم باسم حركي». وقال عبد المنعم، إن «(القاعدة) يواجه تحديات في اختيار (خليفة الظواهري)، خاصة في ظل الدعاية المضادة التي يمارسها تنظيم (داعش) ضد (القاعدة)؛ الأمر الذي يجعل التنظيم لديه (حساسية) في الإعلان عن اسم (خليفة الظواهري) الآن». حول الأقرب لزعامة «القاعدة» الآن. رجّح عمرو عبد المنعم «خروج (سيف العدل) من المنافسة الحالية»، موضحاً أن «طرحه كان (عملية تمويه)، والأقرب قد يكون (المغربي)، أو أبو عبيدة يوسف».
لكن نبيل نعيم قال، إن «الشخصيات المرشحة لـ(لخلافة الظواهري) متساوية جميعاً في الفرص، وإن كانت فرصة سيف العدل ضعيفة وقد يصعب اختياره لوجوده في إيران، أيضاً المغربي تاريخه ليس بالقوي؛ لذا فالتنظيم لن يجتمع على قائد».
ومحمد أباتي المكنّى بـ«أبو عبد الرحمن المغربي»، كان الشخصية الأقرب للظواهري، كما أنه كان مسؤولاً عن تأمين اتصالات الظواهري والإشراف على إرسال الرسائل المشفرة إلى القواعد التنظيمية حول العالم، وكذلك كان مسؤولاً عن مؤسسة «السحاب» الإعلامية الخاصة بالتنظيم.
ويشار إلى أنه رغم أن التنظيم فقد قيادات بارزة، خلال العقدين الماضيين منذ هجمات نيويورك وواشنطن، ظلت له أفرع نشطة من الشرق الأوسط إلى أفغانستان وإلى غرب أفريقيا. ووفق مراقبين، فإن «التنظيم فقد عدداً من القيادات البارزة، أبرزهم أبو فراس السوري، وأبو الخير المصري، وأبو خلاد المهندس، وأبو خديجة الأردني، وأبو أحمد الجزائري، وسياف التونسي، وحسام عبد الرؤوف المعروف بـ(أبو محسن المصري)، بالإضافة إلى مقتل 17 قيادياً من ذراعه (جبهة النصرة)».


مقالات ذات صلة

مقتل 120 عنصراً من «حركة الشباب» بغارات جوية جنوب الصومال

أفريقيا لقطة من فيديو صوِّر الأربعاء الماضي يُظهر قوات مسلحة صومالية في دورية خارج مكان انفجار سيارة مفخخة يوم الثلاثاء بفندق بمدينة بلدوين وسط الصومال وهو الهجوم المسلح الذي استمر لساعات وأسفر عن مقتل عدد غير معروف من الأشخاص (أ.ب)

مقتل 120 عنصراً من «حركة الشباب» بغارات جوية جنوب الصومال

أفادت مصادر بمقتل ما لا يقل عن 120 عنصراً من «ميليشيات حركة الشباب الإرهابية» عقب غارات مكثفة أجراها الجيش، بالتعاون مع القوات الصديقة، على مدينة جلب الصومالية.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا اللواء ماركوس كانجي مدير العمليات الإعلامية في الجيش النيجيري

جيش نيجيريا يعلن القضاء على عشرات الإرهابيين

أعلن جيش نيجيريا أنه تمكن خلال الأسبوع المنصرم من القضاء على أكثر من ثلاثين إرهابياً، في حين استسلم له 147 إرهابياً خلال عمليات عسكرية متفرقة.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أفريقيا منطقة الساحل تتحول منذ سنوات بؤرةً للإرهاب العالمي (أ.ف.ب)

منطقة الساحل الأفريقي تتصدر «مؤشر الإرهاب العالمي»

صُنّفت منطقة الساحل الأفريقي ضمن أخطر مناطق العالم وأشدها تضرراً من الإرهاب، وذلك وفق آخر تقرير صادر عن «مؤشر الإرهاب العالمي».

الشيخ محمد (نواكشوط)
قائد القيادة الأميركية الوسطى «سينتكوم» الجنرال مايكل كوريلا (أ.ب) play-circle

 واشنطن تعلن مقتل قائد عسكري بفرع تنظيم «القاعدة» في سوريا

قالت القيادة المركزية الأميركية «سينتكوم»، إن القوات الأميركية قتلت قائداً عسكرياً بارزاً من جماعة «حراس الدين»، أحد فروع تنظيم «القاعدة»، في شمال غربي سوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي طائرة «إيه 10 ثاندربولت» في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي: مقتل قيادي بارز في جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، إنها شنت غارة جوية دقيقة في سوريا استهدفت قيادياً كبيراً في جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» وقتلته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

الحوثي يعلن استهداف حاملة طائرات أميركية للمرة الثالثة خلال 48 ساعة

مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

الحوثي يعلن استهداف حاملة طائرات أميركية للمرة الثالثة خلال 48 ساعة

مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)

قالت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي في اليمن إن غارات أميركية استهدفت العاصمة صنعاء اليوم الاثنين، في ما

أعلنت الجماعة في ساعة مبكرة اليوم الثلاثاء أنها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية (يو.إس.إس هاري ترومان) بصاروخين وطائرتين مُسيرتين، وذلك للمرة الثالثة خلال 48 ساعة.
وأضافت في بيان أنها استهدفت أيضا مدمرة أميركية بصاروخ وأربع طائرات مُسيرة. وقالت الجماعة إن «استمرار الاعتداءات الأميركية على اليمن يؤثر سلبا على حركة الملاحة الدولية»، مضيفة أنها لن تتوقف عن استهداف «كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان على بلدنا».

وذكرت الجماعة في وقت سابق أن قصفا أميركيا استهدف منطقة جبل صرف في مديرية بني حشيش، ومنطقة أخرى في مديرية الثورة في صنعاء. وأفادت زيضا بأن قصفا أميركيا استهدف منطقة العرج في مديرية باجل بالحديدة في غرب البلاد.

وبدأت الولايات المتحدة يوم السبت شن ضربات تستهدف جماعة الحوثي بعدما أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها ستستهدف مجددا السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب. وقال الحوثيون إن الهجمات الأميركية أسقطت 53 قتيلا. وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات ستستمر أياما وربما أسابيع إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.