السعودية... صافرة دوري النجوم والملايين والجماهير تنطلق

البطل يدشن مشواره بالخليج المتحفز... وضمك في ضيافة الفيحاء

الخليج العائد إلى دوري الأضواء يأمل تسجيل انطلاقة جيدة أمام البطل (المركز الإعلامي بنادي الخليج)
الخليج العائد إلى دوري الأضواء يأمل تسجيل انطلاقة جيدة أمام البطل (المركز الإعلامي بنادي الخليج)
TT

السعودية... صافرة دوري النجوم والملايين والجماهير تنطلق

الخليج العائد إلى دوري الأضواء يأمل تسجيل انطلاقة جيدة أمام البطل (المركز الإعلامي بنادي الخليج)
الخليج العائد إلى دوري الأضواء يأمل تسجيل انطلاقة جيدة أمام البطل (المركز الإعلامي بنادي الخليج)

يترقب عشاق الكرة السعودية مساء اليوم، انطلاق منافسات الدوري الأغلى عربياً والذي سيحمل بنسخته الجديدة مسمى «دوري روشن السعودي» بعد الاتفاقية التي تمت بين الرابطة وشركة «روشن» المطور العقاري الوطني وإحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة لمدة خمس سنوات بقيمة بلغت 478 مليون ريال سعودي ليصبح المسمى الجديد «دوري روشن السعودي».
ومر الدوري السعودي بمنعطفات عبر تاريخه الطويل، سواء بعدد المشاركين أو حتى بالمسميات التي حملها عبر تاريخه، بدءاً من انطلاقته بمسمى الدوري السعودي التصنيفي قبل أن يحمل مسمى الدوري السعودي الممتاز، ثم مرحلة الدوري السعودي للمحترفين قبل أن يبدأ بأخذ مسميات الشركات الراعية بداية بـ«دوري زين للمحترفين»، ثم «دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين»، ثم «دوري جميل للمحترفين»، قبل أن يعود بمسمى «الدوري السعودي للمحترفين».
وكانت أبرز مراحل الدوري السعودي حينما حمل مسمى «دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين»، وذلك بعد زيادة عدد الأندية إلى 16 فريقاً، وواكب ذلك دعم مالي كبير للأندية التي انتقلت إلى عالم آخر بأسماء المدربين الحاضرين للملاعب السعودية أو حتى النجوم الذين مرّوا خلال السنوات الماضية.
وتتسابق الفرق للصراع على لقب بطولة النسخة الـ48 من الدوري الذي حققه الهلال في آخر ثلاث نُسخ على التوالي ليرفع رصيده إلى 18 لقباً وبفارق كبير عن أقرب منافسيه النصر الذي يملك تسعة ألقاب في السجل الذهبي للبطولة، في حين يحضر الاتحاد بثمانية ألقاب وخلفه الشباب بست بطولات ثم الأهلي بثلاثة ألقاب، وخلفه الاتفاق ببطولتين، ثم الفتح بلقب وحيد.
وتعدّ النسخة الحالية هي الأخيرة بمشاركة 16 فريقاً، حيث سيتم رفع عدد الأندية في الموسم المقبل إلى 18 فريقاً، وذلك بصعود أربع فرق من دوري الدرجة الأولى وهبوط فريقين فقط هذا الموسم، ليعزز ذلك من وهج الكرة السعودية على مستوى منطقة الشرق الأوسط والقارة، وليبدأ الدوري مرحلة التحول إلى أن يصبح في مصاف أحد أقوى الدوريات العالمية.

سالم الدوسري أحد النجوم الذين يعول عليهم الهلال هذا الموسم (المركز الإعلامي بنادي الهلال)

وتاريخياً، بدأ الدوري السعودي بنسخة الدوري التصنيفي بوجود مجموعتين، تضم كل مجموعة ثمانية فرق، وبعدد إجمالي بلغ ستة عشر فريقاً، قبل أن تنطلق النسخة التي بعدها بثمانية فرق لمدة موسمين.
وفي موسم 1977 - 1978 تمت زيادة عدد فرق الدوري السعودي إلى عشرة فرق، واستمر هذا الرقم حتى إقامة الدوري المشترك والذي أُقيم بصورة استثنائية لموسم واحد تم فيها دمج مسابقتي الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى بعدد عشرين فريقاً موزعة على مجموعتين كل مجموعة تضم عشرة فرق؛ وذلك بسبب انشغال روزنامة ذلك الموسم 1981 - 1982 بسبب مشاركات المنتخب السعودي.
عاد الرقم مجدداً إلى مشاركة عشرة فرق في الدوري السعودي قبل زيادته إلى 12 فريقاً، واستمر هذا الرقم لسنوات طويلة حتى دخول الدوري مرحلة «المحترفين» والتي تمت فيها زيادة عدد الفرق المشاركة إلى 14 فريقاً في موسم 2010 - 2011.
واستمر هذا الرقم في أكثر من نسخة قبل أن يتم الإعلان عن زيادة أخرى وغير مسبوقة وصل معها رقم عدد الفرق المشاركة في الدوري السعودي للمحترفين إلى ستة عشر فريقاً، وذلك في موسم 2018 - 2019.
وسيكون الرقم 18 المرتقب لنسخة 2023 - 2024 هو الأعلى في تاريخ منافسات الدوري السعودي عبر تاريخه، إلا أنه رقم غير مستغرب في مسابقات الكرة السعودية، حيث يُقام دوري الدرجة الأولى بمشاركة عدد عشرين فريقاً.

كأس الدوري السعودي للمحترفين (الشرق الأوسط)

وتنطلق المنافسة مساء الخميس؛ إذ يستهل حامل اللقب رحلة دفاعه عن لقبه حينما يحل ضيفاً على نظيره فريق الخليج في ملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام، ويتطلع الهلال لبداية مثالية حينما يلاقي الصاعد حديثاً لدوري المحترفين السعودي، في حين يستضيف فريق الفيحاء نظيره ضمك على ملعب مدينة المجمعة الرياضية بذات اليوم.
وتشهد النسخة الحالية من الدوري بداية غير معتادة في ظل غياب الأهلي، أحد أركان كرة القدم السعودية البارزة؛ وذلك بعد هبوطه للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى غياب الفيصلي الذي رافقه إلى دوري الدرجة الأولى بعد حضور متواصل دام لـ12 عاماً.
وأبرمت الأندية السعودية المنافسة في دوري المحترفين العديد من الصفقات هذا الصيف، في حين ظل الهلال وحيداً دون تسجيل أي لاعبين بسبب قرار منعه من التسجيل لفترتين على أعقاب قضية اللاعب محمد كنو، في حين لن يتمكن فريق الباطن من تسجيل لاعبيه الجدد بسبب عدم حصول الفريق على شهادة الكفاءة المالية وكان الباطن قد أتم تعاقداته مع الدولي العراقي سعد ناطق، بالإضافة إلى الكولومبي خوان سيباستيان بيدروزا، ومحلياً عزز صفوفه بكل من تركي المطيري، وعبد العزيز الجبرين، وعمر السحيمي، وعبد الإله البريه، وفيصل أبو بكر عثمان، وحسن غزواني، ونواف السحيمي، ويحيى القرني وعبد الكريم المزيعل.
يذكر، أن المباريات الافتتاحية تشكل انطلاقة مهمة للأندية،؛ لما تحمله من جانب معنوي وحافز كبير إذا ما تحقق الفوز بطبيعة الحال.
وفي حين يعدّ نادي الهلال أكثر الأندية السعودية تحقيقاً للدوري، وحامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، حيث لعب 14 مواجهة انتصر في 13 وتعادل في مواجهة واحدة، فإنه لم يتعرض لأي خسارة في أي مباراة افتتاحية منذ انطلاق الدوري السعودي للمحترفين عام 2008، يأتي بعده نادي النصر الذي لعب كذلك 14 مباراة، تمكن من الفوز في عشرٍ منها، وتعادل في ثلاثة لقاءات أخرى، وتلقى خسارة وحيدة، ليكون أكثر الأندية تحقيقاً للفوز في افتتاحية الدوري بعد نادي الهلال، في حين جاء ثالثاً بالتساوي ناديا الاتحاد والشباب اللذان فازا في 9 مواجهات من أصل 14، وتعادلا في لقاء وحيد، وخسرا في أربع مواجهات، يليهما نادي الاتفاق الذي فاز في 6 مباريات من أصل 12، حيث إنه لعب موسمين بين مصاف أندية الدرجة الأولى بعد هبوطه في موسم 2014، وتعادل في ثلاث وخسر ثلاثاً أخرى.
وبالنظر إلى أندية القصيم، فنجد أن نادي الرائد خاض 14 مواجهة سابقة، فاز في أربع منها، وتعادل في اثنتين، وخسر ثمانية لقاءات، أما نادي التعاون فقد لعب 12 مواجهة فقط لتواجده لموسمين في دوري الدرجة الأولى، تمكن من تحقيق الفوز في اثنتين منها، في حين تعادل في ستة لقاءات، وخسر أربع مباريات، وبعده نادي الوحدة الذي لعب 9 لقاءات لغيابه عن بعض المواسم بسبب هبوطه للدرجة الأدنى، تمكن من الفوز في ثلاثة منها، وتعادل في أربعٍ، وخسر في اثنتين، جاء بعده نادي الفتح الذي لم يحقق إلا انتصارين فقط رغم أنه لعب 13 مواجهة سابقة، تعادل في أربع منها، وتلقى الخسارة في السبع المتبقية.
وباستكمال مسيرة بقية أندية الدوري السعودي هذا الموسم، نجد أن نادي الباطن لعب في السابق خمس مباريات افتتاحية، فاز في واحدة وتعادل في أخرى، وخسر ثلاثة لقاءات، وفيما يتعلق بنادي أبها، فقد لعب أربع مواجهات انتصر في واحدة وخسر في ثلاث، أما نادي ضمك فقد لعب ثلاث مباريات خسرها كلها، في حين لعب نادي الفيحاء أربعة لقاءات انتصر في واحدٍ منها، وتعادل في الثاني، وخسر في اللقاءين الثالث والرابع، أما نادي الخليج العائد هذا الموسم إلى مصاف أندية دوري المحترفين، فقد لعب في المواسم الماضية ثلاث مباريات خسر في جميعها، بينما تواجد جاره نادي العدالة لمدة موسم واحد تعادل في مواجهته الافتتاحية، وأخيراً نادي الطائي الذي تواجد لأول مرة في دوري المحترفين الموسم الماضي، الذي خسر فيها مباراته الأولى في الدوري.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.