مصر: إيرادات قياسية لـ«كيرة والجن» تمنح أملاً للأعمال الكبرى

أحمد مالك في لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)
أحمد مالك في لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)
TT

مصر: إيرادات قياسية لـ«كيرة والجن» تمنح أملاً للأعمال الكبرى

أحمد مالك في لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)
أحمد مالك في لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)

تشهد السينما المصرية حراكاً لافتاً منذ بداية العام الحالي، يتمثل في إقبال الجمهور على دور العرض بنسب تتشابه مع الفترة التي سبقت ظهور جائحة «كورونا»، بجانب تحقيق عدد من الأفلام إيرادات قياسية تمنح الأمل لإنتاج المزيد من الأعمال الفنية الكبرى.
بالتزامن مع تحقيق شركات إنتاج عالمية إيرادات كبيرة، خلال الآونة الأخيرة، حقق الفيلم المصري «كيرة والجن» إيرادات قياسية تجاوزت حاجز 105 ملايين جنيه، (الدولار الأميركي يعادل 19.4 جنيه مصري)، ليتصدر قائمة الأعلى إيراداً في تاريخ السينما المصرية. ويمثل ذلك حالة تفاؤل لدى السينمائيين المصريين، ومن بينهم المخرج السينمائي أمير رمسيس، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الحراك يرتبط بأمرين، الأول عودة الجمهور بعد فترة إغلاق طويلة في ظل الجائحة، وإقباله على مشاهدة الأعمال المهمة والقوية، والأمر الثاني أن هناك حراكاً إنتاجياً مرتبطاً بتوزيع جيد للأفلام المصرية في الأسواق العربية، خصوصاً مع افتتاح عدد كبير من دور العرض بالسعودية، مما أدى إلى تغيير بوصلة الإنتاج اعتماداً على التوزيع الخارجي».
ويرى رمسيس أن «زيادة عدد الأفلام المنتجة يصب في صالح السينما، لأنه يسمح بظهور أفلام جيدة، فلو أنتجنا مائة فيلم نضمن أن يكون من بينهم عشرة أفلام جيدة، ولو أنتجنا 50 فيلماً نضمن خمسة بمستوى جيد، وهي المعادلة التي كان يؤمن بها المخرج الراحل يوسف شاهين، وبشكل عام هناك حالة تفاؤل بما يمكن أن يسفر عنه هذا الحراك».
ويقدم «كيرة والجن» أجواءً مشحونة بالحركة والإثارة والمطاردات مع نكهة ملحمية تاريخية عن المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر من خلال تقديم نماذج لشخصيات دفعت حياتها ثمناً لتحرر وطنها من الاستعمار، مستنداً إلى وقائع وشخصيات حقيقية مثل نموذج «أحمد كيرة»، التي سبق وتناولها الباحث التاريخي مصطفى عبيد في سلسلة مقالات عام 2011 بعنوان «أبطال منسيون».
فيما تؤكد الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، أن «إيرادات أي فيلم ترتبط بعناصر تميزه، فالإيرادات التي حققها فيلم (كيرة والجن) تعكس تعطش الشباب لسينما متطورة على طريقة أفلام (مارفل)، حيث قدم مخرجه الشاب المطلع على السينما العالمية مروان حامد موضوعاً محلياً لكنه عالمياً كلغة سينمائية، وبالتالي حقق ما يلامس الجمهور، بمشاهد حية سريعة منضبطة جداً، مليئة بكل المقومات التي تجعله ممتعاً وجذاباً من مؤثرات صوتية وبصرية وشخصيات سوبر هيرو، ليقدم للجمهور ما يحتاجه تماماً دون سفسطة، معتمداً على ممثلين حققوا درجة جيدة جداً من الأداء».
ويضم الفيلم توليفة تضم الأكشن والرومانسي، والحس الوطني دون مباشرة، مقدماً شخصيات متكاملة من خلال دراما تنطوي على صراع يدار بشكل قوي ومنطقي، وهو فيلم جيد الصنعة يحوي كل العناصر القادرة على جذب المتفرج».
ويعد الفيلم الحلقة الأحدث في سلسلة أعمال سينمائية أخذت على عاتقها كشف بطولات المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي من أبرزها فيلم «بورسعيد»، الذي تردد أنه تم تنفيذه بتوصية مباشرة من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1957 ميلادية، بطولة هدى سلطان وشكري سرحان، وفيلم «في بيتنا رجل» بطولة عمر الشريف ورشدي أباظة، إنتاج عام 1961. و«بين القصرين» بطولة يحيى شاهين عام 1964.
ويقول الناقد خالد محمود لـ«الشرق الأوسط» إن فيلم «كيرة والجن» يقدم مؤشراً جيداً لشركات الإنتاج السينمائي في مصر لكي تعاود العمل بثقة، وتقدم على إنتاجات كبيرة تحقق إيرادات جيدة لأن الجمهور قد عاد إلى السينما بشكل أكبر، ونأمل أن تعود السينما لتقدم 15 فيلماً في الموسم لتستعيد التنوع الذي كانت تتمتع به.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

فنزويلا تغلق حدودها مع كولومبيا قبل تنصيب مادورو

غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

فنزويلا تغلق حدودها مع كولومبيا قبل تنصيب مادورو

غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

أغلقت فنزويلا، الجمعة، حدودها مع كولومبيا متحدثة عن «مؤامرة دولية» قبل ساعات من تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية ثالثة من 6 سنوات، رغم اتهامات المعارضة بحصول تزوير للانتخابات.

وأعلن فريدي برنال حاكم ولاية تاتشيرا عند الحدود مع كولومبيا: «لدينا معلومات بشأن مؤامرة دولية تهدف إلى زعزعة سلام الفنزويليين، لذا نصدر الأوامر بتعليمات من الرئيس نيكولاس مادورو، بإغلاق الحدود مع كولومبيا»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ودخل قرار إغلاق الحدود حيز التنفيذ عند الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي (التاسعة ت.غ) ويبقى سارياً حتى الساعة نفسها من يوم الاثنين، على ما أوضح الحاكم.

وأتى الإعلان قبل ساعات من مراسم تنصيب مادورو غداة تظاهرات للمعارضة احتجاجاً على إعلان فوز الرئيس الاشتراكي البالغ (62 عاماً) بالانتخابات الرئاسية في 28 يوليو (تموز)، التي تلتها اضطرابات أوقعت قتلى وأسفرت عن توقيف آلاف الأشخاص.

غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

ويؤكد مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا فوزه بالانتخابات. وقد جدد، الخميس، من جمهورية الدومينيكان التأكيد أنه «الرئيس المنتخب». لكن ذلك لم يؤثر على مادورو الذي خلف في عام 2013 هوغو تشافيز، ويدير البلاد منذ ذلك الحين بقبضة من حديد.

والخميس، نظم مؤيدو مادورو مسيرة دعم له في جزء من العاصمة الفنزويلية.

«خطف»

وضمت تظاهرة المعارضة آلاف الأشخاص الذين هتفوا «نحن لا نخاف!» ورفعوا لافتات.

وقد حصلت بعض البلبلة عصراً عندما أعلنت المعارضة توقيف زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو «بطريقة عنيفة».

لكن بعد وقت قصير، أعلن فريق المعارضة الإفراج عنها، موضحاً: «عند مغادرتها للتجمع اقتيدت ماريا مورينا ماتشادو بالقوة. وخلال عملية خطفها، أرغمت على تصوير فيديوهات عدة وأفرج عنها لاحقاً».

ونفت السلطات هذه الرواية، وندد المدعي العام طارق وليام بـ«عملية تلاعب نفسي من أجل التسبب بالعنف في فنزويلا» مشيراً إلى أن ماتشادو موضع تحقيق جنائي.

ماريا كورينا ماتشادو زعيمة المعارضة في فنزويلا (أ.ف.ب)

تعيش ماتشادو في الخفاء منذ الانتخابات الرئاسية التي تعذر لها الترشح فيها بسبب قرار يمنعها عن ذلك. ودعمت ترشيح غونزاليس أوروتيا الذي انتقل للإقامة في المنفى في سبتمبر (أيلول).

وأعلن المجلس الوطني الانتخابي فوز مادورو بحصوله على 52 في المائة من الأصوات من دون نشر المحاضر، معللاً ذلك بحصول عملية قرصنة إلكترونية، وهي فرضية عدها مراقبون عدة غير ذات صدقية.

وأثار إعلان المجلس تظاهرات في كل أرجاء فنزويلا قمعت بقسوة. وأدت الاضطرابات التي تلت الانتخابات إلى مقتل 28 شخصاً وإصابة أكثر من 200 وتوقيف 2400 شخص بتهمة «الإرهاب». وسجلت موجة توقيفات في الأيام التي سبقت التنصيب.

عناصر من حرس الحدود تغلق جسر سيمون بوليفار الدولي الذي يربط فنزويلا وكولومبيا (إ.ب.أ)

الجيش أساس الحكم

وعلى غرار التظاهرات في 2014 و2017 و2019 التي وقع فيها أكثر من 200 قتيل، اعتمد مادورو على دعم الجيش، وهو أحد أسس الحكم فضلاً عن القضاء الذي يذعن لإمرته.

وقد فعّل خطة أمنية وطنية تشمل كل القوى الأمنية من جيش وشرطة وسواهما بعدما أكد أنه هدف لمؤامرات جديدة.

ورأى ماريانو دي ألبا المحلل المتخصص بالعلاقات الدولية في لندن أن «القطاع العسكري بات أكثر حيوية مما كان عليه قبل الانتخابات. من دون السيطرة على المؤسسات العسكرية، ستكون سلطة الحكومة هشة للغاية».

وعلى الرئيس الاشتراكي، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بتحسين الوضع الاقتصادي، إيجاد حلول لعودة النمو إذ إن فنزويلا سجلت تقلصاً في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 80 في المائة بين عامي 2013 و2023.

وسيواجه مادورو، المعزول على الساحة الدولية، صعوبة في رفع العقوبات التي سيحاول الالتفاف عليها من أجل استغلال مخزونات البلاد الكبيرة من النفط من دون أن يخفض سعرها بسبب الحصار.

كلمة فنزويلا تظهر خلف حواجز تغلق جسر أتاناسيو غيرادوت البري (أ.ف.ب)

وفي تعليق على توقيف ماتشادو، نددت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، «بعمل قعمي جديد من جانب نظام مادورو الذي لا نعترف بفوزه الانتخابي المعلن».

ووعد الرئيس الفنزويلي بتعديل دستوري، تعده منظمات غير حكومية كثيرة أنه يقضي على الحريات ويضعف الديمقراطية.