موقعة القضاء تعيد ترتيب قواعد المواجهة بين الصدر وخصومه

القوى السياسية العراقية تعقد اليوم الجولة الثانية من الحوار الوطني

الصدر يأمر أنصاره بالانسحاب من أمام بوابات السلطة القضائية (إ.ب.أ)
الصدر يأمر أنصاره بالانسحاب من أمام بوابات السلطة القضائية (إ.ب.أ)
TT
20

موقعة القضاء تعيد ترتيب قواعد المواجهة بين الصدر وخصومه

الصدر يأمر أنصاره بالانسحاب من أمام بوابات السلطة القضائية (إ.ب.أ)
الصدر يأمر أنصاره بالانسحاب من أمام بوابات السلطة القضائية (إ.ب.أ)

مع أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أقرّ «ضمناً» بفشل محاولة أنصاره اقتحام مبنى مجلس القضاء الأعلى أول من أمس (الثلاثاء)، فإنه وعد بـ«المزيد». الصدر الذي أمر أنصاره بالانسحاب بعد ساعات من نصبهم الخيم أمام بوابات السلطة القضائية تمهيداً لاعتصام مفتوح يشبه الاعتصام داخل مبنى البرلمان العراقي غير البعيد عن مبنى مجلس القضاء وكلاهما في المنطقة الخضراء التي كانت محصنة عدّ أن جزءاً من خطته قد نجح.
النجاح في الخطة التي لم تستكمل كل صفحاتها بسبب ردود الفعل واسعة النطاق داخلياً وخارجياً تمثل فيما عدّه ما يعرف بوزير القائد صالح محمد العراقي بإرعاب من وصفهم بـ«الفاسدين»، وهم خصومه في قوى الإطار التنسيقي الشيعي.
الصدر الذي فسّرت قوى الإطار التنسيقي محاولة أنصاره اقتحام مبنى مجلس القضاء الأعلى انتهت بالهزيمة فإن الصدر وعبر وزيره صالح محمد العراقي انتقد، أمس (الأربعاء)، ما وصفه بـ«أبواق السلطة» لمهاجمتها الاعتصام أمام مجلس القضاء الأعلى. وفيما لم يحدد مَن هم أبواق السلطة الذين «تعالت أصواتهم ضد الثورة» على حد وصفه، فإنه توعد بأنه سوف «يشخصهم في مقال آخر إذا لم يرعووا». وفي رؤية بدت مختلفة للصدر هذه المرة بحيث ترك مسافة واضحة بينه وبين القضاء تمثلت أولاً بإصداره أمراً لانسحاب أتباعه من أمام القضاء مع إبقاء خيم الاعتصام بشكل رمزي، وثانياً سكوته عن قيام القوات الأمنية بإزالة الخيم في اليوم التالي مع بدء السلطة القضائية ممارسة عملها بعد يوم من التعليق. كما أن الصدر وفي سياق هجومه على خصومه فسّر المواقف الرافضة لقيام أتباعه بمحاولة اقتحام القضاء بأنها لا تعود إلى احترامهم للقضاء بقدر ما هي «الخشية من أن القضاء سيلجأ إلى كشف ملفات فسادهم، وظنوا أن المتظاهرين سيقتحمون المجلس وبالتالي ستقع بأيديهم ملفات تفضح الجميع بلا استثناء».
ومضى وزير الصدر في تفسير ما حصل بأن خصومه في قوى الإطار التنسيقي يعتبرون «القضاء هو الحامي الوحيد لهم... وإذا ما استمرّ الاعتصام أمامه سوف لا يكون لهم وجود مستقبلاً ولن يستطيعوا تشكيل حكومة»، لافتاً إلى أن «سقوط النظام الحالي لا يحلو للبعض وعلى رأسهم السفارة الأميركية».
أما النتائج التي يعتقد الصدر أن محاولة أتباعه اقتحام القضاء فقد تمثلت بعدة نقاط من بينها المباغتة التي لم يكن أحد يتوقعها وإزالة الضغوط الدولية المطالبة بالحوار مع الفاسدين، وشعوره بأن القضاء وتحت هذا الضغط الجماهيري سيحاول كشف بعض ملفات الفساد درءاً لاعتصام آخر.
واختتم الصدر، عبر وزيره، النقاط التي عدّها لصالحه بالقول: «سواء اعتبرت هذه الخطوة فاشلة أم ناجحة فهي تعني أننا سنخطو خطوة مفاجئة أخرى لا تخطر على بالهم إذا ما قرر الشعب الاستمرار بالثورة وتقويض الفاسدين وإغاظتهم». وفي سياق ما ترتب على موقعة القضاء التي يرى كل المراقبين السياسيين للمشهد العراقي أنها أحرجت زعيم التيار الصدري من زاويتين؛ الأولى أنها وضعته في مواجهة مع الجميع بما في ذلك المجتمع الدولي وهو ما يعني إضعاف موقفه مقابل شعور الإطار التنسيقي بأن ما حصل صبّت نتائجه لصالحه، والثانية أن المواقف التي بدت حادة وصارمة التي اتخذها رئيس السلطة القضائية فائق زيدان في رفض التعامل مع المؤسسة القضائية بهذه الطريقة ومباشرته التحقيق في المحرضين على ما جرى وإصدار أوامر قبض بحق عدد من قياديي التيار الصدري ربما تكون شجّعت الأطراف الأخرى على عدم التردد مستقبلاً في اتخاذ إجراءات ربما لا تصب في مصلحة الصدر. فالقوات الأمنية قامت، أمس (الأربعاء)، برفع خيم الصدريين أمام بوابات القضاء في وقت بدأت تمارس ضغوطاً على رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لتحرير البرلمان ممن يوجدون فيه من الصدريين أو عقد جلسة خارج مبنى البرلمان لانتخاب رئيس جمهورية وتكليف رئيس وزراء.
في سياق ذلك، عقد الرئيس العراقي برهم صالح اجتماعاً للرئاسات الثلاث، بهدف مناقشة سبل الخروج من الأزمة في وقت تعقد القوى السياسية العراقية، اليوم (الخميس)، الجولة الثانية من الحوار الوطني الذي يرعاه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)
TT
20

الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم (الأحد)، إن سوريا «تعرضت مؤخراً لمحاولات عديدة، لزعزعةِ استقرارها وجرّها إلى مستنقع الفوضى».

وأضاف الشرع، خلال كلمة حول المستجدات الأخيرة، أن البلاد «أمام خطر جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية، خلق فتنة جديدة، وجرّ بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها».

ورأى الشرع أن التهديدات التي تواجه سوريا «ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى»، مشيراً إلى أن ما يحدث في بعض مناطق الساحل السوري ليست المحاولة الأولى، «بل حدث مثلها قبل شهر ونصف شهر وأخمدناها».

وتابع: «علينا أن نعترف بالحقائق أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، كل ذلك ترك جراحاً من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس، رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى للانتصار لمنع وقوع ذلك».

وأكد الرئيس السوري: «منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا العديد منها قتلاً وحرقاً واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ14 عاماً الماضية».