تصاعد الجدل في الأردن وفلسطين حول مطار رامون

خسائر سياحية في عمّان... ونائب أردني يطالب بمنع دخول مستخدميه

فلسطينيون في مطار لارنكا بعد وصولهم على متن أول رحلة جوية من مطار رامون الاثنين (إ.ف.ب)
فلسطينيون في مطار لارنكا بعد وصولهم على متن أول رحلة جوية من مطار رامون الاثنين (إ.ف.ب)
TT

تصاعد الجدل في الأردن وفلسطين حول مطار رامون

فلسطينيون في مطار لارنكا بعد وصولهم على متن أول رحلة جوية من مطار رامون الاثنين (إ.ف.ب)
فلسطينيون في مطار لارنكا بعد وصولهم على متن أول رحلة جوية من مطار رامون الاثنين (إ.ف.ب)

تصاعد الجدل في فلسطين والأردن بعد أول رحلة فلسطينية عبر مطار رامون الإسرائيلي، واتخذ أبعاداً سياسية ووطنية واقتصادية.
وفي حين قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إنه لا يمكن لأي مشاريع إسرائيلية أن تفصل فلسطين عن عمقها المتمثل بالمملكة الأردنية، طالب النائب الأردني خليل عطية بمنع كل فلسطيني يستخدم مطار رامون من دخول الأردن، على قاعدة «إما أن يختار الأردن الذي يناصر فلسطين أو من احتل أرضه».
وأضاف عطية في مقابلة تلفزيونية مع قناة «رؤيا» الأردنية «أنا كنائب سأضغط على الحكومة وأتبنى أن كل من يستعمل هذا المطار لا يدخل الأردن، سأتبنى ذلك حتى تصل رسالة للفلسطينيين أن من يستعمل هذا المطار يمنع من دخول الأردن».
وأضاف، أنه يجب أن يتم اتخاذ إجراء قانوني أيضاً بحق مكاتب السياحة التي تتعامل مع هذا المطار.
واعتبر عطية أن هناك مؤامرة خطيرة تستهدف الأردن، متسائلاً «لماذا مثلاً لم يتم تشغيل مطار قلنديا ومطار غزة، يجب علينا كشعوب أن نقف أمام هذا القرار إذا بقيت حكومتنا صامتة، وأن نضغط على الحكومة لاتخاذ قرار بمنع أي إنسان يستعمل هذا المطار (رامون) من دخول الأردن».
وتحدث عطية عن حجم الخسائر على الاقتصاد الوطني الأردني جراء ذلك المخطط، لا سيما قطاع السياحة. وواصل حديثه بالقول «هل تعي الحكومة حجم الخسائر الاقتصادية التي ستصل إلى أكثر من 35 في المائة من عائدات قطاع السياحة خاصة برامج العمرة، إضافة إلى رسوم الضرائب على التذاكر التي تبلغ 60 في المائة للفرد، عدا عن توقف حركة تنقل الفلسطينيين عبر مطار الملكة علياء الدولي؟».
وانتقد عطية إدارة جسر الملك حسين وتساءل: لماذا لا يتم تحويلها إلى محطة ركاب حديثة حتى يتمكن المسافرون من المرور بسرعة وسهولة والحفاظ على تفضيل السفر إلى الخارج عبر عمان؟
ويعاني الفلسطينيون من أزمة خانقة منذ بداية فترة الصيف ويتعرضون لرحلة مذلة عبر 3 معابر فلسطينية وأردنية وإسرائيلية، تستغرق ساعات عدة تحت حر الصيف أو برد الشتاء، واضطر بعضهم إلى العودة مرات عدة أو النوم على أحد المعابر بسبب الإغلاقات التي خلقتها الاكتظاظات الشديدة.
ويُجبَر الفلسطينيون على المرور عبر معبر الكرامة الفلسطيني وختم جوازاتهم هناك، ثم دفع مبلغ ضريبي للمغادرة قبل أن ينتقلوا في حافلات إلى معبر اللنبي الإسرائيلي، حيث يخضعون لتدقيق ثان وتفتيش، ثم عبر حافلات لجسر الملك حسين من أجل تدقيق ثالث قبل الولوج إلى الأردن، أما الذين سيسافرون إلى خارج الأردن فعليهم الذهاب إلى مطار الملكة علياء.
وتأخذ الرحلة ساعات عدة مع صفوف انتظار طويلة، إضافة إلى تكلف المسافرين دفع ضرائب مغادرة ودخول وبدل تنقل ونقل حقائب.
ومع هذا الواقع الصعب، نظمت إسرائيل، الاثنين، أول رحلة من نوعها عبر مطار رامون الإسرائيلي إلى قبرص على متن طائرة تابعة لشركة «أركيا» الإسرائيلية، في تجربة جديدة للفلسطينيين.
وبدأ تسيير الرحلات من «رامون»، على الرغم من أن السلطة الفلسطينية رفضت رسمياً استخدام مطار رامون الإسرائيلي لسفر الفلسطينيين، وطلبت منهم عدم التعاطي مع الإعلانات الإسرائيلية بهذا الخصوص.
واعتبرت إسرائيل أن فتح مطار رامون البعيد قرب إيلات جنوباً، بادرة حسن نية للفلسطينيين والأميركيين الذين طلبوا ذلك.
لكن جدلاً كبيراً دبّ في أوساط الفلسطينيين مثل الأردنيين حول السفر عبر «رامون».
ورفض فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي الانضمام إلى هذه الرحلات، باعتبارها شكلاً من أشكال التطبيع وضرباً للاقتصاد الفلسطيني - الأردني. لكن البعض دافع عنها لأنها تسهل عليهم التنقل بدل رحلة شاقة ومذلة ومكلفة عبر المعابر الثلاثة، في حين دعا آخرون، الأردن، إلى أخذ العبرة وتسهيل عبور الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم.
واعتبر أشتية أن فتح «رامون» مؤامرة، وقال في تصريحات بثها التلفزيون الفلسطيني، إن «لا مطار رامون ولا غيره بديل عن عُمقنا الأردني، وإذا ما أراد الاحتلال التسهيل على الفلسطينيين، فليفتح أمامنا مطار القدس».
وأضاف «المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنية - الفلسطينية المشتركة، لن تجد لها شريكاً فلسطينياً لا رسمياً ولا شعبياً».


مقالات ذات صلة

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «فولاريس» المكسيكية (رويترز)

اعتقال راكب حاول تحويل مسار طائرة مكسيكية إلى أميركا «بالقوة»

اعتُقل راكب على متن رحلة مكسيكية من إل باجيو إلى تيخوانا، بعد محاولته تحويل مسار الطائرة إلى الولايات المتحدة «باستخدام القوة».

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
الاقتصاد طائرات تابعة لشركة «لوفتهانزا» في أحد المطارات (رويترز)

المفوضية الأوروبية توافق على استحواذ «لوفتهانزا» على حصة في «إيتا»

وافقت المفوضية الأوروبية على استحواذ شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران على حصة في شركة الطيران الحكومية الإيطالية «إيتا».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية المقاتلة الأميركية «إف - 16 بلوك 70» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

تركيا تقلص صفقة «إف - 16» مع أميركا وتتحدث عن تطور يخص «إف - 35»

قرَّرت تركيا تقليص صفقة شراء مقاتلات «إف - 16» الأميركية في الوقت الذي أعلنت فيه أن أميركا أعادت تقييم موقفها من حصولها على مقاتلات «إف - 35» الشبحية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

قال رئيس «طيران الإمارات» إن الشركة «محبَطة» لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات بوينغ 777-9 إكس في الموعد المحدد لكُنا قد حصلنا على 85 طائرة

«الشرق الأوسط» (دبي)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الخميس)، إلى الأردن، مستهلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد به صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون للصحافيين المرافقين إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير خارجيته، في مدينة العقبة على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة.