أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام

أرض مشققة وجافة على ضفاف بحيرة «لو بروك»، فرنسا في 5 أغسطس 2022، بينما يضرب الجفاف التاريخي أوروبا (رويترز)
أرض مشققة وجافة على ضفاف بحيرة «لو بروك»، فرنسا في 5 أغسطس 2022، بينما يضرب الجفاف التاريخي أوروبا (رويترز)
TT

أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام

أرض مشققة وجافة على ضفاف بحيرة «لو بروك»، فرنسا في 5 أغسطس 2022، بينما يضرب الجفاف التاريخي أوروبا (رويترز)
أرض مشققة وجافة على ضفاف بحيرة «لو بروك»، فرنسا في 5 أغسطس 2022، بينما يضرب الجفاف التاريخي أوروبا (رويترز)

تواجه أوروبا جفافاً تاريخياً هذا الصيف، إذ إنّ الأراضي الأوروبية انزلقت في أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، بحسب تأكيد المرصد العالمي للجفاف، التابع للمفوّضيّة الأوروبيّة، في تقرير له نُشر يوم الثلاثاء 23 أغسطس (آب)، فيما ستؤكد البيانات النهائية في نهاية الموسم هذا التقييم الأوّلي، وفقاً لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسيّة.
أشارت الصحيفة إلى أنّه اعتباراً من تاريخ نشر هذا التقرير، لا تزال 47 في المائة من القارة الأوروبية في حالة تحذير من الجفاف، و17 في المائة منها في حالة تأهّب، ما يعني ضعف الغطاء النباتي والمحاصيل بشكل خطير بسبب نقص المياه، ما يسهم بشكل كبير في زيادة المناطق المعرّضة لخطر الحرائق في جميع أنحاء أراضي الاتحاد الأوروبي.
انخفاض كبير بالمحاصيل
لاحظ خبراء من مركز البحوث المشتركة للمفوضية الأوروبية أنّ الظروف الجوية الحارّة والجافة بشكل غير عادي، أدّت إلى انخفاض كبير في فرص إنتاج المحاصيل الصيفية في الاتحاد الأوروبي، وانخفضت التوقّعات الحاليّة لإنتاج الذّرة وفول الصويا وعباد الشمس على مستوى الاتحاد الأوروبي بنسب تراوحت بين 12 و16 في المائة أقلّ من متوسط إنتاج هذه المحاصيل في السنوات الخمس الأخيرة، فيما استفادت المحاصيل الشتوية من الظّروف الحارّة والجافّة، إذ شهدت تحسناً طفيفاً في توقّعات زيادة إنتاجها.
قطاع الطاقة يتأثر بالجفاف
وحذّر التقرير أنّ جميع المجاري المائيّة في القارة الأوروبيّة تقريباً جفّت هذا الصّيف، ما تسبب في انخفاض الطاقة الكهرومائية المولّدة في أوروبا بنسبة 20 في المائة في الأشهر الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أنّ أكثر من 100 بلدية في فرنسا واجهت مشكلات في إمدادات المياه، وكان لا بدّ من توصيل مياه الشرب بواسطة الشاحنات.
ووفقاً لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، احترق أكثر من 60 ألف هكتار من الأراضي في فرنسا منذ بداية عام 2022، أي أكثر من ضعف المساحة التي احترقت عام 2021.
ولفت التقرير إلى تأثير التدفّق المنخفض لنهر الراين في هولندا على الشحن التجاري وعلى توزيع المياه.
تعلّق ماريا غابرييل، المفوّضة الأوروبيّة للابتكار والبحوث والثقافة والتعليم والشباب، على ما تشهده أوروبا من جفاف، قائلة إن «الجمع بين موجات الجفاف الشديدة والحرارة يشكّل ضغطاً غير مسبوق على مستويات المياه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي»، وتضيف أن «تغيّر المناخ يبدو بلا شكّ أكثر وضوحاً كلّ عام».


مقالات ذات صلة

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
TT

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ، وفقاً لاتفاق صعب تم التوصل إليه في قمة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب29) في باكو بأذربيجان.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.

واتفقت الدول أيضاً على قواعد سوق عالمية لشراء وبيع أرصدة الكربون التي يقول المؤيدون إنها ستؤدي إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات جديدة داعمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان من المقرر اختتام القمة أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد القادم.

ورفضت الدول النامية أمس الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين. وتعاني الدول النامية من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

وكشفت محادثات كوب29 عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية، كما جعلت الإخفاقات السابقة في الوفاء بالتزامات التمويل المناخي الدول النامية متشككة في الوعود الجديدة.

وبعد إعلان الاتفاق، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي، وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ «عملنا بجدّ معكم جميعا لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار ثلاث مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش في بيان «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساسا لمواصلة البناء عليه».